السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لكم في هذه الصفحة، وأرجو معذرتي لضعفي في اللغة العربية.
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، جميلة ذات خلق ومال وجمال وعلم، بشهادة الجميع، أكملت دراسة الطب هذه السنة، وتخرجت بامتياز، مشكلتي تكمن في أنني كنت قد تزوجت بشخص يكبرني بـ 12 سنة، وفق الطرق التقليدية عندما كنت في الـ 17 من عمري، ولكن بعد سنة تطلقت، بسبب خلافات صغيرة كبرت بعد تدخل الأهل.
لقد حاول طليقي على مدى 5 سنين الرجوع لي، لقد وعدته بالمحاولة من جديد بعد إنهاء دراستي، ها أنا انتهيت من دراستي، ولكنني أخاف من الشرخ الكبير الذي أصبح بيننا، فأنا دكتورة، وهو لم يدخل الجامعة، أنا أجمل منه بكثير، بل وأغنى منه بكثير، وأهلي عندهم جاه أكثر بكثير من أهله، ولكني في نفس الوقت أخاف الله، ولا أريد أن أظلم طليقي حيث انتظرني 5 سنوات، ولم يعاملني إلا بما يرضي الله.
ماذا تنصحونني؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك ثقتك فينا وتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، كما نشكر لك حرصك على تجنب ظلم الآخرين، وهذا دليل على حسن في خلقك وإسلامك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
ليس في ترك الزواج بطليقك أي ظلم له، وإن كان في ذلك خلافا للوعد، وهو خلق ينبغي للإنسان المسلم ألا يتحلى به، لكن لا يلزمك شرعا الزواج بهذا الرجل لمجرد أنه انتظرك خمس سنوات كما ذكرت، ولكن إذا كان هذا الرجل كفؤا لك في دينك، حسن المعاملة لك، ممن يرضى دينه وخلقه، فنصيحتنا لك ألا تتركيه لمجرد هذه الفوارق التي ذكرتها من كونه أقل منك مالا، أو كون أهله أقل من أهلك جاها أو غير ذلك، فإن هذا لا يمنع أبدا قيام حياة زوجية سعيدة، قوامها التعاون على ما فيه مصلحة الزوجين ومصلحة الأولاد.
لكنا لا نستطيع أن نجزم بأن المصلحة في أن تتزوجي بهذا الرجل، فهذا أمر خاضع للظروف والأحوال التي تعيشينها، وفرص الزواج والأشخاص الذين تتقدمون لخطبتك، إلى غير ذلك من العوامل، ومن ثم فنصيحتنا لك التبين في الأمور التالية:
أولا: أن يكون مقياسك في اختيار الزوج هو صلاح الزوج وصلاح دينه وأخلاقه، مع وجود قدر من المناسبة والتكافؤ بين الأسرتين، بحيث تتسم الحياة الزوجية بنوع من الاستقرار.
ثانيا: شاوري العقلاء من أهلك، لاسيما والديك، فإنك بذلك ستفكرين بأكثر من عقل في الموضوع ذاته.
ثالثا: استخيري الله تعالى فيما أنت مقدمة عليه من الأمر، فصلي ركعتين من غير صلاة الفريضة، ثم اسألي الله سبحانه وتعالى بدعاء الاستخارة، فقولي: اللهم إني أستخيرك بعلمك , وأستقدرك بقدرتك , وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم , وأنت علام الغيوب, اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (زواجي من فلان) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله , فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه , اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (زواجي من فلان) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله , فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به.
بعد ذلك أقدمي على ما ترين أنه أنفع لك وأصلح، وسيكون هو الخير بإذن الله سبحانه وتعالى، ونحن نوصيك أيتها الأخت بتقوى الله فإنها مفتاح كل خير، وسبب جالب لكل سعادة، فاحفظي الله تعالى في حدوده، فأدي فرائضه واجتنبي ما حرم عليك، يحفظك سبحانه وتعالى من بين يديك ومن خلفك، ويجر إليك الخيرات.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.