أحتاج خطة لإصلاح حياتي وعلاقتي بأبنائي

0 448

السؤال

السلام عليكم

أنا أم لثلاثة أولاد، أصغرهم رضيع في شهره الثاني، أشعر أني إنسانة حقود وأغار من الناس، عندما أرى شيئا ما عند مثيلاتي في البيت أو صديقاتي أرغب في أن أكون مثلهن، حتى لو وجدت إنسانة سعيدة أشعر بالغيرة، وأتمنى أن أكون مثلها، لدرجة أني أتشاجر مع زوجي ليناديني بأسماء مثلما أزواجهن ينادونهن، ماذا أفعل؟ أريد أن أكون سعيدة لأن عصبيتي ونفسيتي يتأثر بها أولادي، فهم لا يرون مني إلا العصبية والضرب، كل مهمتي بالنسبة لهم هي إطعامهم ومراعاتهم فقط، أما مشاعري لا أعرف كيف أوجهها لهم، كيف أبين لهم أني أحبهم؟ أصبحوا عدوانيين، لا يحبون زيارة أحد، ولا يستطيعون التعامل مع أقرانهم بسببي.

أشعر أني أصبت باكتئاب ما بعد الولادة، فأنا لم أعد أركز، وآكل بطريقة جنونية حتى من غير جوع، ولا أنام إلا لساعتين، ولا أريد أن أنام، دائما ذهني مشتت، وأولادي ليل نهار أمام التلفاز أو الحاسوب، بعدت عنهم، وأصبحت عنيفة في تعاملي مع كل الناس حتى أني قاطعت من في البيت الذي أسكن فيه، لماذا أفعل هذا؟ لا أعرف!

كل ما أعرفه أني أحتاج خطة جديدة لإصلاح حياتي، لكن ما هي؟ وكيف أنفذها؟ لا أعرف! زوجي يسافر لشهور طويلة وأنا المسؤولة الوحيدة في هذا المنزل، أريد إصلاح نفسي وأولادي، وأريد الشعور بحب الناس حولي، هل بإمكانكم مساعدتي في وضع قدمي على أول الطريق؟

وجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن الواضح أن شخصيتك انفعالية وعصبية، واندفاعية وذات مزاج اكتئابي، كل الانفعالات التي ذكرتها هي ناتجة من المكونات النفسية السابقة الذكر.

بعض النساء تكثر لديهن هذه الأعراض قبل الدورة الشهرية، والبعض تكون لديهن هذه السلوكيات والاندفاعات دون أن يكون لذلك علاقة بالدورة الشهرية، أنت ذكرت أنك أصبت باكتئاب ما بعد الولادة، وهذا أيضا احتمال يجب أن نعطيه اعتبارا ولا نستبعده أبدا؛ لأن اكتئاب النفاس كثيرا ما يظهر بعد الأسبوع الرابع من الولادة.

وموضوع أن تصفي نفسك أنك حقودة، وتغارين من الناس، أقول لك: جزاك الله خيرا على هذه الصراحة والوضوح، لكن أعتقد أن نفسك أفضل من ذلك، هي مجرد الانفعالات السلبية والتوترات، والقلق والعصبية ومعاقبة الذات هي التي دفعتك نحو هذه المشاعر، عليك أن تكثري من الاستغفار، وأن تسألي الله تعالى أن يطهر قلبك من كل حقد وحسد وغيرة، وعليك دائما بالتفكير الإيجابي، فأنت سيدة محترمة، لديك أسرة، لديك ذرية، وكثير من الناس حرموا من هذا الأمر، وأنت مطالبة أيضا بتنظيم وقتك، الجهد الجسدي لا شك أنه يؤدي إلى انفعالات نفسية سلبية، وضعف النوم هو من ظاهرة اكتئاب ما بعد الولادة ولا شك في ذلك، وعدم النوم يؤدي إلى إجهاد نفسي وجسدي كبير.

أنا أرى أنك تحتاجين لعلاج دوائي، وأرجو أن تذهبي وتقابلي أحد الأطباء النفسانيين، ومصر -الحمد لله تعالى– مليئة بالأطباء المتميزين، من الأدوية التي سوف تساعدك ولا تتعارض مع الرضاعة عقار (ميرتازبين) الذي يعرف تجاريا باسم (ريمارون)، تناوليه بجرعة نصف حبة ليلا، بعد أن يكمل الطفل شهره الثاني لا أرى في ذلك أي خطورة على الطفل، هذا دواء جيد وفاعل، لكن نفضل قطعا أن تذهبي إلى الطبيب.

أنت أيضا -أيتها الفاضلة الكريمة- في حاجة لتمارين الاسترخاء، تمارين مهمة وضرورية جدا، بالرغم من انشغالاتك وانفعالاتك فأرجو أن تخصصي وقتا لهذه التمارين، فهي لا تحتاج لأكثر من عشر دقائق إلى ربع ساعة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتأخذي بتفاصيلها وتطبقيها.

أنا متأكد أن في المجتمع النسائي الذي حولك فيه الكثير من الفضليات والصالحات من النساء، فاختاري الصحبة والرفقة الطيبة، هذا أيضا فيه سند كبير لك، وتواصلي مع أهلك، وتواصلي مع زوجك في وقت غيابه، وتذكري أن عليك مسؤولية كبيرة وأنت -إن شاء الله تعالى– أهل لها، وارفعي من قيمتك الذاتية من خلال هذا النوع من التفكير الإيجابي، وهذا سيساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات