السؤال
السلام عليكم.
عمري 18 عاما، أعاني من حكة شديدة في كامل جسمي منذ ما يقارب 3 شهور، وإذا استمرت لمدة دقيقتين تظهر حبوب حمراء صغيرة، وتختفي إذا برد جسمي في أقل من عشر دقائق، ولا تظهر هذه الحكة إلا في الحرارة العالية تقريبا، وتختفي في الجو البارد، ولا أستطيع الخروج من المنزل إلا للضرورات القصوى، ذهبت للطبيب وفحصت الدم، وشخص حالتي بحساسية من الربيع، وقال طبيبان آخران: لن تشفى من المرض، وهذا ابتلاء من الله.
استخدمت عدة أدوية مثل: لايال واليرفين وفودفكس ولوريتادين، لكن للأسف لم أجد نتيجة، فقط كانت مخففة للحكة بشكل قليل جدا.
هل من الممكن أن تكون حساسية من الربيع؟ لأني أصبت بها من قبل، وأبي لديه مرض الأكزيما على يديه وينتقل لجسمه، فهل يكون مرضا وراثيا؟ هل لديكم العلاج؟ أدوية أو علاج بالأعشاب الطبيعية؟
وأريد أحاديث وآيات عن الصبر على البلاء، وهل تنصحونني بالذهاب للبلاد الباردة؟
أفيدوني أفادكم الله، وجزيتم الجنة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعاني منه -أخي الكريم- هو نوع من أنواع الأرتيكاريا أو الشري، وهذا المرض الجلدي بصفة عامة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات واحمرار وحكة، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق في التنفس، واضطرابات وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
• النوع الحاد الذي يلازم المريض لفترة قصيرة، أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات أو الأغذية المحفوظة مثل: السمك والبيض والمكسرات والكيوي، أو تناول بعض العلاجات ومن أهمها المضادات الحيوية والتطعيمات، أو بسبب لدغات الحشرات وبالأخص النحل والدبابير.
• النوع المزمن، يلازم المريض فترات طويلة ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، في الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا، أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية مثل: الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية مثل أمراض الغدة الدرقية.
أما بالنسبة لحالتك، فأتصور أنك تعاني من نوع مختلف ومحدد من أنواع الأرتيكاريا -والحمد لله-، يسمى cholinergic urticaria ومرتبط بزيادة درجة حرارة الجسم والتعرق، وعادة ما تحدث المشكلة إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم وبدأ التعرق، مثل: عند ممارسة الرياضية، أو تناول مأكولات حارة، وتكون المشكلة في صورة حكة بعد دقائق من ارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد يتبع ذلك ظهور طفح جلدي منتفخ صغير الحجم، وبالأخص في الأجزاء العلوية من الجسم، وتختفي المشكلة في غضون 30 دقيقة إلى ساعة.
العلاج يكون بتجنب ارتفاع درجة حرارة الجسم قدر المستطاع، والبقاء في أماكن باردة، وربما يكون تطبيق ذلك صعب عمليا وبالأخص للأشخاص الذين يمارسون الرياضة، ولذا ينصح بالاستحمام، وتبريد الجسم في أقرب فرصة بعد ارتفاع درجة حرارة الجسم أو التعرق إن أمكن ذلك، والعلاج بمضادات الهستامين ربما يكون مفيدا وبالأخص نوع Levocetrizine 5mg tab، ويمكن تناوله مرة واحدة يوميا لعدة شهور، ولا تقلق، بالرغم أن هذا المرض قد يكون مزمنا عند بعض الأشخاص لكنه يختفي في أحوال كثيرة بعد فترة زمنية قد تتفاوت من مريض لآخر، وإذا اتبعت النصائح وتناولت العلاج المذكور لفترة مناسبة، فستقل الأعراض بصورة كبيرة ثم تختفي بعد ذلك –إن شاء الله-، فكن متفائلا، واستمر في مراجعة طبيبك المعالج، لأن الأفضل أن يتم العلاج تحت الإشراف الطبي لمتابعة نتيجة العلاج، ومناقشته والأمور المتعلقة بالمشكلة التي تعاني منها.
وانظر هذه الروابط حول وسائل الإعانة على الصبر: (2109166 - 18338).
وفقك الله وحفظك من كل سوء.