السؤال
السلام عليكم
أحيانا أحس بضيقة في صدري، وبودي أن أبكي، وأكره كل شيء، تجيئني الضيقة فجأة، وأحيانا أحس بنعاس وخمول غير طبيعي، إذا كنت في زيارة أو كنت مجتمعة عند أناس، -الحمد لله- لا ينقصني شيء، ولكن هذه الضيقة تجيئني غصبا عني، علما أني محافظة على صلاتي، ومداومة على الرقية الشرعية وسورة البقرة.
ما هو سبب الضيقة؟ أتمنى أن تفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
القلق النفسي له عدة أنواع وجزئيات ومكونات، وهنالك نوبات من القلق المفاجئ جدا، قد لا يحس بها الإنسان إحساسا نفسيا كاملا، فقد لا يحس الإنسان أنه قلق أو متوتر، ولكن قد يحس بضيقة في الصدر، وقد تتبدل عواطفه فجأة، وأعتقد أن هذا ينطبق عليك تماما، فهناك ضيقة في الصدر، وميول للبكاء، وأعتقد أن هذا نوع من القلق المتقطع الظرفي البسيط.
أنت -الحمد لله تعالى- حياتك طيبة، ومحافظة على صلاتك، وحياتك مرتبة، فحاولي تجنب هذا العرض، من خلال التعبير عن النفس، خاصة في الأمور الصغيرة للنفس، فالذي يسكت عن الأمور البسيطة ولا يعبر عنها في وقتها، وفي حدود الذوق والأدب، هذه الصغائر البسيطة تتراكم والنفس تحتقن، والاحتقانات الداخلية قد تؤدي إلى نوع من القلق النفسي المفاجئ.
الأمر الثاني: احرصي على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، حين يأخذ الإنسان شهيقا وزفيرا بقوة وببطء، مع تأمل إيجابي، هذا سيؤدي إلى استرخاء نفسي، والاسترخاء النفسي يؤدي إلى الاسترخاء الجسدي؛ لأن الضيقة أصلا هي توتر، والتوتر هذا مكونه نفسي، حتى وإن لم يشعر به الإنسان، ويتحول هذا التوتر النفسي إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر؛ لذا أعتقد أن تمارين الاسترخاء مهمة جدا بالنسبة لك.
بالنسبة للشعور بالخمول والنعاس هذا ربما يكون مرتبطا بمزاجك العام؛ لأن القلق المفاجئ أحد تبعاته أيضا عسر المزاج، ويكون عسر المزاج أحيانا في شكل خمول، أو انسحاب اجتماعي، انزواء، وعدم الشعور بالحيوية.
ليس بالضرورة أن يصل الأمر إلى درجة النعاس، لكن الإنسان حين يحس أن طاقاته الجسدية أصبحت خاملة بعض الشيء؛ لأن الطاقات النفسية قد خملت أصلا من خلال القلق، فإن شاء الله تعالى من خلال هذه الإرشادات البسيطة سوف تشعرين بالتحسن الواضح، والتي تقوم على مبدأ التفكير الإيجابي.
ممارسة تمارين الاسترخاء، التعبير عن الذات والتفريغ، والاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، ولا تتركي للفراغ أي مجال، وكوني دائما متفائلة.
بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والسداد.