السؤال
سلام عليكم
أنا عمري (18) سنة، وتعرفت على شاب قبل سنة وأربعة أشهر، وتعلقت به وأنا ما كنت أحبه لأجل دراستي، لكن ما أعرف كيف صار الأمر، حاولت أكثر من مرة أبتعد عنه أو هو يبتعد لكن دون جدوى.
أنا كل صلاة أصليها أدعو ربي يبعده عني إذا كان كذابا، لكن يصير أننا نقترب أكثر من بعض! هو وعدني أن نكون لبعض، وتكلمت معه، وأهله يعرفون، وأنا خائفة أن نعمل أي شيء حرام.
ماذا أعمل؟ ممكن مساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إننا ندعوك بداية للتوقف عن التواصل مع هذا الشاب الذي إذا أرادك فينبغي أن يطرق باب أهلك، ويقابلهم، وإذا حصل الوفاق، وأصبحت العلاقة معلنة، ويعرفها الجميع، ثم جاء بأهله، شريطة أن يكون صاحب دين ومناسب لك، فعند ذلك تستطيعون عندها الاستمرار في العلاقة، فهي خطبة، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته والخروج بها، ولكنه يستطيع كلامها ومناقشتها في حضور محارمها، أو دون خلوة، عن أمور مستقبلهم الأساسية، أما بغير هذا فالإسلام لا يبيح الاستمرار في هذه العلاقة، وليس فيها مصلحة.
نحن سعداء بشعورك بهذا القلق والضيق من هذه العلاقة، وشعورك أنها أثرت على دراستك، وهذه العلاقة لا تؤثر على الدراسة فحسب، بل تؤثر حتى على الدين أيضا، فالإسلام لا يقبل أي علاقة بين شاب وفتاة إلا في إطار المحرمية، أو في إطار الزواج، أما في غير ذلك فلا يجوز، فيجب التوقف فورا، وحتى لو أرادك مستقبلا فعليه التقدم لخطبتك رسميا.
العلاقة لا تقف عند هذا الحد، فالشيطان يستدرج ضحاياه، كما أن هذه العلاقة الغير شرعية هي خصم على سعادة الإنسان ومستقبله؛ لأن هذه معصية والمعاصي لها شؤمها، فالمعصية ظلمة في الوجه وضيق في الصدر، وتقتير في الرزق وبغض في قلوب الخلق.
الأمر لا يحتاج إلى استفتاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (استفت قلبك ... وإن أفتاك الناس وأفتوك)، والإثم ما حاك في الصدر وتلجلج فيه، والبر ما اطمأنت إليه النفس، وأنت الحمد لله على خير، ولذلك هذا الخير هو الذي جعلك تهتمين وتغتمين، وتتواصلين معنا لهذا الأمر، ونحن سعداء بهذا التواصل ونتمنى لك وله الخير، فالخير لكما في التوقف عن هذه العلاقة، وفي الوقت المناسب يطرق باب أهلك ويطلب يدك رسميا.
الإسلام أكرم المرأة وأرادها مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، والمرأة التي ترفض التنازلات وترفض هذه العلاقات يعظم مقامها عند الله وعند أهلها وعند الشباب بخلاف الفتاة التي تقدم التنازلات، فإن الشباب يحتقرونها ولا يلتفتون إليها؛ لأنها كالعلف تمضع، ثم ترمى في القمامة، ولذلك خير للمرأة أن تتمسك بدينها وحجابها وعفافها.
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.