محتار بين البقاء في الغربة والرجوع لبلدي لأتزوج!

0 439

السؤال

السلام عليكم

المشكلة تكمن في أني اغتربت عن بلدي لمدة ثلاث سنوات، وكان الحافز الأساسي هو الزواج, حاولت الزواج بابنة عمي، واستمرت الخطوبة سنتين، بناء على طلب أهلها، وانتهت بالفشل لصعوبة التواصل، ولجشع أهلها المادي.

الآن عملي مستقر، والمرتب مجزئ، ولكن أعيش وحيدا طول الثلاث سنوات، مع صعوبة الزواج، وأنا مغترب، هل أعود إلى بلدي وأتنازل عن الوظيفة لغرض الزواج أم أستمر في الغربة الموحشة إلى ما شاء الله.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

نقول لك: إن رفض بنت العم ليس نهاية المطاف، فالنساء غيرها كثير، والصالحات كثر، وتستطيع وأنت في غربتك وعند إجازتك أن تختار فتاة صالحة ذات دين وخلق، لتكمل معها مشوار السعادة.

واعلم أن الإنسان إذا جد في البحث، ورغب في صاحبة الدين، فسيجدها إن شاء الله.

وإذا كانت بنت العم قد رفضت، فهناك بنت الخال وبنت العمة، وبنت الفضلاء، فالنساء غيرها كثير.

لا خير في ود امرئ متقلب**** ولا خير في ود يجيء تكلفا

بنت العم ستظل على صلة رحم بك، ولكن ليس من الضروري أن توفق بالزواج منها، فابحث واطلب من إخوانك وأخواتك من الصالحين بأن يهيؤوا لك فتاة صالحة، فإذا كنت في الإجازة تعرفت عليها وعلى أسرتها، ونظرت إليها النظرة الشرعية، ثم بناء على ذلك تختار، ولا تحزن إذا فاتتك فتاة واحدة أو رفضتك، بل ينبغي على الإنسان أن يوقن أن الخير في ذلك الرفض؛ لأن النساء غيرها كثير؛ ولأن الحياة الزوجية ما تنفع فيها المجاملات، فلا بد فيها من الرضا التام والقناعة التامة من الطرفين.

لا يصح أن يجبر العم بنته، ولا يصح أن تجبر الخالة بنتها، ولكن لا بد أن يكون الزواج وتأسيس الأسرة عن رضا تام من الطرفين، وعن توافق وقناعة واختيار، والمقصود قناعة ورضا الشاب والفتاة، فهما أصحاب القرار الأول والأخير، ودور الأهل ما هو إلا توجيهي وليس لهم أن يتدخلوا بشدة إلا إذا كان هناك مخالفات شرعية، فعند ذلك ينبغي أن ينصحوا ويتدخلوا بقوة، لكن غير ذلك ينبغي أن يباركوا المكان الذي أراده الشاب إذا كان مكانا مناسبا، وأهلها أصحاب دين، وهي ذات دين وخلق، وكذلك بالنسبة للفتاة فليس لأهلها أن يرفضوا إلا إذا كان الشاب قليل الدين أو ضعيف الخلق.

تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)، فلا تتوقف عند هذا الرفض وابحث عن غيرها.

أسأل الله أن يرد الجميع إلى الخير ردا جميلا، وأن يوفقك للسداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات