السؤال
السلام عليكم..
أشكر لكم مساعدتكم لي, وتقديمكم النصح والإرشاد, فهي تزيدني قوة, وأريد استشارتكم في بعض الأمور التي أراها مشكلة لا أعرف حلها, وإن كنت قد قلت لي إنها أفكار سلبية تتساقط على الإنسان, وأنا لا أنكر أن فيها فكرا سلبيا, ولكنني أتساءل كيف أحل هذه العوائق؟
بينت في الاستشارتين السابقتين أنني أعاني من خوف وقلق ووساوس, وبدأت بأخذ الدواء منذ عشر سنوات, لكن في الحقيقة أتناول البروزاك فقط عند الحاجة, ومنذ خمس سنوات فقدت قدرتي على الاختلاط بالناس, خاصة عندما قال عني صديقي المقرب الذي كبرت معه، قال: أنني شخص ممل, وتركني، وساءت علاقتي بأصدقائي, وبعضهم قال عني أني معقد.
أصبحت منذ خمس سنوات حساسا جدا, لا أتقبل مزاحا, متوترا, قلقا, أرتاح للعزلة -مع أني لا أحبها-, لكن بعد سنتين هاجرت لإحدى البلدان الغربية, واستمرت معي (تفضيلي للعزلة) أخاف أن أعطي نفس الانطباع للناس, أو أن يقولوا عني ممل, أو معقد.
أختلط بالناس بلا روح ورغبة, أمارس كرة القدم مع بعض الأصدقاء, وأتحدث معهم, لكن بلا رغبة واستمتاع, وأسارع في الانصراف, مع أنني كنت أمارسها بحب ورغبة قبل ذلك, فما الحل؟
أيضا موضوع مرضي الطويل أصبح هما, طوال الوقت أكتمه, حتى عن إخوتي, فأنا خائف من كلام الناس, أيضا أفكر في الزواج, طلبت من إحدى قريباتي أن تبحث لي عن زوجة, فكلما اختارت فتاة أنسحب, حتى وإن ارتحنا لبعضنا, كيف سأخبرها بأني كذا وكذا؟ فينتشر الأمر كالبرق بين الأقارب.
أنا أعلم كيف تغتاب الناس بعضها, وأسوأ شيء أنني أصبحت جبانا, لا أدعي أنني كنت شجاعا, لكنني لم أكن أخاف دائما من الشجار, فأصبحت أخاف الشجار, وأشعر بثقل في الجسم, واختلال التوازن بسهولة, وهذا ما حدث معي في آخر مرة تشاجرت فيها مع أحدهم، فتدخل صديقه فضربني شخصان, على إثرها أعاني من مشكلة في الشبكية حتى الآن.
أرجوك يا دكتور لا تعمم المسألة كلها على أنها أفكار سلبية, فأنا لا أريد أن أعطي للناس نفس الانطباع الأولي, وماذا أفعل في قضية الزواج؟ والأهم الخوف من الشجار.
أرجوك ثم أرجوك لا تقل لي لا تفكر بالشجار والقتال, بل بالمحاورة؛ لأن الشجار والقتال جزء من الحياة, وما كنا لنكون مسلمين لو اكتفى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالمحاورة فقط, فبعض الناس لا يمكن إيقافه إلا بالشجار معه.
أرجوك ثم أرجوك أحتاج لنصائح واقعية, أحتاج إلى إرشادات سلوكية ومعرفية تقنعني أكثر من الدواء نفسه, ويا حبذا أن يكون الدواء فقط عند الحاجة, يحسن المزاج ويزيل القلق، وأشكرك جزيل الشكر.