السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد الزواج من دار أيتام، وواجهت مشاكل مع والدتي؛ لأنها رافضة لفكرة الزواج، وإذا تزوجت من الدار فلن تحضر الزواج، هي تريد بنت أحد الأقارب وأنا كنت في الأول مقتنعا لكن بعدها غيرت رأيي، وأريد الزواج من الدار، وقد ذهبت وعرفت شروطهم وطلباتهم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونشكر لك كذلك الحرص على إرضاء الوالدة، ونحن نعتقد أن رضا الوالدة من الأهمية بمكان، خاصة وأنت إلى الآن لم ترتبط، وإلى الآن لم تحدد فتاة معينة؛ لأن في ذلك كسر لخاطر الفتاة، وأحسنت إذ تواصلت معنا؛ لأننا نرى أن الزواج الناجح هو أن يجد الإنسان امرأة صالحة ترضاها الأم؛ لأن في ذلك عونا له على أداء كافة الواجبات، فإذا رضيت الوالدة عن الزوجة فإن الزوج والابن يعان في الوفاء للزوجة والبر للأم، أما إذا بدأت هذا المشوار بخلاف الأم وهي معاندة ورافضة فإن هذا سيتعبك في مستقبل الأيام، فقد تجد نفسك أمام خيارات أحلاها مر، وكلاهما صعب؛ لأن هذا الشرع يريد منا أن نحسن للزوجة وأن نبر الأم، فإذا قصر الإنسان في حق الأم فويل له، وإذا ظلم زوجته فويل له.
ولذلك نرى ألا تستعجل هذا الأمر، وأن تنظر في أسباب رفض الوالدة للزواج بهذه الطريقة، ونحن نشكر لك وللإخوة القائمين على دار الأيتام حرصهم على تزويج الفتيات الموجودات لديهم في الدار، ولكننا مع ذلك نؤكد لك ضرورة إرضاء الوالدة، وقبل أن تتقدم أي خطوة إلى الأمام ينبغي أن تحسم هذا الأمر مع الوالدة، وإذا بحثت لك الوالدة عن صالحة وليس من الضروري في الفتاة التي رفضتها بعد أن قبلتها، ولكن إذا وجدت الفتاة المناسبة التي ترضاها الأم فهذا هو المطلوب.
ونتمنى أيضا أن تجد من العقلاء والفضلاء والخالات والعمات من ينجح في إقناع الوالدة عندما تجد الزوجة المناسبة بالنسبة لك، فالعبرة بتدين الفتاة -هذا بالدرجة الأولى- وبأخلاقها، والإنسان قل أن يجد فتاة تاريخها ناصع، خالها ملتزم، وعمها ملتزم، أصولها معروفة، وكذا ... إلى آخره، ولكن العبرة أن يركز على التقوى، صحيح لو وجد التقية من الأسرة الأتقياء من البيوت المعروفة، هذا هو الأصل، ولكن إذا حصل الارتباط والميل إلى غير هؤلاء من الصالحات فإنا نقول: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
ونؤكد لك أهمية إرضاء الوالدة، ونؤكد لك ضرورة ألا تتقدم خطوة واحدة حتى لا تورط نفسك وتدخل الآخرين في الحرج، إلا بعد أن تحسم القضية مع الوالدة، فنحن لا نرضى لبناتنا أن يتقدم شاب ثم ينسحب، ولذلك لا ينبغي أن نرضى مثل هذا التصرف لبنات الآخرين، وحتى القريبة المذكورة إذا كنت قد تكلمت فيها ورضيت بك وشاع بين الناس، فنحن نرى أنه لا يجوز لك ولا ينبغي لك أن تبتعد عنها؛ لأن هذا يؤثر على الأرحام، وأيضا الواحد منا لا يرضى مثل هذا لأخواته، فكيف نرضاه لبنات الآخرين؟!
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وندعوك إلى التريث في هذه المسألة، ودراستها من كافة الأبعاد، ومعرفة أسباب رفض الوالدة، وحبذا لو تواصلت معنا وكتبت إلينا عن الأسباب الفعلية لرفضها، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.