السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة، كنت قبل سنتين طيبا -الحمد لله- لكني استخدمت مخدر الحشيش لفترة ستة شهور تقريبا، وأصبت بمرض نفسي أتعبني كثيرا، صرت أشعر بالخوف وصعوبة في النوم، وأحلام مزعجة جدا، وأشعر بجنون، وأشك في الناس، تعبت من أني ذهبت لأكثر من دكتور، كنت لا أدخن، وكنت لا أعاني من أي مرض نفسي، لكن صرت أدخن بشراهة، أصبت من الحشيش على كلام الدكتور، ويقول عندك اضطراب في إنزيمات المخ، فهل تسبب الجنون؟
مع أني أحس بشعور كأن أحدا يفجعني، وأحس بشعور أني سأجن، وأحس حالتي في الليل تزيد!
أرجو الرد!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد علي الشهري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنت تكتب لنا ونحن على أعتاب شهر رمضان، شهر الخيرات، ولا شك أنه فرصة عظيمة لمراجعة النفس وحصول التوبة، وأنت وقعت في هذه الخطيئة الكبيرة، وهو تناول الحشيش، ومشكلة الحشيش خاصة بالنسبة لصغار السن أنه يؤثر تأثيرا مباشرا وحادا وقويا على مراكز حساسة جدا في المخ، هنالك تأثير قوي على ما يعرف بـالفص الجبهي (الناصية) وهو الفص الأمامي في الدماغ، وهو الذي يساعد الإنسان على التخطيط وعلى ترتيب الوظائف الفكرية والنفسية العليا، كما أن الحشيش أيضا يعمل من خلال ما يسمى بـ (عقل الزواحف) أو (العقل الحيواني) وهو جزء من دماغ الإنسان، نراه أكثر تطورا لدى الشباب، وبكل أسف يكون التأثير عليه أكثر سلبية.
عموما آثار الحشيش معروفة، والدراسات الآن تشير أن تعاطي الحشيش قد يؤدي إلى ستة وعشرين مرضا نفسيا، هذا الكلام لا يوجد فيه أي مبالغة، وبكل أسف الآن أصبح بين أيدينا أنواع من الحشيش خطيرة جدا؛ لأن درجة السمية وتركيز المادة النشطة فيها عالية جدا.
أنا سعيد أنك توقفت عن التعاطي، وهذه تكون - إن شاء الله تعالى – توبة نصوحا، أسأل الله تعالى أن يتقبلها منك، وأريدك حقا أن تنظر وباستبصار شديد للدمار الذي يمكن أن يؤدي إليه الحشيش خاصة لصغار السن، وذلك حسب ما ذكرت لك سلفا.
موضوع عدم الارتياح النفسي والشكوك والظنان: قطعا هو نتاج لتعاطي مادة الحشيش، والتوقف لا شك أنه هو العلاج الصحيح والعلاج الجيد والنافع، لكن الأمر قد يحتاج أيضا لنوع من الدعم الدوائي، فأنا أريدك أن تذهب وتقابل أحد الأطباء النفسانيين، والحمد لله تعالى المملكة العربية السعودية بها أطباء مقتدرون جدا.
حالتك تستفيد كثيرا مع دواء يعرف باسم (سوليان) ويسمى علميا (إميسلبرايد) هو من الأدوية الفعالة والممتازة، وأنت تحتاج لتناوله لمدة ليست طويلة، تبدأ بخمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء، وهناك خيارات أخرى كثيرة جدا يمكن أن يرشدك إليها الطبيب.
موضوع تنظيم النوم مهم، والصحة النومية الآن تعتبر من العلوم التي يهتم بها كثيرا، والشباب يجب أن يناموا نوما سليما صحيحا؛ لأن خلايا الدماغ ترمم وتتطور ويتحسن التواصل فيما بينها خلال النوم السليم، والنوم الليلي لا يعوض، وفعلا: {وجعلنا الليل لباسا}.
إذن حاول أن تنام مبكرا – هذا مهم جدا – وتجنب النوم النهاري، ويجب أن تمارس الرياضة، واحرص على أذكار النوم، ولا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، واجعل وجبة العشاء تكون خفيفة جدا، وتكون مبكرة، ولا تكون دسمة.
والإنسان حتى ينام نوما صحيحا وصحيا لا بد أن يستثمر النهار، لا بد أن تكون هناك أنشطة، لا بد أن تكون هنالك فعالية، لا بد أن يكون هنالك إقدام إيجابي، وأنت في سن الشباب يجب أن تستفيد من كل طاقاتك، هذا - إن شاء الله تعالى – يساعدك كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.