السؤال
السلام عليكم.
أعاني من رعشة في الأقدام أثناء الوقوف وخصوصا في صلاة الجماعة، أشعر أنني غير متزن، وأنني سوف أقع بدون ميلان، أحيانا في المسجد أشعر أن جسمي يرجع إلى الوراء أو الأرض تمشي من تحت أقدامي.
فهل أعراضي بسبب القلق والخوف من الأمراض؟ فأنا خائف من الأورام الدماغية!! هل الصداع أمر ضروري في الأورام الدماغية؟ الرجاء الرد عن أسئلتي.
زرت أكثر من طبيب، ومن بينهم طبيب مخ وأعصاب وقال لي: إنني سليم، فما حقيقة هذه الأعراض؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تحس به من رعشة وعدم اتزان أثناء الوقوف؛ وخاصة في صلاة الجماعة هذا غالبا يكون مصحوبا أيضا بخفة في الرأس، وهذه الحالة هي أحد مظاهر المخاوف.
المخاوف كثيرة ومتعددة ومتداخلة، وهي تعتبر نوعا من القلق النفسي الخاص، وطبيعة المخاوف تكون غالبا مكونة من أعراض نفسية ومن أعراض جسدية، وتكون مرتبطة بمواقف معينة، فشخصية الإنسان وبناؤه النفسي تلعب دورا كبيرا في تكوين نوعية المخاوف.
الصلاة لا شك أنها تتطلب انتباها، تتطلب خشوعا، تتطلب ضوابطا وأدب معين، وهذا يتطلب التركيز من الإنسان، والإنسان حين يكون في حالة تركيز قد تأتيه مشاعر داخلية أنه سوف يسقط في هذا الموقف؛ لأنه يقف مع الجماعة، يقف مع المجموعة، وأنه مراقب من قبل هذه المجموعة –أي مراقب في أدائه– وهذا نوع من الخوف الاجتماعي.
والمخاوف التي لديك هي مخاوف متعددة، فأنت تخاف مثلا: -كما ذكرت وتفضلت– من الأورام الدماغية، وخوفك هذا ذو علاقة بمخاوفك الرئيسية، وهي الارتعاش والخوف في أثناء الوقوف خاصة في الصلاة، وقطعا تكون لك قراءات واطلاعات أن جهاز التوازن عند الإنسان متشابك ومتعدد، ومن أهم أعضائه (المخيخ) في الدماغ.
لا أريدك أن تقوم بهذا الربط –أي أن تربط بين مخاوفك وبين أورام الدماغ– وسؤالك حول هذا: الصداع أمر ضروري في الأورام الدماغية؟ الإجابة: لا، لكني لا أريدك أبدا أن تبحث عن الأعراض والروابط التي تقنع نفسك من خلالها أنك مصاب بورم دماغي.
موضوعك هذا لن يحسم أبدا إلا إذا قابلت الطبيب النفسي، أنت ذهبت وقابلت طبيب الأعصاب، وهذا أمر جيد، والحمد لله تعالى أكد لك الطبيب أنك سليم، يعني سليم: أنك لا تعاني من علة عضوية في الدماغ أو الجهاز العصبي، لا توجد أورام، لا توجد التهابات، لا يوجد أي نوع من الأمراض التي تصيب الأعصاب وتكون مجهولة المنشأ في بعض الأحيان.
هذا الكلام يجب أن يكون مطمئنا لك، لكن لتثبت هذه الطمأنينة وتزداد قناعتك يجب أن تذهب وتقابل أحد الأطباء النفسانيين، أنت تحتاج لبعض الجلسات الإقناعية، بعض الجلسات المعرفية، وفي ذات الوقت تحتاج أيضا لبعض التمارين السلوكية التي تتدرب من خلالها على مواجهة المواقف الاجتماعية، وقطعا أنت أيضا في حاجة لأحد الأدوية المضادة للمخاوف، وهي كثيرة وموجودة، وأنا على ثقة تامة أن الأخ الطبيب الذي سوف تقابله سيقوم بالواجب حيالك تماما.
سؤالك أجيب عنه مرة أخرى: ما هي حقيقة هذه الأعراض؟ هذه الأعراض ناتجة من قلق المخاوف، وبما أن قلق المخاوف الاجتماعي سبب لك الشعور بعدم الاتزان –أركز على كلمة الشعور؛ لأنه شعور وليس حقيقة– وبما أن الجهاز العصبي وخاصة الدماغ –وفي الدماغ المخيخ المسؤول عن التوازن لدى الإنسان– أصبح لديك هذا الربط، وهو قطعا ربط مرضي قلقي وليس حقيقيا، والعلاج -كما ذكرت لك– هو أن تقتنع بما ذكره لك طبيب المخ والأعصاب، وأن تتجاهل هذه الأعراض، وأن تعيش حياة صحية، مرتبة، منظمة، وأن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.