السؤال
السلام عليكم.
شكرا على مجهودكم الرائع، عمري 40 عاما، أنجبت منذ 45 يوما طفلتي الثالثة بعد عملية قيصرية، وأرضعها طبيعيا فقط -والحمد لله-، وأخذت من يومين حقنة (ديبو بروفيرا) لمنع الحمل.
متى تبدأ فاعلية الحقنة كمانع للحمل؟ أي كم من الوقت أستخدم مانعا موضعيا مثل الواقي الذكري حتى تبدأ فاعلية الحقنة؟ والدورة الشهرية لم تأتني بعد الولادة، فمتى أتوقع نزولها مع الحقنة؟ أم أن الحقنة تسبب عدم نزولها مطلقا خاصة مع الرضاعة؟ وهل يمكن تركيب لولب بمجرد انتهاء مفعول الحقنة بعد 12 أسبوعا؟ أم يجب انتظار وقت آخر بعدها؟ وما هي الأعراض الجانبية غير الطبيعية للحقنة التي تستدعي الذهاب للطبيب؟
وهل تؤثر الحقنة على الرضاعة؟ أو هل تسبب تشوهات خلقية في مرحلة النمو -لا قدر الله- للأطفال؟ لأني قرأت أنها تسبب تشوهات في الأطفال في سن البلوغ لو استعملت أثناء الحمل بهم، وفي الوصفة الطبية للحقنة مكتوب أنه أجريت أبحاث على الأطفال في سن النمو، لأمهات أخذن هذا الهرمون سواء في شكل حبوب أو حقن وقت إرضاع هؤلاء الأطفال، ولم تلاحظ أي تأثيرات سلبية عليهم، فهل هذا مؤكد؟ وهل يمكنني إرضاع طفلتي بأمان دون الخوف من تأثير الحقنة عليها حاليا أو مستقبلا؟ أم يفضل إيقاف الرضاعة الطبيعية على الأقل لنهاية مفعول الحقنة؟ حيث أني لا أنوي أخذها مرة أخرى -إن شاء الله-.
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
حقنة ديبوبروفيرا Depo-Provera هي حقنة تحتوي على هرمون البروجيستيرون فقط لمنع الحمل، وهذه الحقن لا تؤثر على الرضاعة الطبيعية ولا تمنعها، لكنها تمنع التبويض من خلال تقليل إفراز الهرمونات المسؤولة عن نمو وخروج البويضات من المبايض، كذلك فإنها تؤثر على الغشاء المخاطي لعنق الرحم، مما يمنع اختراق الحيوانات المنوية له، وبالتالي تمنع وصولها إلى قناة فالوب وتمنع الإخصاب، وتم إجراء دراسات ميدانية على تأثير هذا الهرمون على الأطفال الرضع، ووجدوا أنه لا يؤثر على نمو الأطفال، ولا يؤثر على الأجنة في حال أخذ الحقنة مع وجود حمل، لذلك ليس هناك قلق من إرضاع الطفلة مع أخذك هذه الحقنة؛ لأن التوقف عن الإرضاع معناه فشل عملية الرضاعة الطبيعية، وحرمان الطفلة من فوائد الرضاعة الطبيعية الكثيرة والمتعددة، خصوصا في الشهور الستة الأولى من عمرها.
الحقنة أو الهرمون يبدأ مفعوله من وقت دخوله إلى الدم، وبالتالي يبدأ تأثيره على غشاء عنق الرحم، وعلى الهرمونات المسؤولة عن التبويض مباشرة، واستخدام الواقي الذكري في أول أسبوع يزيد من فاعلية الحقنة، ولكن يمكن الاكتفاء بالحقن دون الخوف من حدوث حمل، والحقنة في الغالب تمنع الدورة الشهرية طوال فترتها في الدم، خصوصا وأن الرضاعة الطبيعية تعد وسيلة أخرى في منع تكوين الدورة، بسبب زيادة هرمون الحليب، وبالتالي التأثير هنا مزدوج للرضاعة وللحقنة، إلا أنه أحيانا ينزل تنقيط دم أثناء مدة مفعول الحقنة، وبانتهاء مدة الحقنة يرتفع تأثيرها على الهرمونات، وتستعيد المبايض قدرتها على إنتاج البويضات، وقد يحدث حمل، إلا أن ذلك قد يحتاج وقتا.
تركيب اللولب يحتاج إلى الكشف على الرحم وجس عنقه؛ لأنه مع استخدام الهرمونات والحقن يضيق عنق الرحم، وربما يحتاج إلى توسيع قبل تركيب اللولب، وهذه تحتاج إلى الكشف الطبي عند الطبيبة المعالجة، ومناقشة الأمر معها.
أهم شيء تجب معرفته عن الحقنة، أنها تمنع الدورة حتى لا يختلط الأمر عليك، وحتى لا تعتبري عدم نزول الدورة حملا أو حالة مرضية، -وكما قلنا- هو تأثير مباشر ومفعول الحقنة هو الذي يؤدي إلى عدم نزولها، وهناك بعض الأعراض الجانبية التي من الممكن أن تحدث أو لا تحدث، مثل: الصداع، وزيادة الوزن، وتنقيط الدم المتكرر، والعصبية وتعكر الحالة المزاجية، وهذه الأعراض كلها مقبولة ويمكن التغلب عليها؛ لأن الفائدة تكون أكثر من الضرر على حساب ميزان المكسب والخسارة.
وفقك الله لما فيه الخير.