عقار (ايبانيوتين) قد يكون هو السبب في الأعراض التي تتعلق بعينك

0 451

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يا دكتور: عندي صرع جاءني قبل 4 سنوات تقريبا، وأستخدم الآن كبسولات (ايبانيوتين 100 جرام) حبتين في اليوم أو ثلاثا، وبعد استخدام العلاج لفترة 3 سنوات بدون توقف صار عندي أعراض جانبية؛ أولها: وشوشة أو عدم وضوح الرؤية، وكأن الأشياء تتحرك، وأحس كأني انظر إلى سراب، وأرى أنوارا لا أحد يراها، كأنها نوبة صرع صغيرة تستمر لثوان، ولا تؤثر على الرؤية لأنها صغيرة، لكن أخاف وقت حدوثها.

كذلك أعاني من قلة النوم والقلق والاكتئاب، وأحيانا أظل مستيقظا لأكثر من يوم ونصف، ولا أنام إلا بصعوبة، وأحيانا بمنومات، هل العلاج هو السبب في كل هذه الأعراض؟ مع العلم أني لم أراجع الطبيب، أستعمل العلاج فقط، وقرأت أن استعمال العلاج بإفراط يؤدي إلى راراة العين، وإلى الوفاة أحيانا.

وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن عقار (ايبانيوتين Epanutin) هو من أوائل الأدوية التي تم اكتشافها لعلاج النوبات الصرعية، وهو من الأدوية الفعالة والممتازة جدا، لكنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية، وفي السنوات الأخيرة ظهرت أدوية قد تكون أفضل منه، خاصة فيما يتعلق بالآثار الجانبية.

الذين يعانون من الصرع تجد أن حوالي أربعين بالمائة منهم يكونون عرضة للقلق وللتوترات والمخاوف والاكتئاب النفسي، هذه حقيقة معروفة إحصائية، لكن هذا الاكتئاب -إن شاء الله تعالى– يمكن علاجه بصورة جيدة جدا.

أيها الفاضل الكريم: أنت لا بد أن تكون تحت الملاحظة الطبية، هذا هو الأصل في هذه الأمور، وهذا هو الأفضل، وأنا أريدك أن تذهب وتقابل طبيبك -الطبيب الذي وصف لك الدواء، أو طبيب الأمراض العصبية- وذلك من أجل تقييم حالتك؛ لأنه من المفترض أن تجري بعض الفحوصات الروتينية، لا بد أن تتأكد من مستوى: وظائف الكبد، الكلى، السكر، الدهنيات، وهنالك فيتامينات معينة منها: فيتامين حمض الفوليك، وكذلك فيتامين (ب12) ربما تنقص بالنسبة للذين يتناولون الـ (ايبانيوتين).

لا تنزعج لهذا الأمر، الذي أقوله لك هو: من قبيل الجودة والرصانة الطبية؛ لأن المتابعة مهمة، فأرجو أن تذهب وتقابل الطبيب، ويمكن أيضا أن يقاس مستوى الدواء في الدم: هل هو فعال أم لا؟ يمكن أن يضطر الطبيب أن يسحب الـ (ايبانيوتين) ويعطيك دواء بديلا مثلا: كالـ (دباكين Depakine)، وسوف يقوم أيضا بإجراء تخطيط للدماغ كنوع من المتابعة، أرجو أن تتخذ هذه الخطوات، وأنا متأكد أن الأعراض التي تعاني منها في موضوع الرؤيا سوف تحسم، وأعتقد أنها ناتجة من الأعراض الجانبية للدواء، هذا لا نستبعده أبدا.

أما بالنسبة لقلة النوم والقلق والاكتئاب: أعتقد أن سببها انشغالك بهذه الأعراض، -كما ذكرت لك– أن أربعين بالمائة من الذين يعانون من أمراض الصرع يأتيهم عسرا مزاجي وقلق واضطراب في النوم، وهذا يعالج من خلال إضافة أحد مضادات الاكتئاب البسيطة، وهي كثيرة جدا، وحين تذهب إلى الطبيب -إن شاء الله تعالى– سوف يقوم بإعطائك العلاج اللازم.

لا أريدك أن تتناول المنومات، لا فائدة فيها، والإنسان يمكن أن يتعود عليها، وفي ذات الوقت قد تزيد من الاكتئاب، ومن المهم والضروري جدا أن تعيش حياتك بصورة طبيعية جدا، ولا تعتبر نفسك صاحب إعاقة، الذي بك هو أمر بسيط ويمكن علاجه.

أما فيما قرأته حول استعمال العلاج بإفراط يؤدي إلى (رأرأة العين/ Nystagmus) وهي حالة مرضية تصيب العيون مسببة حركات متتالية وسريعة ولا إرادية في كرة العين، حيث تبدأ العيون بالتحرك ذهابا وإيابا، وأحيانا حدوث الوفاة –كما قلت– فأي علاج يستعمله الإنسان بإفراط ودون ضوابط ودون طريقة راشدة لا شك أنه له آثارا جانبية، حتى البندول يمكن أن يؤدي إلى فشل الكبد إذا لم يستعمله الإنسان بصورة راشدة، فالحكمة تقول: "أننا يجب أن نستعمل الأدوية بجرعتها الصحيحة ولعلاج الأمراض المشخصة، وللمدة المطلوبة، وأن نكون تحت الإشراف الطبي".

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات