السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ سنتين أصبت بزكام شديد، وأنا عمري 10 سنوات تقريبا، وبالطبع أصبت ببحة صوت بسبب هذا الزكام، وبعد -الحمد لله- ما شفيت من هذا الزكام بقيت بحة الصوت عندي إلى الآن، مع الإحساس بالبرد، أو أن صوتي متعب كما هو.
علما بأني أتنحنح كثيرا؛ لأن البحة كانت مزعجة جدا بالنسبة لي، وبالنسبة للناس أن صوتي متغير؛ لأنهم ليسوا معتادين عليه هكذا، وعندما أتنحنح أشعر ببلغم، مع العلم أني كنت أبلعه.
وأحيانا صوتي يبقى طبيعيا، وعندما أرفع صوتي أو أنادي على أحد بعيد؛ تظهر هذه البحة في صوتي، وعندما بحثت عن علاج لحل هذه المشكلة وجدت أنه يستحسن أن تقلل من الكلام قدر المستطاع، والتوقف عن التنحنح لأن هذا يجهد الصوت، وبالفعل جربت هذا الحل، لكن توقفت عن الكلام مدة يومين، وبعدها تكلمت قليلا فأحسست أن صوتي ضعيف جدا وعلى وشك الاختفاء.
فهل يمكن علاجها نهائيا؟ وهل العلاج يكون أدوية أم بالجراحة كما يقال؟ وهل يوجد علاج بالأعشاب أو الوسائل الطبيعية؟ وهل من الممكن أن تزول بحة الصوت من تلقاء نفسها وبدون علاج مع الوقت؟
أرجو الرد حيث إن حالتي النفسية سيئة بسبب هذا الموضوع.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فدائما مع أدوار البرد والانفلونزا تكون مصحوبة بالتهاب بالحنجرة والأحبال الصوتية، والتي تسبب بحة وتغيرا في الصوت، ولكن سرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها وسابق عهدها بزوال دور البرد، ولكن في بعض الأحوال لا تزول تلك البحة بسهولة، وذلك قد يرجع لوجود بلغم بالحلق والحنجرة، مما يضطر المريض للتنحنح لإخراج ذلك البلغم، وهذه النحنحة في حد ذاتها مجهودا بالغا على الأحبال الصوتية؛ مما يسبب إجهادها وضعفها، وبالتالي عدم حركتها بالكفاءة المطلوبة، فينفذ الهواء بين تلك الأحبال أثناء الكلام، فيسبب تلك البحة.
لذا لعلاج تلك المشكلة؛ وكما وجدت في بحثك بأن تقلل من الكلام بقدر المستطاع، وأن تتوقف حالا عن النحنحة، والتي قد تكون عادة سواء كان هناك بلغم أو بدون وجود بلغم، ومع استخدام الاحتياطات والوسائل الطبيعية، بالإكثار من شرب السوائل الدافئة، والبعد عن المشروبا المثلجة والباردة، وكذا تجنب البهارات والحراق والتي تسبب تهيجا بالحبال الصوتية.
وأما عن الأدوية فيمكننا استخدام مضاد حيوي خفيف، مثل (زامور) 250 مج حبة كل 12 ساعة، إذا كان هناك التهاب على الحبال الصوتية، مع إضافة شراب أو حبوب كلارا كمضاد للهيستامين لتقلل من أي تورم على تلك الحبال مرة واحدة كل مساء، كما يمكن استنشاق صبغة جاوة، وهي معلقة كبيرة تضاف إلى كوبين من الماء المغلي ثم تستنشق البخار في غرفة مغلقة تحت شرشف أو ما شابهه.
إذا كانت النتائج جيدة فبها ونعمت، ولكن إذا عادت البحة أو ضعف الصوت وإجهاده من أقل مجهود أو كلام؛ فننصح بمراجعة اختصاصي التخاطب؛ لعمل تمرينات لتقوية الحبال الصوتية، ولا أظن أن الأمر قد يصل إلى احتياج جراحة، وخاصة في مثل سنك، واستبشر خيرا، واصبر على ما ابتلاك الله به, وهو أهون بكثير مما يعاني غيرك من أمراض عضال، ولا تدع ذلك ينال من معنوياتك.
والله الموفق.