السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في العشرين من عمري، ولدي خمس أخوات أكبر مني.
مشكلتي: أنه لم تتزوج ولا واحدة منهن، مع أنهن جميلات ومتدينات وأخلاقهن ممتازة، ولكن كلما أتاهن شخص فإنه يختفي فجأة ودون أية أسباب؛ وكأنه يرفض الموضوع فجأة.
حتى أنا قد لاحظت في الجامعة التي أدرس فيها، أن الكل يعلق على مدى جمالي، ولكني قد تخرجت الآن، وإلى هذه اللحظة لم يطلبني أي شخص، مع أن كل صديقاتي وهن أقل مني جمالا يتقدم لهن الكثير.
كانت والدتي منذ مدة تقول: إننا مسحورات، وأن أختها هي من سحرتنا، ولكني لم أصدق هذه الكلمات، ولكن عندما ذهبت مع أختي عدة مرات لشيخة لتقرأ عليها القرآن بدأت بالصراخ، وتكلم الجن عنها، وحتى أنها تكلمت بلغة غريبة لم أسمعها في حياتي، في تلك الليلة جزمت بأننا مسحورات، وخفت جدا.
قالت لنا الشيخة: أن نستمر في قراءة سورة البقرة، وفعلا بدأنا فيها ولكن لا جديد!!
والأمر المؤسف أن الشيخة أخبرتنا أن من عمل لنا العمل له القدرة على إعادة تجديده، والكثيرون أخبرونا بأنه لا يمكن إبطال السحر إلا بسحر مثله، وأنا وأخواتي متدينات وأخاف إن عملنا السحر أن يغضب علينا الله.
وكل يوم نفسيات أخواتي تسوء ووالدتي بالأخص، ومع أنها تقرأ القرآن كل يوم وتستغفر وتتصدق، ولكنها محبطة وبشدة، وخاصة أن كل بنات أخواتها قد تزوجن والكل يعايرنا.
أنا كل ليلة وفي كل صلاة أدعو الله أن يفرج هذا الحال ولكن لا جديد!! أخاف أن أصل لمرحلة اليأس وأقول أنه لن يحدث شيء.
أتمنى منكم أن تشيروا علي وتساعدوني، فأنا في حيرة من أمري ماذا أفعل؟ وهل هنالك شيء يمكن فعله لفك السحر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير، وأن ييسر أموركم، وأن يصرف عنكم كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وظلم الظالمين، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة، كما نسأله أن يمن عليك وعلى أخواتك بأزواج صالحين طيبين مباركين، يكونون عونا في طاعة الله ورضاه عاجلا غير آجل، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد في رسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فإنه مما لا شك فيه أن الأوضاع التي أنتم عليها من الأوضاع المؤلمة والمحزنة، خاصة بالنسبة للوالدين فأم ترى بناتها الست يتمتعن بقدر من الجمال والأخلاق والعلم، ولا يتقدم لهن أحد، أو كلما جاء أحد لرؤية إحداهن يذهب فلا يرجع، في حين ترى منهن أقل من بناتها جمالا وخلقا وعلما يتزوجن، فهذا أمر يقهر الأم قهرا خاصا، ويقهر الفتيات قهرا شديدا؛ لأن الفتاة بعد أن تصل لهذا السن -سن العشرين- تصبح في حاجة للطرف الآخر الذي يكمل لها حياتها، خاصة إذا كانت تتمتع بمواصفات مرغوبة؛ فإنها فعلا إذا ما تأخر بها الأمر ولم يقدر الله لها الزواج العاجل تتأذى نفسيا إلى حد بعيد، خاصة إذا كانت قليلة الإيمان أو العلم الشرعي.
وبما أنكم عرفتم أن هناك سحرا وقد تم عمله، وهذا السحر قد أثر هذا الأثر البين والواضح، فلا بد من علاج السحر، وقد أخبرتكم هذه المرأة أنكن مسحورات جميعا، وطلبت منكن قراءة سورة البقرة يوميا، فهذا شيء حسن، فسورة البقرة من السور العظيمة التي لا يستطيعها البطلة (أي السحرة)، كما أخبر المصطفى -صلى الله عليه وسلم-إلا أنك تقولين أنه لم يحدث هناك أي تقدم رغم أنكن جميعا على طاعة، وحرص على العبادة، خاصة قيام الليل، وقراءة القرآن والمحافظة على الصلوات.
لذا أقول لعلكم في حاجة إلى راق آخر؛ لأنه لا يلزم أن تكون هذه المرأة علمت كيفية إخراج هذه السحر وإبطاله، شأن الرقاة والذين يقرؤون على الناس شأن الأطباء؛ أن يذهب الإنسان إلى الطبيب ليعالجه فلا يستفيد منه، فعليه أن يذهب إلى آخر، فأنا أنصح بالذهاب إلى راق أو راقية أخرى، وأنا أعلم أن هناك رقاة كثر، خاصة في مساجد أنصار السنة، ولا مانع من رقية الرجال إذا لم توجد نساء على قدر من الوعي؛ لأني أرى أن رقية المرأة ما زالت ضعيفة على اعتبار أن الشيطان قد يعبث بها كما يعبث بغيرها من النساء.
فمن الممكن أن تقوموا أولا: برقية أنفسكم، وأن تقوموا بمواصلة الرقية يوميا، خاصة الرقية المتعلقة بالسحر، وإذا كتبت في (قوقل) الرقية المتعلقة بالسحر، فستظهر أمامك مجموعة من الآيات والأحاديث الخاصة بالسحر فقط.
فإن تيسر ذلك فحسن، وإن لم يتسر فمن الممكن الاستعانة بعد الله تعالى بأحد الرقاة الثقاة الذين يعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة الطريقة، ويقوم برقيتكن طبعا دون مس للجسد؛ لأن هذا طبعا فيه خلاف شرعي، ونحن لا نريد أن نفتح على أنفسنا باب الجحيم؛ ولذلك خير للمسلمة أن ترقي نفسها بنفسها؛ لأنها لن تجد أحدا أحرص على مصلحة نفسها من نفسها، ولكن إذا انعدم ذلك فعليها بالراقية المسلمة؛ لأن وجود المرأة مع المرأة أخف من وجود المرأة مع الرجل، فإذا لم يوجد المرأة لضعف المستوى، أو قلة الخبرة فلا مانع من الاستعانة بالرجال، وهذا هو نفسه نظام الطب.
أما كيفية فك السحر، فنحن نعلم أن السحر لا يفك إلا بالرقية الشرعية، وأنتم ذهبتم إلى جهة واحدة، فمن الممكن أن تبحثوا عن آخرين، يكونون أكثر خبرة ومعرفة ومهارة بفك السحر بالطرق الشرعية، ومع ذلك يجب أن تستعينوا بالدعاء لأن الشفاء أولا وأخيرا من الله تعالى، وما الراقي أو الطبيب إلا سبب.
فإذن نحن لا ينبغي أن يدفعنا الظرف الخاص الذي نحن فيه، إلى الوقوع في محرم هو من أصول المهلكات كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اجتنبوا السبع الموبقات) وعد منها السحر، وعليكم بالرقية الشرعية لا غيرها.
أسأل الله تعالى أن يصرف عنكن كل سوء، وأن يعافيكن من كل بلاء.