أعاني من التخيل وأحلام اليقظة ولا أدري كيف أتخلص منها!

0 516

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة أو لا أدري أهو ذنب أم لا، أتخيل أني أعيش حياة أخرى جميلة مثل عائلة أخرى، أتخيل حياتي اليومية كما يحلو لي، لكني أحيانا أشعر بالملل والضيق وأترك التخيل فترة وأرجع، لكني لا أستطيع أن أترك التخيل تماما، تبت تماما عن فعل ذلك منذ شهر وبعده رجعت لذلك، لا أعلم إذا كان هذا الفعل حراما أم مباحا! أنا خائفة أن أموت وأنا على معصية، علما أني على هذا التخيل منذ 5 سنوات، ما العمل؟

هداني الله للباس الشرعي منذ 9 سنوات تقريبا، وبعد الهداية أمي التزمت باللباس الشرعي بعد أسبوع، وبعد سنوات اهتدى أخواتي -ولله الحمد-، علما أننا كنا نلبس قبل الهداية الحجاب لكن ليس اللباس الشرعي، ومرة أصابتني حالة من الخوف من الموت، يا الله ما أصعبها!

قبل تخرجي بسنتين كنت أود أن أنام لكن لم أستطع، أتتني أفكار غريبة جدا، أصبحت أفكر بكل كلمة وما معناها؟ وما أصلها وتفاصيلها؟ والقبر وعن الله، كأنني أدخل لمتاهات، وكنت أبكي ويصيبني الشعور بتقلب معدتي، وأذهب للحمام بكثرة، ومن بعد ذلك رأيت داعية في مركز القرآن، ونصحتني أن أرفه عن نفسي بالخروج والنشاطات وغيرها، كانت هذه الأفكار قد تؤدي بي إلى الكفر -والعياذ بالله-، وأصبحت أشاهد قنوات ثقافية غير الدينية مثل nat geographic أبو ظبي، وأشاهد الكرتون الثري دي.

وهكذا أصبحت أخاف أن أتمسك بالدين كثيرا حتى لا ترجع لي الأفكار، -والحمد لله- شفيت لكني ما أزال أخاف أن ترجع لي هذه الأفكار، أخاف مثلا إذا تخرجت من الجامعة ماذا بعد ذلك؟ وإذا ذهبت إلى القرية عند أقاربي يأتيني ضيق، وأتساءل يا الله كيف يعيشون هنا دون تطور؟! أخاف جدا من ذلك، أي ماذا يفعلون؟ فقط جالسون في المنازل وحياة روتينية! أكره الوحدة، ومرة ذهبت إلى أرض لنا بالقرية على مرتفع -أسكن في المدينة منذ كنت في الصف السابع-، وخفت كثيرا، وأقول في نفسي: يا إلهي كيف يعيشون هنا وفي حياة منعزلة؟ وقررت عدم الرجوع إلى الأرض بسبب الخوف!

ساعدوني أخاف أن ترجع لي هذه الأفكار، علما أني لم أفكر بهذه الأفكار من قبل.

وقبلها بسنة أصابني مثل المرض فجأة، تصيبني تشنجات ولا أستطيع الوقوف، وأتنفس بصعوبة، بعدما توفيت جدتي بستة أشهر أو أكثر، لا أعلم يبدو من ضجة الناس في عزاء جدتي، لأنهم كانوا كلهم يتكلمون فينا –أنا وأخواتي- والتزامنا، أصبحت أخاف أن أخرج من البيت حتى لا تصيبني الحالة، ومن ثم أمي أخذتني إلى امرأة فقيرة إلى الله، وقرأت علي الرقية وأخبرتني أني محسودة، -وسبحان الله- من بعدها شفيت، وأعطتني الرقية أقرؤها لمدة شهر -ولله الحمد-.

