السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت اجتماعية جدا، وبعد الزواج ﻻ أعلم ما حدث لي، ارتديت النقاب، وصرت أشعر أني أخاف أن أفتح الباب ﻷي أحد، وﻻ أستطيع عمل شيء, وﻻ أقوم من مكاني، وعندما أتكلم مع أحد تصيبني حالة بلع الريق كثيرا، لدرجة أن من أمامي يتصور أني جائعة، ويطلب مني أن يحضر لي طعاما.
أصبحت عصبية جدا، ﻻ أجد للحياة معنى، وﻻ أريد أن أنجب، ورفضت اﻹنجاب، أرجوكم أريد دواء يقلل من القلق والخوف من الناس، وأنا أعاني من السمنة لعدم قيامي بعمل شيء.
أفيدوني، ﻻ أستطيع الحياة، وأريد الموت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الغالب أن لديك حالة من الخجل أو التردد، أو رهاب الخروج من البيت، وربما ليس للأمر علاقة بالزواج، وإنما تصادف أن حدث بعد الزواج، وربما لسبب ما، سواء عرفناه أو لم نعرفه، عندك هذا الخوف من فتح باب البيت وغيره مما ذكرت في السؤال، وبعض ما ورد في سؤالك هو الأقرب لرهبة الخروج من البيت، وهذه حالة معروفة ونعالجها باستمرار عند الشباب والشابات، ولعل كثرة الاسئلة والأجوبة في هذا الموضوع على هذا الموقع وغيره عن الخوف والرهاب يشير إلى مدى انتشار مثل هذه الحالات.
من أهم طرق علاج هذا الرهاب والخوف، هو العلاج السلوكي والذي يقوم على إعادة تعليم الشخص بعض السلوكيات والتصرفات الصحية كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، كفتح الباب أو تلبية طلبات الناس، فإنه يقوم على التعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى "يتعلم" من جديد كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقا، ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.
ولكن ليس بالضرورة على كل من يعاني من الخجل أو الارتباك الاجتماعي أن يذهب للأخصائي النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه، والمطلوب منك الآن العمل على اقتحام مواقف الاختلاط بالناس والتعامل معهم، وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا، فكلما طال تغيبك عن مخالطة الناس، كلما صعبت عليك العودة والتواصل معهم من جديد، والنصيحة أن تبدئي غدا، إن لم يكن اليوم، وليس بعد الغد!
ستعودين، ومن الطبيعي والمتوقع أنك ستواجهين بعض الصعوبات في بداية الأيام الأولى من العودة، ولكن ما هو إلا يوم أو يومان حتى تبدئي بالشعور بالراحة والاطمئنان والثقة بالنفس، وبراحة الضمير والشعور بالنجاح والإنجاز، أنك تجاوزت هذه العقبة، وسترين وخلال فترة قصيرة كيف أن ما كنت تخشينه من بعض المواقف من مواجهة الناس ليست مخيفة كما كنت تعتقدين، وأنصحك أيضا بقراءة كتاب عن حالات الخجل والرهاب، فمعرفتك بهذا يزيد من احتمال تعافيك، وبسرعة.
وفقك الله ويسر لك النجاح.