أحب فتاة ولا أريد تواصلا معها حتى الخطبة ولكنها تريد الحديث معي.. فما رأيكم؟

0 328

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن تعطوني استشارة في موضوع:
هنالك بنت أحبها وتحبني، لكني أخاف الله ولا أريد أن أكلمها، ولا أن أتواصل معها لحد الخطبة، لكنها قامت الآن تتصل علي وتريد أن تتحدث معي، وأنا رفضت، فماذا تنصحوني أن أفعل معها?

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنرحب بك ابننا الفاضل، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وما فعلته عين الصواب، وهذا ستنال عليه أجرا عظيما عند الله تبارك وتعالى، وأرجو أن تنصح للفتاة وتبين لها أن هذا الدين العظيم لا يرضى بمثل هذه العلاقات، وليس فيها مصلحة، وأن الإنسان إذا مال إلى فتاة أو رغبت فيه؛ ينبغي جميعا أن يسلكوا السبل الشرعية، ومن السبل الشرعية الهامة التي لا بد أن ينتبه لها: أن يأتي بيت الفتاة من الباب، ويقابل أهلها الأحباب، ويدخل أهله ويشاركهم منذ البداية، وهذا فيه مصلحة للفتى وللفتاة، فإن الفتاة تتأكد من جدية الشاب عندما يتقدم رسميا، وهو يتأكد من موافقة أهلها، ويتعرف عليهم ويتعرفون عليه، ويتعرف على أسرتها، وتتأكد هي أيضا من موافقة أسرتها على زواجها، وهذا عظيم جدا وهام جدا، لأن الإسلام لا يريد للشباب أن يضيعوا أوقاتهم، ولا يريد منهم أن يبدؤوا علاقة ثم يتعمقوا فيها ثم يفاجؤوا في آخر المطاف أن هناك عوائق وموانع تمنعهم من إكمال المشوار، ولذلك الإسلام لا يعترف بأي علاقة في الخفاء، لا يعترف بأي علاقة ليس لها غطاء شرعي، لا يعترف بأي علاقة ليس هدفها الزواج، ولا يعرف مسألة الصداقة بين فتى وفتاة إلا في إطار المحرمية، أو في رحاب الحياة الزوجية.

فعليك أن تثبت على ما أنت عليه، وتأمر الفتاة بأن تصبر حتى تقابل أهلها، وحتى تستخير وتستشير، ومن حقها أيضا أن تسأل عنك، ومن حقك أن تسأل وتتعرف على أسرتها، وإذا حصل الوفاق والاتفاق وكان هناك إمكانية في إكمال المشوار، فعند ذلك نقول: (خير البر عاجله) وعند ذلك نقول: (لم ير للمتحابين مثل النكاح) وعند ذلك نقول: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

أما أن تستمر العلاقة بهذا التوسع وبهذه الاتصالات والمكالمات والمراسلات دون أن يكون لها غطاء شرعي فهذا ما لا نرضاه لكم، وأنتم عندنا في مقام الأبناء والبنات، وهذا طريق الشيطان هو الذي يزينه لكم، ولا يخفى على أمثالكم أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، وأن الإنسان الذي يتوسع في العلاقة دون أن يكون لها غطاء شرعي سيدفع الثمن من علاقته الحلال، والشيطان الذي يجمع الناس على المخالفات هو الشيطان الذي يأتي ليغرس في نفس هذا وفي نفس هذه، حتى تتحول الحياة الأسرية إلى جحيم لا يطاق.

والشرع عندما وضع هذه الضوابط كان فيه مصلحة للخاطب وللمخطوبة، في الدنيا وفي الآخرة، في دراستهم، في عبادتهم، في مستقبلهم، في كل شأن من شؤونهم، بل هذا دليل على الخير في الشاب الذي يتقيد بأحكام الشرع، ودليل على الخير في الفتاة التي لا ترضى التوسع إلا بعد أن تشرك أهلها وتخرج العلاقة إلى السطح وتصبح رسمية ومعلنة.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يكثر من أمثالك، وأرجو أن يعلم الجميع أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا، فسيعوضكم الله خيرا إذا تمت هذه العلاقة بحيث تكون علاقة رسمية، لأنكم عرفتم من البداية بالالتزام بآداب وأحكام هذا الشرع.

وصيتنا لكم تقوى الله ثم كثرة الدعاء، ثم بالاستغفار والإنابة، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – ثم إعداد النفس لإكمال المراسيم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية، ونكرر ترحيبنا وشكرنا لك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات