أشعر أن الناس يقرؤون أفكاري أو يريدون إيذائي، بماذا تنصحونني؟

0 443

السؤال

السلام عليكم

مشاكلي غريبة وأثرت في حياتي سلبيا، وابتدأت معي قبل خمس سنوات بالتدرج، أصبحت أشعر أني لا أقدر أن أتحكم في عقلي ومزاجي دائما سيء، مثلا لا أقدر أن أذهب إلى هذا المكان لأنه يوجد شخص معين أنظر إليه دائما، يعني تأتيني فكرة أني دائما أنظر إليه حتى لو لم أعرفه، هي فكرة برأسي، أعرف أنها تافهة لكن تزعجني وهذا يحرجني جدا، ومثلا إذا لبست لبسا تأتيني أفكار أي أحد يلبس مثلي، فأشعر أني أقلده فأذهب لأغير اللبس وهكذا أتأخر، وأنا كل ثانية أغير ملابسي، وأشعر أني مرغمة أن أسمع الناس كلهم، يعني أذني تسمع كل حرف ممن حولي، مثلا أنا بالغرفة ووالداي بغرفتهما يتكلمان، أشعر أني أسمعهم غصبا عني، أشعر بالإحراج كأني أستمع للناس فأضع يدي على أذني حتى أنام.

أعرف أنها أشياء تافهة لكنها والله ترهقني وتزعجني وتجعلني أحزن، وإذا نصحت أحدا أو كنت بالمدرسة في حصة دين وجاوبت، تأتيني فكرة أني مرائية، أو إذا سمعت قصصا عن الصحابة تأثرت، تأتيني فكرة أني منافقة، وحتى إذا عملت عملا صالحا بدون ناس وفرحت أني عملته لله، تأتيني فكرة أن هذا عجب، وبعض الأحيان تأتيني فكرة أني السبب في أي شيء يحصل، وهذا يجعلني أشعر بقلق.

أكثر شيء أزعجني أشعر أن الناس تقرأ أفكاري، وهذا أكثر سبب يجعلني أنفر من العالم ويجعلني ضعيفة، وتأتيني فكرة أني أغار من هذا الشخص، يجعلني كأني حسودة، والمشكلة أغار من أشياء أنا لا أفتقدها، يعني هي فكرة أتبعها، وهكذا الناس يأخذون فكرة عني أني أحسد أو أغار، ويسهل عليهم أن يؤذوني، وأنا داخلي أتمنى الخير للجميع، لكن هي فكرة فقط.

أنا دائما متوترة وأغضب كثيرا وكسولة دائما، هذا الغضب والكسل يجعل تعاملي مع والدي وغيرهم ليس جيدا، حتى مع أهلي تأتيني أفكار مثل هذا تجعلني لا أقدر أن أجلس معهم، ولما أكون في مكان عام أشعر أن جميع من ينظر لي يبتسم كأن بي شيئا مضحكا، هذا جعلني أشك في نفسي وتصرفاتي، وبعض الأحيان أشعر أن الجميع يريد أن يؤذيني، وهذا يجعلني في حزن وخوف وتوتر، نقص وزني كثيرا وشعري تساقط، وجهي أصفر وشاحب.

هذه الأفكار أثرت في دراستي سلبيا، كنت أستمتع بدراستي وبغيرها، الآن لا شيء أستمتع به، حتى إذا فتحت التلفاز تأتيني أفكار فأغلقه وأجلس هكذا، وحتى بالصلاة -أستغفر الله- تأتيني أفكار جدا خاطئة عن ربي ورسوله، لا أقدر أن أقولها طبعا، وكثير من الأفكار ذكرت لكم أمثلة منها، أتمنى أنكم فهمتموني، الآن ذاهبة للجامعة ولا أريد هذه الأفكار أن تزيد وتتجدد للأبد، تعبت جدا، بعض الأحيان أبكي منها، أتمنى أن تساعدوني وتنصحوني، أنا لا أقدر أن أذهب لدكتور نفسي لأنه لا يوجد وقت، وأهلي صعب أن أطلب منهم، و قد قلت لهم مرة لكن لم يسمعوا، أو يمكن لا يريدون، لا أعلم.

جزاكم الله خيرا، الله يوفقكم ويسعدكم في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لديك وساوس قهرية واضح أنها شديدة ومتشعبة، وسببت لك الكثير من الضيق، ذلك نسبة لطبيعتها، فوساوسك من النوع المتجذر، وهنالك استحواذات عقلية شديدة.

الوساوس ذات الطابع الديني مؤلمة جدا لصاحبها، وبجانب ذلك تجعل الإنسان دائما يفكر فيها، ويحاول أن يحللها ويناقشها، ويجد تبريرات لها، وهذا يزيد من الوسوسة، ويجعلها أكثر شدة وقبضا على فكر الإنسان، دخولك في كثير من التفاصيل حول تصرفات الآخرين هو أيضا دليل على وجود الوسوسة.

هنالك عرضان رئيسيان تحدثت عنهما قد يختلفان قليلا من الوسوسة، العرض الأول: هو اعتقادك أن الآخرين يقرؤون أفكارك، ولديك أيضا فكرة اضطهادية أن هنالك من يحاول أن يوقع الأذى بك، هذان العرضان يحتمان أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، أعرف أنك ذكرت أنك لا تريدين الذهاب إلى الطبيب النفسي، لكني من الناحية المهنية والناحية الضميرية لابد أن أناشدك بأن تذهبي إلى الطبيب النفسي، هذا لا يعني أن الحالة خطيرة، لكنها تتطلب المزيد من الاستقصاء، وتتطلب برنامجا علاجيا دوائيا خاصا جدا.

النصائح والإرشادات قد تفيد، لكن لا أعتقد أنها سوف توصلك إلى الغاية المطلوبة، والغاية المطلوبة هي أن تختفي هذه الأفكار الوسواسية، وكذلك الأفكار الاضطهادية التي تعانين منها، فأرجو أن تشرحي الموضوع لأسرتك وتتحدثي معهم، وليس هنالك ما يمنع أن تقولي لأسرتك أننا قد نصحناك بأن تذهبي إلى الطبيب النفسي.

أنت في حاجة ماسة جدا للعلاج الدوائي، وسوف يساعدك في التخلص من هذه الأفكار وتحقيرها، والتركيز أكثر على دراستك، فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات