أعاني من الخوف من كل شيء ومن الموت خاصة!

0 413

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: جزاكم الله خيرا.

تعبت قبل 5 أشهر، كنت بقاعة اختبار، فجأة وأنا أكتب أحسست بدوخة، وأسمع دقات قلبي وأحسست أني سأموت، لم أستطع التنفس، وبدأت بالبكاء وخرجت من القاعة، -والحمد لله- دقائق وذهب ما بي، واختبرت لكن طيلة الوقت كنت أبكي، رجعت البيت وأنا أحس بشي غريب، أول شيء فعلته سمعت رقية، وحلمت بعدها بحلم ووسوست فيه، أخاف كثيرا من كل شيء، أخاف أن أنام وأموت، أفكر كثيرا بالموت مع أني مؤمنة به، وبعدما حدث زاد إيماني، أصلي وأذكر ربي، وتجنبت كثير من المعاصي التي كنت أفعلها، كرهت المدرسة، وقررت أن لا أدرس، لكن أهلي حاولوا في حتى أكملتها.

أخاف من الأمراض، كل أسبوع أذهب للمستشفى، أحس بدوخة وألم في رقبتي وغصة، وكل تحليل نتيجته سليمة، فقط يكون ضغطي نازلا، وأخبرني الدكتور أن كل ما في نفسي، وأعطاني علاجا لكني لم آخذه لأني أخاف منه.

لا أحب المشاكل، وأي مشكلة أتعب كثيرا منها، أخاف على أمي كثيرا وأراقبها، أخاف أن تذهب وتتركني، وأبكي لمجرد تخيلي، فعلت أشياء كثيرة لكن لم أتغير، تعبت من البكاء قبل النوم من الخوف، لا أخرج من البيت خوفا أن يحدث شيء، وإذا خرجت أبكي وأتعب وأرجع فورا، كرهت جلسات أهلي، كلما قعدت أحس بضيق، مرة أقول ما بي عين، ومرة أقول وسواس.

صرت أغضب كثيرا، ثم تؤلمني رقبتي، تعبت كثيرا والله، فقدت أخي -الله يرحمه- من سنتين، كنت قوية لكن تغيرت وتعبت، كنت أحب الناس وكثير يقولون عني اجتماعية، فجأة تغيرت وكلهم لاحظوا، حتى عندما أجتمع معهم أحس بنظراتهم، وأخاف منها وأتساءل: لماذا ينظرون لي هكذا؟ ماذا بهم؟ ويضيق صدري، وأصابع رجلي أحركها بقوة يلاحظها الكل، لا أدري لماذا!

أرجو مساعدتي بأقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غصون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الدوخة المفاجئة التي حدثت لك، مع تسارع في ضربات القلب والشعور بدنو الأجل، حالة معروفة وأصبحت متكررة جدا في الآونة الأخيرة، تصيب الكثير من الناس خاصة من فئة الشباب، هذه الحالة تسمى بنوبة الفزع أو الهلع أو الهرع، وهي فعلا مزعجة ومخيفة، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة.

الهلع في مجمله هو نوع من القلق النفسي الحاد جدا، أسبابه غير معروفة في معظم الحالات، والذي يحدث هو تغير مفاجئ جدا في إفراز بعض المواد منها مادة الأدرينالين، وسرعة إفراز هذه المادة تؤدي إلى تسارع ضربات القلب بالطريقة المزعجة التي مرت بك، بعد أن تنتهي هذه النوبات والتي قد تستغرق دقائق أو ساعات، وقد تعود وتتكرر، وغالبا النوبات التالية تكون أخف، معظم الذين يصابون بنوبات الهلع والفزع تظهر لديهم بعد ذلك وساوس قلقية، ومخاوف متعددة، ويكون هنالك ما نسميه بالقلق التوقعي، أي الإنسان دائما يكون متشائما ومتخوفا، وموسوسا حول أمور عادية جدا في الحياة.

أعتقد أن هذا هو الوضع الذي تمرين به الآن، فأرجو أن تطمئني، ولا تفكري بطريقة وسواسية، اصرفي انتباهك بأن تجتهدي في دراستك، وأن توزعي وقتك بصورة سليمة، وأن تحرصي على الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن، والأذكار، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه.

من المهم جدا أن تمارسي تمارين الاسترخاء أيضا، ففائدتها عظيمة وكبيرة في هذا المجال، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتطبقي ما بها من توجيهات، سوف تكون -إن شاء الله- مفيدة جدا لك.

ذكرت أنك حين ذهبت إلى المستشفى، الطبيب قال أن الذي فيك نفسي، وأعطاك علاجا، لكن بكل أسف لم تتناوليه، الذي أفضله هو أن تذهبي مرة أخرى إلى الطبيب، وتحصلي على وصفة للدواء وتتناوليه، أنا على ثقة تامة أن الطبيب قد وصف لك العلاج الدوائي الصحيح، لأن حالات الهلع والفزع والهرع معروفة جدا للأطباء، ولا شك أن العلاج الدوائي مهم، لأنه يمهد للاسترخاء وللراحة النفسية، ولزوال القلق والتوتر، وهذا يعطي الإنسان دفعا إيجابيا جدا.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225)، وعلاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

بارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات