السؤال
أنا زوج ولي 3 أبناء، بنت 15 سنة، وولد 13 سنة، وولد 6 سنوات، ومنذ (2009) هناك مشاكل مع أهلي وأهل زوجتي، وكان من أثره أنها قامت برفع قضيتين نفقة زوجية لها وللصغار، وقضية ضرب غيابيا، وتمكين من الشقة غيابيا بالإضافة للمعاملة في البيت، وانقطاع الصلة بيننا من طرفها، وقضية طلاق، وقضية حبس نفقة (متجمد).
أقسم بالله العظيم بأن كل تلك الادعاءات ليس لها أساس من الصحة، وأنا علي وزر إن كان كلامي خطأ، وقد حاولت كل محاولات الإصلاح بنفسي وأهلي والجيران، وشيخ الجامع المجاور لمسكننا، وحدث منذ أيام أن أولادي رسبوا في مادة الرياضيات، وأحضرت لهم مدرسا ليساعدهم الشهر الحالي حتى موعد الملحق، وهي على نفس عنادها وادعائها الكاذب في كل القضايا بأني لا أنفق عليهم، ولا أقيم معهم، فما هو الحل؟
وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وما بين زوجتك، وأن يهديها ويردها إليه ردا جميلا.
نحن نشكر لك - أيها الحبيب – حرصك على القيام بواجباتك، ونأمل من الله سبحانه وتعالى أن يثيبك على ذلك، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وصيتنا لك أن تراقب الله تعالى في أداء ما عليك من الحقوق بقدر الاستطاعة، وألا تجعل من تقصير الآخرين سببا في تقصير ما عليك من الواجبات، لا سيما تجاه أبنائك وبناتك.
وقد أحسنت -أيها الحبيب- حين سعيت في الإصلاح ما بينك وبين زوجتك، واستعنت على ذلك بمن يرجى منهم النفع في هذا الباب، ونحن ننصحك بأن تحاول الكرة مرة أخرى، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن.
حاول أن تذكر هذه المرأة بعواقب الفرقة، وضياع الأبناء، وتشتت الأسرة، وحاول أن توصل إليها هذه الرسالة من خلال كل الناس الذين تتأثر بكلمتهم، وتسمع لكلامهم، فإن لم تفد تلك المحاولات فاعلم أن قدر الله -سبحانه وتعالى- وما يرتضيه لك هو خير مما تختاره أنت لنفسك، فإنه -سبحانه وتعالى- أعلم بمصالحك وأقدر على تحقيقها، وقد أخبرنا -سبحانه وتعالى- في كتابه بأن الإنسان قد يحرص على الشيء والله عز وجل يصرفه عنه لعلمه بأن الخير في صرفه، فقال -جل شأنه-: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فإذا قدر الله سبحانه وتعالى الفراق بعد محاولاتك للإصلاح وحرصك عليه فاعلم أن قدر الله سبحانه وتعالى ماض، وأنه خير، وأن عواقبه حميدة -بإذن الله جل شأنه- لكن ينبغي أن تستعين بالمحامين الثقات في بلدك لمعرفة الطرق التي بها تضمن حقوقك، وتدفع المظالم التي قد تقع عليك نتيجة ادعاءات هذه المرأة، فينبغي أن تستشير الثقات من المحامين وتضع حالتك أمامهم ليرشدوك إلى الطرق القانونية التي ينبغي أن تسلكها لضمان حقوقك، أو لدفع الادعاءات التي تدعيها المرأة ضدك باطلا.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمورك، وأن يصلح ما بينك وبين زوجتك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.