زوجي مصاب بانفصام الشخصية، فكيف أتعامل معه؟

0 330

السؤال

السلام عليكم

زوجي قاسي القلب وعنده انفصام في الشخصية، مرض (باي بولير) بشهادة طبيبه النفسي، حيث أحيانا يكون هادئ الطباع ولا يصلي، وأحيانا يكون ثائرا ويصلي، يشرب شيشة ويشتمني وأحيانا يضربني، يمشي في الحياة بدون تخطيط، وسافر قبل ذلك للخارج للعمل وسافرت معه، وعانيت كثيرا أنا وأولادي الأربعة، حيث يدخلهم لمدارس غير جيدة فيؤثر ذلك على مستواهم الدراسي، وتم طرده من عمله بالخارج وعدنا لمصر بسبب سوء خلق زوجي، حيث تم اتهامه بالتحرش الجنسي، كان يريد أن يتزوج طبيبة معه في العمل.

الآن جاءت له فرصة سفر أخرى للخارج، ويريد أن يأخذني والأولاد، ولا أريد أن أسافر معه إلا بشروط، حتى أأمن على نفسي وأولادي في الغربة مع هذا الرجل الذى لا يتقي الله، فهل لي الحق في ذلك؟ وما حكم الدين؟

وعندما أعلنت رفضي حتى أسمع ما يطمئنني منه، لم أجد إلا المعاملة بسوء، ويقول: أنا لا أحد يشترط علي بشيء، وإذا لم تسافري معي سأتزوج بأخرى ولن أعود ثانية، ولي الحرية في عمل أي شيء، فممكن أن آتي بنساء وأزني بهن أمامك، هكذا قال لي أول أمس!!!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ yara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر لذلك، وأن يتوب عليه، وأن يعافيه من هذا المرض الذي ألم به، وأن يجعله من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يجنبه الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعينه على الإحسان إليكم وإكرامكم وعدم إهانتكم أو الاعتداء عليكم.

وبخصوص ما ورد برسالتك –أختي الكريمة الفاضلة–، أعتقد أن طلبك للشروط ليس حراما وليس منكرا، حيث إنك تريدين أن تضعي النقاط على الحروف حتى لا تحدث مشاكل ولا خلافات في بلاد الغربة، ثم بعد ذلك تعودين مرة أخرى بخفي حنين في وضع يرثى له، ولا يسر حبيبا ولا عدوا، أعتقد أن مثل هذا الكلام واقعي ومنطقي.

ويبدو أن زوجك نتيجة لظروفه الصحية لا يقبل مثل هذا اللون من الكلام أو الشروط، لذا أنا أقترح –بارك الله فيك– أن يقول هذا الكلام أحد غيرك، بمعنى أنه إذا كان لك أحد من الأقارب كالوالد أو أحد إخوانك، أن يتكلم معه ولا يخبره أن هذه شروط، وإنما يعتبرها وصايا ونصائح عامة، ويتكلم معه من هذا الباب، ويبين له أن هذه الأشياء يترتب عليها الأمن والأمان والاستقرار والسعادة فيما بينكما، وهذا أمر مطلوب، وأرى أن نخفف ما دام زوجك –كما ذكرت أنت– مصاب بهذا المرض الخطير، أرى أن نخفف العبارات، لأنه قد لا يقبل مثل هذه الأشياء، وبالتالي يترتب عليها كما هددك بأنه لا يحب لأحد أن يشترط عليه، وأنه إذا لم تسافري معه سوف يتزوج ولا يعود ثانية، وقد يفعل.

فأنا أقترح -بارك الله فيك– أن تتوكلي على الله وتذهبي معه، لكن كما ذكرت لابد من تدخل أحد الأطراف التي لها منزلة أو مكانة عنده، وأن يعتبر هذه نوعا من النصائح، وأنه ينبغي عليك أن تحافظ على زوجتك وأولادك وتهتم بهم، إلى غير ذلك من الكلام العام الذي من خلاله تصل الرسالة، وإن كنت أنا أستبعد مع وجود هذا المرض أن يلتزم بشيء، إلا أن وجودك معه في جميع الأحوال حتى وإن تحملت قدرا من المشاكل، أهون من أن يتزوج عليك مثلا، أو أن يزني -عياذا بالله تعالى-، أو أهون من أنه لا يعود مرة أخرى، على اعتبار أنه رأى أنك تخليت عنه وهو في أمس الحاجة إليك وأولادك، وأنكم لم تقفوا معه، وبالتالي قد يفعل هذا الأمر الذي هدد به.

أرى -بارك الله فيك- أن توسطي أحدا فيما بينك وبينه، وأن تكون العبارات كما ذكرت ليست قوية في شروط أو اتفاقيات أو كذا، ما دام هو لا يقبل هذا خاصة الظروف التي تمر به، لكن من الممكن أن تكون توصيات، وأن تقبلي أي قدر ممكن، لأن القضية أن هذا المريض لا يستطع أحد أن يضع عليه ضابطا أو رابطا، لأن هذا الانفصام يجعله أحيانا في وضع طبيعي، وأحيانا في وضع يختلف تماما عن الآدمية والإنسانية كما ذكرت أنت في أول رسالتك.

وهذا قدرك -أختي الكريمة الفاضلة– فماذا ستفعلين وأين ستذهبين؟ هذا هو زوجك، وإذا كان يتعالج فلعل الله أن يمن عليه بالشفاء، وبذلك تقل هذه المشاكل أو تنعدم -بإذن الله تعالى-، ولذلك أوصيك بالصبر الجميل، ثم بعد ذلك توكلي على الله واذهبي مع زوجك مخافة أن ينفذ ما هدد به، وبذلك قد تكون الخسارة أفدح، خاصة وأنك لست وحدك، وإنما معك مجموعة من الأطفال هم في أمس الحاجة إلى رعاية الوالدين، وإن كنت واثقا أن دور والدهم محدود أو متواضع، وقد يكون دورا هداما نتيجة الظروف الصحية التي يعاني منها، لكن في جميع الأحوال وجوده سيكون له قدر غير عادي في استقرار الأسرة، وفي تخويف الأطفال به وأنه قد يؤدبهم وغير ذلك، فيسهل عليك عملية التربية في هذا الزمن الصعب.

أسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يشفي لك زوجك، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات