السلام عليكم

يا دكتورة، أريد أستفسر: دورتي يكون فيها ألم قوي يصاحبها إلى اليوم الثاني، وفي اليوم الأخير ينزل مني لحم صغير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المفهوم من الاستشارة أن الدورة الشهرية تأتيك مصحوبة بالألم، وأنها ثقيلة حتى أنه ينزل قطع من الدم المتجلط، ويعطيك الإحساس بأن ما ينزل هو قطع لحم وليس دما ملتصقا ببعضه، وألم الدورة (dysmenorrhea) مرض معروف عند كثير من الفتيات والسيدات، وفيه يحدث تقلصات في الرحم بسبب زيادة إفراز هرمون بروستاجلاندن في بطانة الرحم، وهذا الهرمون هو الذي يؤدي إلى تقلصات الرحم والألم.

كذلك فإن الخلل الذي يحدث في مستويات الهرمونات (زيادة الاستروجين ونقص البروجستيرون) يؤدي إلى نفس نتيجة الألم، وعلى ذلك تناول حبوب تنظيم الأسرة والتي تحتوي على هذين الهرمونين يعتبر جزءا أساسيا من العلاج.

ولا يحتاج مرض (dysmenorrhea) إلى أي فحوصات أو تحاليل، وهو مرض سريري؛ ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا المرض استخدام وتناول الكافيين الموجود في المنبهات مثل الشاي، القهوة بكثرة، والنيكوتين الموجود في التدخين، حتى لو كان تدخينا سلبيا، حيث يتعرض الناس إلى دخان السجائر عند جلوسهم بجوار المدخنين، كذلك فإن التوتر العصبي وكذلك الحالة المزاجية السيئة للسيدات تؤدي إلى حدوث مثل هذه الآلام.

العلاج المبدئي يهدف لتسكين الألم؛ وعلى ذلك استخدام وسادة التدفئة، أو زجاجة مياه ساخنة على البطن أو الظهر، أو أخذ دش دافئ؛ كل هذا يساعد على تسكين الألم، ولعلاج الألم البسيط: يمكن استخدام مضادات الالتهاب الغير كورتوزينية (وهي مضادة للبروستاجلندين) مثل: الأسبرين أو البروفين أو النابروكسين.

وكما قلنا: فإن حبوب تنظيم الأسرة ومنع الحمل تفيد كثيرا في العلاج، ولا حرج للفتيات من استخدامها وتناولها فهي عبارة عن هرمونات تؤخذ للعلاج، كذلك فإن النشاط الرياضي المنتظم يقلل من آلام الدورات القادمة، والحبوب التي تؤخذ لعلاج ألم الدورة تساعد في تقليل كمية الدم النازل، وعلى ذلك سوف تتخلصين من قطع اللحم النازلة مع الدورة ويتحسن الدم بالتدريج، ولا مانع من فحص صورة الدم؛ وفي حالة وجود أنيميا يمكن لك أخذ الفيتامينات المناسبة مع التغذية الجيدة.

وفقك الله لما فيه الخير.