أشعر بضيق وتوتر وتشاؤم مع فقدان للشهية واضطراب في النوم.

0 338

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بضيق شديد معظم الوقت، وليس دائما، أنا إنسانة متوترة جدا وقلقة، وحتى أثر على طريقة كلامي أتكلم بسرعة، لا أشعر بالسعادة من قلبي ولا أشعر بالراحة.

أحاول بقدر الإمكان أن أثق بنفسي وإن شاء الله أنجح؛ لكني دائما متشائمة، نومي غير منتظم، شهيتي للأكل منعدمة، لا أشتهي أن آكل كثيرا، عصبية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

القلق والتوتر طاقة نفسية يمكن أن تحول إلى طاقات سلبية، ويمكن أن يستفيد منها الإنسان ويجعلها طاقات إيجابية، والقلق يساعدنا على التحفز وتحسين الدافعية، ورفع الهمة والإنجاز، لكن قطعا إذا تركناه يحتقن ويسيطر على أنفسنا تكون نتائجه سلبية.

أنت تحتاجين لتدابير وتنظيم في نمط حياتك، وليس أكثر من ذلك.

يجب أن تكوني متفائلة ويكون ذلك بأن تشعري بقيمتك الحقيقة، ورسالتك في هذه الدنيا.

تنظيم الوقت وإداراته بصورة صحيحة سيساعدك على إدارة حياتك بصورة جميلة، ولا يعني إدارة الوقت أن أنغمس في شيء واحد، حتى لو كان لي عمل وعمل مهم جدا، ليس من الصحيح أن أشغل نفسي بهذا العمل، وإنما أخصص وقتا لهذا العمل، وأخصص وقتا لراحتي، ووقتا للترفيه، وللقراءة وللعبادة وهكذا.

وهذا المنهج يجب أن تهتمي به، وإدارة الوقت من الأمور السهلة جدا، أن يجعل الصلوات الخمس نقاط ارتكاز أساسية في حياته، وعلى ضوء هذه الأعمدة يحدد الإنسان ماذا سيعمل قبل الصلاة مثلا، وماذا سيعمل بعد الصلاة، وهكذا، هذه طريقة سهلة ومنضبطة.

وأنت يمكن أن تحددي هدفا، وأنت ذكرت أنه ليس لديك وظيفة، ولكن تذكري أن لديك وظيفة عظيمة في هذه الحياة أن تهتمي بأسرتك، أن تذهبي لمراكز التحفيظ، وتحفظي القرآن وتتدراسيه وتتعرفي على الصالحات من الشابات، وهذا هدف نبيل، واسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

الرفقة الطيبة والإحسان للآخرين، والسعي لعمل الخير، هذه تغرس الطمأنينة في نفسك، وأعط الرياضة المناسبة للفتاة المسلمة أهمية في حياتك، وهذا سيفيدك وسيزيل القلق والتوتر، ويجعل الإنسان يحس براحة واسترخاء وثقة بالنفس.

تمارين الاسترخاء معروفة وأنوعها كثيرة من أبسط أنواعها قمنا بشرحه في استشارة رقم: (2136015)، أرجو أن ترجعي لها وتطبيقي ما فيها.

بالنسبة لطريقة كلامك وأنها سريعة وغير مفهومة، هذا كله ناتج من التوتر والقلق، وإن شاء بتطبيق تمارين الاسترخاء وبالرياضة واتباع ما ذكرناه لك ستحسين أنك تستطيعين أن تتكلمي بصورة ممتازة، وأنصحك بالاطلاع؛ لأن المعرفة تقوي ثقة الإنسان في نفسه، ويستطيع أن يجد الطريق السهل لمخاطبة الآخرين.

هنالك كتب إرشادية جيدة أريدك أن تضيفيها إلى مكتبتك وتطلعي عليها، ومن هذه الكتب كتاب "الذكاء العاطفي" ومن خلاله يستطيع الإنسان أن يعرف كيف يتعامل الإنسان مع نفسه ومع الآخرين، ومؤلفه (دانيال كولمان) وقامت بترجمته مكتبة جرير، وكتاب آخر ممتاز للدكتور بشير الرشيدي يسمى "التعامل مع الذات" من الكتب الجيدة والبسيطة كتاب "لا تحزن" للدكتور عائض القرني، من الكتب التي يجب أن يقتنيها كل إنسان، وتوجد كتب أخرى كثيرة، وأرجو أن تستفيدي من هذه النقاط التي ذكرتها لك، ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات