السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مصابة بالوسواس القهري، مشكلتي أن أمي تضع الملابس بعد غسلها في الغسالة في سلة الملابس، وهي السلة التي نضع فيها الملابس المتسخة بالبول ودم الحيض أحيانا، فماذا أفعل بتلك الملابس التي تضعها أمي في السلة بعد غسلها؟ علما أني أخبرتها فأخبرتني أنها تمسح السلة دائما، لكن لا أرى ذلك، فهل أعيد غسل الملابس أم ماذا أفعل بها؟ مع أني متأكدة رغم أني مصابه بالوسواس أن السلة غير نظيفة تماما، وهذا الأشياء تقف أمامي أحيانا وتجعلني أستمر في الوسوسة.
هـل يجب غسل مكان الغسل من الحيض؟ وهل يكفى تنظيفه بالماء فقط؟ أم يجب بالصابون؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنت لديك وساوس قهرية -كما ذكرت–، وما تقوم به والدتك يزعجك كثيرا، نحن نتعاطف معك، وتخوفاتك مبررة إذا كانت بالفعل هي بالصورة نفسها التي أوضحتها، نحن نقتنع بما ذكرته في رسالتك، لكن نخاف أن تكون الوساوس قد جرتك بعض الشيء لتجعل من تفكيرك مبالغا فيه، أي ما تقوم به والدتك ربما يكون ليس بهذه الكيفية، ربما تكون قد غسلت هذه السلة، ونظفتها ومسحتها تماما كما ذكرت لك، وبعد ذلك وضعت فيها الملابس النظيفة.
وساوسك تعتمد على وجود رابط، والرابط في هذه الحالة هو الفعل الذي يحدث أمامك، أي وضع الملابس بعد غسلها في السلة نفسها التي كانت توضع فيها الملابس وهي متسخة، هذا الرابط يجب أن يكسر بأن تحاولي أن تقنعي والدتك بأن تزيل هذا السبب، بأن تغسل هذه السلة بالفعل أو أنت يمكنك أن تقومي بذلك، بشرط ألا تكون هناك مبالغة في الغسل، أو تكون هناك سلة أخرى، بشرط ألا يكون هناك نوع من التمادي من جانبك، وأقصد بالتمادي: أن تبحثي عن وسيلة وسواسية أخرى لتقنعي نفسك بها أن الملابس غير نظيفة، أو قد شابتها نجاسات أو أوساخ بعد أن تمت نظافتها، يجب أن تكوني صارمة وحازمة جدا مع نفسك.
أريدك أيضا أن تطبقي تمرينا سلوكيا بسيطا جدا، هذه السلة نفسها التي توضع فيها الملابس المتسخة، بعد أن تغسل الملابس قومي أنت بمسحها وتنظيفها بصورة معقولة، دون أن تقومي بغسلها، ثم ضعي الملابس النظيفة فيها، كرري هذا التمرين عدة مرات، هنا يكون قد حدث نوع من التعريض مع منع الاستجابة السلبية، نقصد به: أنك قد قمت بالفعل المضاد للفكر الوسواسي، ولم تستجيبي للوساوس، وهنا يكون قد حدث نوع من الفصل الشرطي ما بين وساوسك والفعل الذي يثيرها، وهذا قطعا سوف يعود عليك بنفع كبير وكثير.
أنت لديك استشارات سابقة حول الوسواس القهري، وأعتقد أن مقابلتك للطبيب النفسي ستكون مفيدة جدا، هنالك علاجات سلوكية، وربما تحتاجين أيضا لعلاج دوائي، ففي مثل عمرك يجب أن يكون العلاج الدوائي تحت المراقبة المباشرة من جانب الطبيب.
اصرفي انتباهك عن الوساوس بصفة عامة من خلال الاجتهاد في دراستك، والاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، وأن تكون لك هوايات وأنشطة إيجابية، وأن تحقري فكرة الوسوسة دائما، هذا مهم جدا.
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.