السؤال
السلام عليكم
ابنتي مشاغبة وعنيدة جدا، ذهبت إلى الروضة من عمر 3 سنوات لكي تتكلم مع البنات، لأنها لا تتكلم بشكل واضح، تتكلم ولكن كلامها غير مفهوم، بعد ذلك بدأت تتكلم بعض الكلمات غير المتوقع أن تقولها، وبيت القصيد في ذلك أنها تذهب للروضة للعب لا للتعلم، وأنا أريدها أن تتعلم، والمعلمة تخبرني أنها تمسك بالقلم بشكل ممتاز لكنها لا تجيد الكتابة إطلاقا، والغريب أنها تلفظ الأرقام بالإنجليزية والعربية لكنها لا تجيد كتابتهم، وكذلك قلة استيعابها لبعض الأمور، لكن الأشياء التقليدية الأخرى تقوم باستيعابها بشكل ممتاز، ومثال أنها تستطيع أن تعرف جميع الأشياء في البيت ومسمياتها، كالثلاجة والمكواة، والتلفاز والحاسوب وغيرها، وتعاني من شراهة في الأكل بشكل لا يطاق.
أكرر أن مشكلتها الأساسية تكمن في قلة الاستيعاب لبعض الأمور، وأنها عنيدة بشكل لا يوصف، ولا تتكلم بشكل واضح فلا تستطيع أن تكون جملة مفيدة، أرجو منكم -أيها الأطباء الكرام- أن تشرحوا لي سبب هذه المشكلة، والعلاج المناسب لتلك الحالة، لأني كأم تعبت من تصرفاتها، وحركاتها المفاجئة والمخجلة، وتوقفت عند موقعكم وأنا كلي ثقة بكم وبقدراتكم الطبية.
مع خالص تحياتي لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
يتعرض الأطفال في هذا العمر لأشياء كثيرة يمكن أن تعوق نموهم وتطورهم الجسدي والنفسي واللغوي والاجتماعي، وكثير مما ورد في سؤالك يصب في هذا الإطار.
لابد أولا مع طفلتك من القيام بفحصها فحصا عاما لنموها الجسدي، وتطور حواسها وخاصة السمع، وكذلك أدوات النطق والكلام.
فالمطلوب أمران:
أولا: أن تأخذي طفلتك لطبيب أطفال ليقوم بفحصها العام -كما ذكرت أعلاه-، ليتحقق من أن نموها طبيعي ومنسجم وفق مرحلتها العمرية، ويمكن للطبيب أن ينصحك بما تفعلينه إذا لاحظ عندها شيئا غير طبيعي من ناحية نموها النفسي أو البدني.
ثانيا: إذا بقي ذهنك مشغولا عن إمكاناتها وتطور لغتها، فيمكنك أيضا أخذها لأخصائي نفسي صاحب خبرة في نمو الأطفال، وخاصة في موضوع النمو اللغوي، ويمكنه أن يقوم باختبار الذكاء، وإن كان عمرها صغيرا نوعا ما لمثل هذا الاختبار، ويمكنه أن يعطيك بضعة نصائح.
وسأعطي هنا ملاحظات للعديد من جوانب حياة طفلتك:
- إن كان في الطفل صفة معينة، فعلينا أن لا نؤصلها عنده من خلال أن ننظر إليه دوما من خلال هذه الصفة التي عنده، وإنما نفتح له مجالا ليكون شيئا آخر، ونعامله على أنه على هذه الصفة الأخرى الصحية.
- يحتاج الطفل لوقت أطول ليتقن النطق والكلام، ومما يعينه كثيرا أن لا نعلق على طريقة نطقه، وأن نتحلى بالكثير من الصبر ونحن نتحدث معه، فلا نستعجله للحديث، وأن لا ننطق الكلمات نيابة عنه.
- مما يقوي شخصيته كثيرا أن نحسن التعامل معه في البيت، من باب احترام رأيه واستشارته في بعض القضايا، فهذا يعزز عنده ثقته في نفسه.
- ومما يعين نمو شخصيته، وبالتالي قدرته على الكلام، أن ننمي عنده اهتماماته من هوايات خاصة كالرياضة وغيرها من الأنشطة الجسدية.
- ومما هو مطلوب وما يعينه على تحسين صورته عن نفسه، أن نشعره بأنه مقبول لنا وكما هو، وأننا لا نتمنى أن يكون على شكل آخر.
- يفضل إذا تصرف بطريقة سلبية لسبب ما، أن نتجاهل قليلا مثل هذا السلوك، وأن لا نقضي معه الساعات ونحن نراضيه، فهذا النوع من الانتباه لبكائه لا يزيده إلا إصرارا على البكاء طالما هو يتلقى كل هذا الانتباه.
- ولننتهز فرصة المدرسة لتتابع طفلتك تدريبها بإيجابية من خلال تطبيق ما سبق، وعدم إشعارها بأن لديها صعوبة أو مشكلة ما.
- ومما يعين كثيرا دراسة كتاب أو أكثر في مهارات تربية الأطفال، وهناك عدد مفيد من هذه الكتب.
حمى الله طفلتك من كل مكروه، وأقر الله بها عيونكم.