طلب مني صديقي أن أعيره آلتي الحاسبة فرفضت، وقاطعني!

0 243

السؤال

السلام عليكم

قد يبدو السؤال بسيطا ولكن؛ طلب أحد أصدقائي مني الآلة الحاسبة, فأنا طالب في كلية الهندسة, فرفضت إعطاءها له, ليس تشكيكا فيه, ولكن خشية ضياعها دون قصد منه؛ لأني أعرف صدقه وأمانته, فقرر مقاطعتي, وهو الآن لا يلقي علي السلام, وما يهمني هو أن أعرف هل أنا سبب في القطيعة؟ هل يحاسبني الله على ذلك؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونحب أن نبين لك أن الإنسان إذا كان إخوانه بحاجة لما عنده فإنه يحرص على أن يعطيهم، وإذا كان قد جربهم وأضاعوا بعض الأمور وعنده شيء من الإهمال فمن حقه أن يعتذر لهم، أو يمنعهم من هذه الأشياء.

وهذا الصديق ليس له حق أن يغضب بهذه الطريقة، لكن حتى لو غضب ينبغي أن يكون ذلك بحدود ثم يعود إلى صوابه، ونحن ندعوك إلى الاقتراب منه والاعتذار له، ونسأل الله أن يديم بينكما الألفة والمحبة.

أما تقدير الموقف فإن شاء الله لا شيء عليك من الناحية الشرعية، لكن نحن لا نعرف هل هو بحاجة لهذا الشي؟ هل يستطيع أن يشتري؟ هل هناك حلول أخرى؟ هل أنت لا تستغني عن هذه الأشياء التي طلبها؟ هذه كلها أشياء لا نستطيع أن نقدرها، ولكن على كل حال المسلم دائما يعير إخوانه، وإذا لاحظ منهم تفريطا أو إهمالا فمن حقه أن يمنع حفاظا على ممتلكاته، وحفاظا على الأشياء الخاصة به، فلا تحمل نفسك فوق طاقتها.

ونعتقد أن هذا الأخ سيعود إلى الصواب والسداد، وليس من الضروري أن تفصح أمام الناس أنه مهمل وأنك خشيت كذا وكذا، ولكن سيعود إلى صوابه، فإذا عاد فاجعل الأمر بينك وبينه، ونشكر لك هذا الحرص على أنه أمين – وهذه الأمور – لكن يبدو أن شخصيته فيها شيء من الإهمال، هذا هو الذي يفهم، لكن مع الحالة هذه أنت إذا جربته وضيع بعض الأشياء وحصل منه الإهمال عند ذلك من حق الإنسان أن يحرص على ما ينفعه، أن يحرص على ممتلكاته الخاصة.

كذلك ينبغي أيضا ألا تكون العلاقة فقط مبنية على (تعطيني وأعطيك) ولكن الصداقة تبنى على ما هو أعلى من ذلك، بالأخلاق والدين والصلاح وحب الخير، نحن نريد أن نبني العلاقات على أسس متينة، ليس على رمال متحركة، وعلى كل حال إن شاء الله الأيام كفيلة في أن يعود إلى صوابه، ونتمنى أن يكون في هذا أيضا درسا لك في أن تتعاون مع إخوانك، ومن كان في عون أخيه كان الله في حاجته، والإنسان إذا أعطى إخوانه مما زاد عن حاجته وما لا يضره إعطاؤهم فإنه يؤجر، وهذا مطلب شرعي، أن يتعاون الإنسان مع إخوانه ولا يبخل عليهم بشيء يستطيع أن يقدمه لهم.

نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا السؤال، بل نشكر لك الدافع الذي دفعك للسؤال، فإن هذا دليل على أن فيك خيرا، وأنك تلوم نفسك، لذلك نتمنى أن تعتذر للأخ، وتجري الأمور بينكما على ما يرضي الله، وما بينكما أكبر من الأجهزة الهندسية أو نحوها مما يحتاجه الطالب من زميل له.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات