السؤال
السلام عليكم
أود أن أشكر القائمين على موقعكم أولا، فشكرا لكم.
حدث معي عارض صحي منذ شهرين تقريبا، كنت جالسا بعد الغداء وفجأة أصابتني حالة من الصعوبة في التنفس، وسرعة في دقات القلب، وبرودة في الأطراف، وقبل هذه الحالة كنت متضايقا من أحداث تحصل معي وحاولت البكاء، وطيلة الليل كنت ساهرا مع أقاربي وكانوا يشربون الدخان بشكل كبير، وأشرب المنبهات بشكل كبير، وقبل الغداء بنصف ساعة شربت نسكافيه.
ذهبت إلى المشفى وأعطوني أدوية حساسية لكنها زادت من مرضي، ثم ذهبت لطبيب عام وشخص حالتي أنها نفسية، وأعطاني إبرة تقوم بفتح القصبات الهوائية، ثم ذهبت إلى البيت فرجعت حالتي، ثم بعد يومين ذهبت إلى المشفى فأجروا أشعة لصدري، ووجدوا التهاب خفيفا في القصبات، واستكملت العلاج بأخذ مضادات حيوية، أنا لا أدخن فتحسنت -ولله الحمد والشكر على كل شيء-، إلى الآن لا أستطيع التنفس بعمق من أنفي، وعندما أريد أخذ نفس عميق آخذه من فمي، أو عن طريق التثاؤب، وأحيانا أكون نائما فأستيقظ وأنا محتاج للهواء بشهيق كالمخنوق، ولا أشبع من النوم مثلما كنت سابقا، وأواجه صعوبة في العطس حين آخذ الشهيق للعطس تقف ولا تكتمل.
كلما ذهبت للطبيب يقوم بقياس ضغط الدم، فيجده مرتفعا قليلا 140/80 أو 150/83 في قياس الضغط الزئبقي، واشتريت جهاز ضغط الكتروني فكان دائم الانخفاض 112/60، و135/70، و120/50، واليوم مثلا قمت بالفحص فوجدته أفضل 134/81.
أرجو التشخيص، وآسف لقد أطلت عليكم كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
عافاك الله وحفظك -أخي الكريم- من كل مكروه وسوء.
من المعلوم أن المنبهات مثل القهوة والشاي والنسكافيه، وهي نوع من أنواع القهوة أيضا بها مواد منشطة للجهاز العصبي، تؤدي إلى الأرق وعدم النوم ليلا، وتؤدي إلى زيادة في ضربات القلب، وهذه الزيادة تكون مؤقتة وينتهي تأثيرها بانتهاء المنشط، ويعود الأرق كلما أكثرنا من شربها.
التدخين سواء كان تدخينا إيجابيا، بمعنى أنك مدخن، أو تدخينا سلبيا بمعنى أنك تجلس مع المدخنين له ذات التأثير السابق، وله تأثير مباشر على الدورة الدموية، وعلى قابلية الهيموجلوبين -الناقل الرسمي للأكسجين في الدم- لنقل الأكسجين، وعند وجود أول وثاني أكسيد الكربون في الهواء، فإن الهيموجلوبين يعشق ويحب هذه المواد أكثر من حبه للأكسجين 210 مرة حسابيا، وبالتالي تقل حيوية الخلايا لأنها تعتمد في عملها وتصنيع الطاقة على الأكسجين أساسا، بالإضافة إلى وحدات الجلوكوز.
والذي حدث في الوقت التالي من تناول وجبة، من الواضح أنها كانت دسمة مما أدى إلى تدفق كمية كبيرة من الدم إلى الجهاز الهضمي، للعمل على امتصاص وهضم الوجبة، وهذا ما يحدث في الغالب مع كل الناس، ومحصلة ذلك ما حدث من صعوبة في التنفس، وزيادة في ضربات القلب، وبرودة في الأطراف، ويحدث ذلك بشكل مؤقت وبعد أن تنتظم الدورة الدموية، ويعاد توزيع الدم بشكل طبيعي، ويتخلص الجسم من المنشطات، تستقر الأمور ويهدأ القلب، وينتظم التنفس حتى موعد الهجمة الأخرى في اليوم التالي، وحتى تتوقف هذه الهجمات يجب البعد عن التدخين ومجالسة المدخنين، وتجنب القهوة والمنبهات قدر المستطاع خاصة في المساء، وممارسة الرياضة خصوصا المشي في ساعات المساء للحصول على الهواء النقي، وتعديل الحالة المزاجية، والباقي على الله، فقط نعمل ما يجب علينا أن نعمله، ونتوكل عليه فهو الحافظ الشافي.
وفي حال تكرار ضيق التنفس يجب استبعاد وجود حساسية في الشعب الهوائية، والبخاخات الموسعة للشعب مفيدة جدا في حالات ضيق التنفس، وليس معنى استخدامك لها أنك مصاب بالربو الشعبي، فهي دواء يؤخذ على شكل بخاخ يدخل الرئة مباشرة ليوسع الشعب، ويريح التنفس، بالإضافة إلى أن كثيرا من الناس يعاني من حساسية الجيوب الأنفية، ويمكن استعمال بخاخ nasonex nasal spray قبل النوم مرة واحدة، بختين في كل فتحة أنف، والاستنشاق بالماء المالح لتنظيف الأنف وتقليل معدل الانسداد فيه، مما يحسن عملية التنفس من الأنف، ويريح الصدر.
ومع أنك لم تذكر السن ولا الوزن، لكن أرقام قياس الضغط كلها طبيعية، وتختلف باختلاف الأحوال، فيرتفع الضغط قليلا مع شرب المنبهات والتدخين، والانفعال والتوتر، ويرجع إلى وضعه الطبيعي مرة أخرى، وللأشخاص الذين بلغوا 40 عاما مقبول جدا كون الضغط 139/ 79، أو أقل أو أكثر قليلا، ويمكن قياس الضغط، ومعرفة القيم الحقيقة له بشكل قياسي في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، وقبل شرب المنبهات.
وهناك نوع من الضغط يسمى white coat hypertension، أي الضغط بسبب رؤية المعطف الأبيض، كناية عن الوجود أو الذهاب للمستشفيات والعيادات الطبية، لما يحدث من توتر للمرضى في هذه الحالة، وهذا يرفع الضغط قليلا لذا نرجو منك الهدوء وتقليل الانفعالات، وترك المنبهات، وترك الجلوس وسط غابة من الدخان المؤذي، وزيادة جرعة القراءة خصوصا في الكتب الدينية والثقافية.
وفقك الله لما فيه الخير.