السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مقبلة علي المرحلة الجامعية، وأريد أن أكون مميزة ومحبوبة من الكل، ويكون أسلوبي في الكلام مميزا وجميلا، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مقبلة علي المرحلة الجامعية، وأريد أن أكون مميزة ومحبوبة من الكل، ويكون أسلوبي في الكلام مميزا وجميلا، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أيتها الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله تعالى أن يجعلك من الصالحات المتميزات، واعلمي أن الفتاة تتميز بسمتها وحجابها ووقارها، بحيائها وعفافها، تتميز بهذا الإسلام العظيم الذي أرادها أن تكون متميزة.
الإسلام لا يقبل من المسلمة إلا التميز، لذلك قال العظيم: { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}، بعد أن قال: { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}، ويعرفن: أي المتميزات بأنهن الصالحات الناجحات المفلحات العفيفات المحصنات، كل علامات التميز في هذا الدين العظيم، شريطة أن تفهم الفتاة الدين الفهم الصحيح، ففهمه يقتضي أن تقابل أخواتها بوجه مشرق، أن تتجاوز عن الأخطاء، تساعد المحتاجة، تعامل الأخريات بمثل ما تحب أن تعامل به، بل عليها لكي تكون محبوبة أن تصبر على الأذى، وأن تواسي من تحتاج للمواساة، وأن تجند نفسها لخير العمل، وتحرص على نشر المحبة والمشاعر النبيلة بين أخواتها، والكلمات الطيبة، وتحترم من هو أكبر منها، وتنظر إلى من هو أكبر منها كأنه أب أو أم، وتنظر إلى من هو أصغر منها كأنهم أبناء، فتوقر الكبير وترحم الصغير، وتحترم من هي في سنها، تحاول دائما أن تكون داعية إلى الخير وساعية للفضيلة، وتعرف المداخل إلى نفوس الناس بتشجيعهم والثناء عليهم، وقبولهم كما هم، ولا تحاول السعي في تغييرهم، بل تجتهد في التأقلم معهم، ثم في تقديم التنازلات في حظوظ النفس، ثم في التفاهم معهم.
ولا مانع بعد ذلك في السعي في بذل الهداية لمن تحتاجها، بشرط أن نذكر هذه التي تحتاج للهداية بنعم الله عليها، والجوانب المشرقة فيها، ثم نلقي إليها ما نريد في شكل طلب نكمل به الجمالات، ونكمل به تاج الجمال الذي عندها، والناس إذا وجدوا من يعاملهم بهذه الطريقة، يبش في وجوهم، يكرمهم ويحترمهم ويقدرهم، فإنهم عند ذلك يحبونه.
أما مسألة الكلام فينبغي أن تتجرد فيه المسلمة من التشدق والتعالي، واستخدام الكلمات الكبيرة والجارحة، وإنما تستخدم الكلمات العادية، ولا تحاول أن تتصنع الكلام، ولا تكثر من مدح نفسها والثناء عليها، لأن هذا يصنع حاجزا بينها وبين الآخرين.
وعليها أيضا أن تبين مشاعرها للآخرين، فتعلن عن حبها وتقديرها لهم، وتتمنى لهم الخير، وتدعو لهم في الغيب والشهادة، لأنهم إذا سمعوها تدعو لهم بلسان صادق، فإنهم يحبونها، ويدركون أنها تحب لهم الخير.
لكي تكوني متميزة محبوبة، باختصار كوني مسلمة تقية صافية النفس، عفيفة اللسان واليد، حريصة على معاني التواصل الإيجابي، حريصة على أخذ أحسن ما عند الآخرين، وإعطاء أحسن ما عندك، كوني كالشجرة التي إذا رماها الناس بالحجارة أعطتهم أطايب الثمر، واحرصي على كل أمر يرضي الله تعالى، فإن الإنسان إذا سعى في رضى الله، أمر الله جبريل أن ينادي في السماء: أني أحب فلانا فأحبوه. ثم يلقى له القبول في الأرض فيحببه الله لأهل الأرض.
وأتمنى أن نجدك غدا ممن تنتفع بها الأمة في مجال تخصصك الذي يناسب المرأة، فنحن بحاجة إلى خدمات المرأة في ساحات كثيرة، ولا نريد شهادات عادية، بل نريد ونرغب في تميز وتفوق وإبداع، وأنت -إن شاء الله- أهل لذلك.
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.