لكن مشكلتي الآن هي التخيل، لا أستطيع تركه، مع أني ذهبت عمرة السنة الماضية وما أجملها من عمرة، -والحمد لله- نسيت ذلك وأقدمت على ترك التخيل، لكن بعد بضعة أشهر رجعت الحالة، مع أني -ولله الحمد- ملتزمة وأحرص على ذلك، ما الحل؟

أنا -ولله الحمد- متفوقة، وأعمل الآن وأدرس الماجستير في الفنون التشكيلية، وطموحي -إن شاء الله- بعد الانتهاء من الماجستير أن أذهب لأمريكا لأدرس دكتوراه في الرسوم المتحركة، وفي الجامعة لي صيتي بالتفوق العلمي -والحمد لله-، ووضعنا المادي -الحمد لله- ممتاز وعائلتي متفاهمة، ونعمل في أعمال خيرية لكن قلت بعد تخرجي وتزوج بعض أخواتي، لكننا مستمرون -إن شاء الله-، -ولله الحمد- الله منعم علي بنعم عظيمة جدا، لا أعلم هل خوفي من رجوع الأفكار التي كانت تراودني له دخل في التخيل عن نفسي خصوصا عند النوم، مثلا عند امتحانات الماجستير نهاية الفصل قلت جدا.

أرجو الحل لمشكلة التخيل، وهل هو حرام أم لا؟ والحل من خوفي الرجوع لتلك الأفكار وأفكار الروتين، لأن مقاومتها والله صعبة، ولأني أخاف على ديني، وأنا أظل أضع في عقلي أفكارا أني سوف أدرس ماجستير ثم دكتوراه، ومثلا دورات رياضية للتغيير، لكن أقول: يا رب.

ادعو لي، وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية رحمة ربها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذا النوع من الخيال الذي تتحدثين عنه، والذي استحوذ على تفكيرك وجعلك تعيشين في حالة من القلق وعسر من المزاج، وعدم الارتياح نسبة لطبيعة التخيل الذي تحدثت عنه، أنا أود أن أطمئنك تماما، هذا النوع من التخيل هو مما يمكن أن نعتبره أحلام يقظة ذات طابع وسواسي.

المحتوى حين يكون وسواسيا، يطرح أمام الإنسان الكثير من الاستفسارات والأسئلة التي قد لا يجد لها إجابة، ويسرح به الخيال ويتفرع ويتشكل ويتجزأ ويتشتت، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى المزيد من القلق والوسوسة، وأنت ذكرت أنه في إحدى المرات أصابتك حالة من الخوف من الموت، وهذه أيضا من صميم قلق المخاوف، إذن كل الذي بك هو نوع من قلق المخاوف الوسواسي، وليس أكثر من ذلك.

دخولك في تفاصيل دقيقة حول موضوع الكفر، وتشريحك للأفكار هو الذي يسبب لك المتاعب، العلاج الأساسي للفكر الوسواسي التخويفي هو من خلال تحقيره وتجاهله، ويصرف عنه الانتباه بأن يدخل الإنسان في أنشطة أخرى، وحسب ما ذكرت الأخت الداعية -جزاها الله خيرا- فإنه يجب أن تدخلي على حياتك إدخالات جديدة، وأنشطة وأفكارا جديدة، وتديري وقتك بصورة صحيحة، هذا يجعلك -إن شاء الله تعالى– تتجاهلين هذا الفكر الوسواسي.

إذن تجنبي تماما الحوارات الوسواسية مع أفكارك، حقريها وأسقطيها، واستبدليها بما هو أفضل، وهذا لن يتم إلا من خلال تغيير نمط الحياة، وإدخالات إضافات فكرية وأنشطة جديدة.

كثير من الذين يأتيهم مثل هذا النوع من الفكر التخويفي الوسواسي، يتحسنون بتناول الأدوية المضادة للوساوس والقلق، ومن أفضلها دواء يعرف تجاريا باسم (فافرين)، ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين)، فإن شئت أن تتناولي هذا الدواء لا بأس في ذلك، وإن شئت أن تذهبي إلى طبيب نفسي، فهذا أفضل وأجود.

الفافرين دواء سليم جدا، وممتاز جدا، وليس إدمانيا، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وجرعته هي خمسون مليجراما، يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا، وتستمرين عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجراما لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

مشاعرك حول الدراسة، وحول اكتساب المعرفة هي أمنيات طيبة، -وإن شاء الله تعالى- أنت جديرة لأن تصلي لمبتغاك، فقط ركزي أكثر، واتخذي الخطوات العملية في حدود إمكاناتك الفكرية والمعرفية المتوفرة.

موضوع تخوفك حول هذه الأفكار، وإن كنت لا تدرين أنها ذنب أم لا؟ هذا الأمر لا تشغلي به نفسك، أنا قطعا لست من أصحاب الفتيا، لكن الذي أعرفه في معرفتي المتواضعة أن الإنسان ومن رحمة الله به، لا يحاسب على أفكاره أو مشاعره أبدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات