العادة السيئة دمرت صحتي وحياتي، فكيف الخلاص؟

0 295

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الثانوية أمر حاليا بفترة اختبارات، وبدأت مشكلتي منذ نهاية العام الماضي عندما بدأت أمارس العادة السرية .. سبب ممارستي هو أن زميلة لي أخبرتني عنها ولم أكن أدري طرق الممارسة، فأخبرتني هي من باب المزح فانتابني فضول حيال ذلك.

مشكلتي هي إنني لم أكن بصحة جيدة، والعادة السيئة ضاعفت حجم ضعفي واستنزفت طاقتي .. حاولت كثيرا أن أبتعد عنها وأهتم بدراستي، لكن غالبا ما يشغلني التفكير بها عن الدراسة .. واظبت على الصلاة وما زلت مواظبة، وكثفت قراءتي للقرآن والتسبيح، واشتريت كتابا قيما عن الأخلاق لكن لم يتسن لي الوقت لأن أقرأه نظرا لانشغالي بالمدرسة، لكني لم أخرج بنتيجة ترضيني حتى أنني لجأت للأساليب العنيفة، وبدأت أجرح نفسي في كل مرة أمارسها.

أرجو من شخصكم الكريم إفادتي بما استعصى علي من أمر، جزاكم الله خير الثواب وأنار على قلوبكم بالإيمان.

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذا التواصل والاهتمام والسؤال، ونشكر لك هذه النفس الحية التي تلومك على فعل هذه الخطيئة، نسأل الله أن يعينك على الخروج منها، ونعتقد أن هذا الشعور الذي دفعك إلى الكتابة إلينا والذي أزعجك هو البداية الصحيحة للتخلص من هذه الممارسة الخاطئة، ومن كل عادة سيئة، ونعتقد أن شهر الصيام فرصة، فالصائمة ولله الحمد بإرادتها القوية بترك طعامها وشرابها لله، والذي يترك حتى الطعام والشراب يستطيع أن يترك هذه العادة السيئة لله تبارك وتعالى، ما دليل ذلك؟ دليل ذلك قوله تعالى في آخر آية الصيام: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} لماذا؟ {لعلكم تتقون}.

وحقا تلك الصديقة لم تفعل خيرا عندما ذكرتك ونبهتك لهذا الخطأ، فأصبحت تقعين فيه، ولكننا نعتقد أن الخروج ليس صعبا، ونبشرك بأن كثيرين بلغوا العافية، ونجحوا في التخلص من هذه الممارسة الخاطئة، والإنسان إذا تذكر عواقبها وآثارها وأضرارها فإن في ذلك دافعا كبيرا له لأن يتخلص منها، ومن أجل أن يبتعد عن سبيلها، ولكن ليس من الوسائل المشروعة ما تقومين به من إلحاق الأذى بالنفس، لأن هذا أمر لا يرضي الله، والإنسان ما ينبغي أن ينتقم من نفسه ويؤذي نفسه بهذه الطريقة، ولكن عليك أن تجتهدي في البعد عن أسبابها، فتغضي البصر، وتتجنبي الخلوة، وتتجنبي المشاهدات السيئة في الشاشات وفي المواقع وفي غيرها، وتبتعدي عن كل ما يثير عندك كوامن الشهوة، وتجتهدي دائما في شغل النفس بالمفيد، فإننا إذا لم نشغل أنفسنا بالخير شغلتنا بغيره.

كذلك ينبغي أن تبتعدي عن الذهاب للفراش إلا للنوم، ونتمنى ألا تكوني وحدك، تكوني مع الوالدة أو مع الأخوات، وإذا كنت وحدك فتذكري أن الله يعلم السر وأخفى، وتذكري أن الله علينا رقيب سبحانه وتعالى، واعلمي أن الإنسان عندما يختفي من الناس ويعصي الله فإنه يبارز العظيم بالعصيان، ويعصي الله والله يراه، وأسوأ الناس هم أصحاب ذنوب الخلوات، الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.

ونبشرك بأن التوبة الصادقة تجب ما قبلها، والتوبة التي فيها إخلاص وصدق تمحو سيئات صاحبها، قال تعالى: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ولذلك أرجو أن تسارعي بالتوبة، وهوني على نفسك، وستجدين ثمارا مباركة على دراستك، وعلى صحتك، وعلى حياتك، واعلمي أن هذه الممارسة الخاطئة لا توصل إلى الإشباع، لكنها توصل إلى السعار، ولا تزيد أصحابها إلا هيجانا وإرهاقا وتعبا وانطواء وكسلا وغما وحزنا، والشيطان الذي يدفع الإنسان لهذه الممارسة هو الشيطان الذي يأتيه ليؤلم نفسه ويدخله في دوامة الانطواء والانكسار والانزواء والخجل الاجتماعي والبعد عن مواطن الناس، فهذه الخطيئة لها ثمار ولها آثار خطيرة مدمرة، وأنت -ولله الحمد- عرفت جزءا كبيرا من العلاج، فواصلي القراءة والتلاوة والسجود، واسألي الله التوفيق، فإن ما عند الله من التوفيق والعصمة لا ينال إلا بطاعته وإلا بالتضرع بين يديه.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، ونبشرك بأن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.

وللفائدة راجعي أضرار هذه العادة السيئة: (18501 - 234028 - 3509- 54712 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (3509 - 260768 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312 ).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات