أعاني من اكتئاب وخوف من فعل أي شيء جديد، هل هذا وسواس قهري؟

0 381

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشاكل نفسية مجهولة السبب، البداية كانت منذ سنة ونصف، كنت أخاف من الموت، وأي شيء غريب يطرأ علي أظن أنه الموت حتى فقدت لذة النوم، أصبحت أعاني عند الاستلقاء على فراشي من هذه الوساوس، بعدها أخذ هذا الخوف يقل تدريجيا مع ممارسة الحياة بشكل طبيعي، ولو كان شيء من الخوف موجودا، ثم منذ شهرين تقريبا شعرت فجأة باكتئاب وضيق، وعدم رغبة بفعل شيء، وتخوف ومللت من الحياة بما فيها، وكنت أشعر أن لا شيء يستحق أن نبقى لأجله وفعله، ولا أجد المتعة عند فعل أي شيء حتى لو كنت أحبه، فأصبحت أفعله فقط لأني مأمورة، وصلت بي الحالة لدرجة البكاء على حالي.

بعدها بدأت أعاني من تقلبات، فمرة أكون بوضع طبيعي كما أنا سابقا، ومرة أشعر بهذا الشعور مع خوف غريب تجاه ذلك، لم أعد كما كنت، وأفتقد المرح والسعادة، ويأتي بشكل مفاجئ ثم يخف عندما أفكر أن لا شيء يستحق كل هذا، فأنا كما أنا لم ينقص مني شيء، ولم أفتقد أحدا، أو يحدث شيء محزن، وهي فترة وتمضي ولن تقف حياتي عندها، وسرعان ما يتلاشى كل هذا التعزيز والدعم والتفكير الإيجابي، وتراودني وتنغص علي الاضطرابات والأفكار نفسها، ولا أستطيع وقتها أن أفكر بذلك التفكير الإيجابي، ويهاجمني هذا الخوف والاكتئاب في عدة حالات:

1-وكلما فكرت بفعل شيء جديد أو التغيير، لا أجد نفسي مندفعة، بل متخوفة ومكتئبة من هذا الموضوع، وأتخيل نفسي بهذه الحالة عند ممارسة هذا الشيء الجديد فأتراجع.
2-حتى أني فقدت الرغبة بفعل أي شيء، حتى الاستحمام والنوم أصبحت لا أريد فعله، لدرجة أني بمجرد أن أفكر به يراودني شعور الخوف والاضطراب، والاكتئاب وعدم الرغبة، ولا آخذ الموضوع بشكل بسيط، وأصبحت لا أحب النوم أبدا ولا يروقني.
3-حتى عندما يذكر لي أحدهم أنه ذاهب لفعل شيء كهذا، أكتئب.
4-وكلما فكرت بأني سأفعل كذا وكذا بعد ساعة، أو بعد أسبوع أو في المستقبل، أشعر بذات الشعور.
5-وعندما أرى شخصا مستمتعا وطبيعيا، أضطرب قليلا لكونه لا يعاني، وأخاف أن يعاني مثلي مستقبلا.
6-وأخاف الوحدة ورؤية شيء هادئ بعد أن كان يضج بالناس والضحكات، وأطبق ذلك على نفسي إذا كنت مجتمعة مع أقاربي وصديقاتي، أنغص على نفسي بالخوف من انتهاء هذا اليوم وذهاب كل منهم لبيته، وأبقى وحدي في الفراش، ولا أطمئن لفكرة ذهابي للنوم.
7- أحيانا أشعر أني مصابة بمرض خطير إذا حدث لجسدي شيء لم أعتد رؤيته يوميا.

كلما شعرت بتلك الأشياء أجد نفسي عاجزة عن فعل شيء، أو حتى عن التفكير فقط، أكره الوضع الذي أنا فيه، وأشعر أن كل شيء انتهى على الرغم من أنها أحيان قليلة تزول إذا جاهدتها بإيجابيتي، وإشغال نفسي بالحديث في الهاتف، هل أحتاج للذهاب للطبيب نفسي؟ مع العلم أن أحد والدي يعاني من اضطراب وجداني ووسواس قهري، فهل هذا يعني أن أصاب بأحدهما؟ أم أن ما أعاني منه هو ضغوطات، وأشياء ناجمة من كثرة التفكير وستزول مع العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rasha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

رسالتك واضحة جدا، وأعتقد أن الذي تعانين منه -إن شاء الله تعالى– أمر بسيط وعابر، حتى وإن استغرقت هذه الأعراض السنة والنصف من الآن.

الأعراض في مجملها أعراض قليلة ذات طابع اكتئابي، لكنه ليس اكتئابا شديدا أو مطبقا، هو مزاج اكتئابي في الواقع، ويلاحظ أن الشباب الذين لديهم في أسرهم تاريخ لمرض أو لحالة نفسية يحدث لهم نوع من التماهي مع الشخص المصاب، وتكون لهم تخوفات داخلية على مستوى العقل الباطني أن الواحد منهم قد يصاب بهذا المرض أو ذاك، ولذا تبدأ الأعراض القلقية والوجدانية العادية البسيطة لديهم تتضخم، ويكون هنالك استحواذ وسيطرة سلبية كبيرة، ويكون هنالك قلق توقعي، ومراقبة شديدة للنفس، وخوف من الفشل، وخوف من الإحباطات.

أعتقد أن هذا هو الذي تمرين به، والمطلوب منك قطعا هو المزيد من الثقة بنفسك، وألا تنقادي أبدا لمشاعرك حين تكون سلبية، يجب أن يكون هنالك إصرارا بأن تكوني فعالة وإيجابية، وألا تتأثري بالحالات النفسية التي حولك.

ضعي برامج يومية تحسني من خلالها إدارة وقتك، وتتجنبي الوحدة والفراغ، ضعي هدفا واضحا في حياتك، تصوري نفسك بعد خمس أو ست سنوات من الآن، أين أنت؟ من أنت؟ ما هي مؤهلاتك الجامعية أو حتى فوق الجامعية؟ والتأمل الإيجابي يساعد الإنسان على النجاح، فيجب أن تتأملي بأن تكوني -إن شاء الله- في المستقبل متميزة، يرزقك الله تعالى الزوج الصالح، تكون لك الذرية الطيبة، تكوني دائما بارة بوالديك، والمشاعر التي تكون على هذا السياق ليست أوهاما أو أحلاما، إنما هي حقيقة واقعية معقولة، تحفز الإنسان وتزيد من دافعيته، وممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، دائما نعتبرها شيئا مفيدا وجيدا من الناحية النفسية والجسدية.

لا أرى أنك في حاجة لتناول دواء في هذه المرحلة، أعتقد من خلال الآليات الداخلية والتفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت وتجاهل السلبيات، ووضع أهداف وآمال واقعية –كما ذكرنا– والسعي في الوصول إليها، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيا جدا، لكن لا مانع إن قابلت الطبيب النفسي مرة أو مرتين، هذا -إن شاء الله تعالى– سوف يدعم من تفكيرك وموقفك الإيجابي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات