السؤال
السلام عليكم
خطبت فتاة مسلمة ومحترمة، لكن فيها بعض المشاكل مثل: سماع الأغاني، وترك بعض الفروض، حاولت معها بكل الطرق وفي بعض الأحيان تستجيب، المهم طلبت منها أن ترتدي النقاب فرفضت على أن ترتدي الملابس الواسعة، آخر المشاكل تريد أن تقيم عرسا وأنا أرفض، هي وأمها مصرتان، وهددتها أمها أنها إن لم تقم عرسا لن تحضر لها في أي مناسبة، وبكت وتقول: أنت أول فرحتي.
البنت مصرة لما رأته من أمها، وأنا مصر على الرفض مخافة الله تعالى، فماذا أفعل؟
أرجو الرد في أسرع وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرد هذه الفتاة وأمها إلى الصواب، وأرجو أن تدرك أن الإنسان لابد أن يفرح بزواجه، لكن ما هو الفرح المقصود؟ فليس الأمر كما يظن الناس أن الفرح لا يكون إلا بالمعصية، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما زفت المرأة بين الأنصار قال لعائشة: هل أرسلتم من يغني لها؟ ثم قالوا: ماذا نقول؟ فقال: (أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم)، فإن الإنسان يحتفي بهذه المناسبة.
لا مانع من أن يضرب بين النساء بالدفوف، ولكن هذا الفرح لابد أن يكون محكوما بضوابط هذا الشرع الذي شرفنا الله به، ونتمنى أن تتعاملوا مع الأمور من هذا المنطلق، فتحددوا ما هي الأشياء التي ستكون في الفرح؟ وإذا كان في الفرح معاصي، فنحن لا نفرح بالموافقة عليه؛ لأن الإنسان لا ينبغي أن يبدأ حياته الأسرية والزوجية بمخالفة رب البرية، والزواج نعمة من الله، ونعم الله تقابل بالشكر، ومن شكر هذه النعم أن تستخدم فيما يرضي الله تعالى.
نتمنى أن يكون الاختيار صحيحا، إذا كانت هذه الفتاة تقصر في بعض الفروض، فإن هذا الأمر يحتاج إلى وقفات من الآن، فإن التقصير فيما دون الفروض أمر يحتاج إلى بعض المناقشات والمواعظ، مع ضرورة أن تدرك أسباب التقصير، هل للأسرة دور في ذلك؟ هل هناك من يحرضها أم أن التقصير حاصل منها؟ لأن الإنسان لا يتصور أن المرأة طيبة وأهلها غير ذلك، لابد أن يكون هناك بعض الإشكالات، والذي يهمكم أن الفتاة حريصة على الخير وعندها ميول للاستقامة، وعندها الأساسيات كالمحافظة على الصلاة، والأخلاق والسمعة الطيبة، هذه الأمور ينبغي التنبه لها، فالحياة طويلة، وفي الوقت نفسه لا نريد أن تقف مع كل صغيرة وكبيرة، ومع أمور يمكن أن يكون لها حل من الناحية الشرعية.
نتمنى أن تجد من حولك من العقلاء من تشاورهم، وتستمع إليهم ممن يعرفونك ويعرفون الفتاة وأهلها، لأن هذه الأمور يرفض فيها الاستعجال، ونرفض العصيان لرب الأرض والسموات، وينبغي أن تصل للحلول المناسبة بالتشاور والتحاور.
نسأل الله لك ولها التوفيق والسداد.