والدي أصيب بجلطة دماغية أفقدته الوعي لكنه يتحرك.. هل هناك أمل في شفائه؟

0 697

السؤال

السلام عليكم.

والدي عمره 77 سنة, أصيب بجلطة دماغية في الفص الأيسر منذ أسبوعين تقريبا، ولا يزال في غيبوبة، ولا يستطيع تحريك الجزء الأيمن، ولكن في الأسبوع الأول كان فقط يحرك الجزء الأيسر، والرجل اليمنى قليلا, ثم في الأسبوع الثاني أصبح لا يحرك الجزء الأيمن تماما، فقط يحرك الجزء الأيسر، ولا يستطيع النطق، ولكن يستطيع أن يفتح عينيه، وينظر لمن حوله ويتثاوب ويعطس، ولكن زادت حركته كثيرا، ورغبته في نزع الأجهزة مع أنه غائب عن الوعي، وقد أخبرنا الطبيب سابقا أن الجلطة قوية.

مع العلم أنه مصاب بالسكر, ومصاب بالضغط، ولكن بنسبة بسيطة، لكن القلب والتنفس سليم -ولله الحمد- هل يوجد أمل للتحسن واستعادة الوعي والحركة؟ وما هي العلامات الدالة على بداية الإفاقة من الغيبوبة؟

وشكـرا لكـم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الجلطات الدماغية تحدد مآلاتها من خلال عمر المريض، نوعية الأمراض التي يعاني منها، حجما ونوعية، وفي أي جزء من الدماغ كانت الجلطة، ودرجة مقاومة جسم الإنسان ومناعته، وتوفير الطرق العلاجية أيضا يعتبر من العوامل المهمة في تحديد مآلات الجلطات.

والدك – حفظه الله – عانى من هذه الجلطة، وأنت ذكرت الآن أنه زادت لديه الحركة، هذه إشارة واضحة جدا لتحسن حالته، وهي أحد العلامات الدالة - إن شاء الله تعالى - على بداية الإفاقة من الغيبوبة، وكثرة الحركة إذا كانت مفرطة ومتعبة له قطعا سيقوم الأطباء من أهل الاختصاص بإعطائه بعض الأدوية المسكنة والمهدئة، وهنالك بروتوكولات علاجية معروفة جدا في هذا السياق.

من الأشياء المهمة والضرورية والتي يعطيها الأطباء أولوية في علاج مثل حالة والدك هو العمل على منع حدوث أي جلطات جديدة، هذا هو المحك الرئيسي والمهم جدا، وأنا متأكد أن الأطباء الذين يشرفون على علاج والدك على إدراك تام بهذا الموضوع؛ لأن هذا الأمر من أبجديات وأولويات الممارسة الطبية.

وقطعا منع الجلطة يتطلب أن يعطى والدك بعض الأدوية التي تساعد على سيولة الدم، إذا لم تكن جلطته من النوع (النزفي) – أي النزيف – فالوالد ما دام الآن تحت الإشراف الطبي هذا هو الظرف الأمثل بالنسبة له، يعني أن هناك عناية، أن هنالك متابعة طبية، والأمر كله بيد الله تعالى.

نسأل الله له العافية والشفاء، والخطوات التي اتبعت الآن كلها جيدة وسليمة، ومرض السكر، ومرض الضغط يعرف عنها تماما أنها من أكبر مسببات الجلطات، ووالدك مصاب بالضغط بنسبة بسيطة، والسكر – وإن شاء الله تعالى – سوف يتم التحكم فيه تماما، وما دام التنفس والقلب لديه سليم – وأحسب أيضا أن وظائف الكلى لديه سليمة – هذه كلها – إن شاء الله – مؤشرات طيبة ومؤشرات إيجابية جدا.

بعد فترة قطعا سوف يحتاج والدك للعلاج الطبيعي، العلاج الطبيعي مهم جدا كوسيلة من وسائل التأهيل الجسدي وكذلك النفسي، وإذا كان هناك قلق أو توترات، أو أي نوع من العوارض الاكتئابية التي قد تعقب الجلطات، قطعا هنا سوف يعطى والدك أيضا العلاج المناسب.

هنالك تدريب على النطق والتخاطب، هنالك تدريب على حركة اليدين والأرجل، فالحمد لله تعالى الإمكانات الطبية الآن أتاحت فرصة كبيرة جدا لأن يؤهل المرضى الذين يصابون بالجلطات تأهيلا طبيا سليما.

الوضع - إن شاء الله تعالى – جيد، وأستطيع أن أقول ذلك، وعليك بالدعاء لوالدك، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات