السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 21 سنة، أعاني من مشكلة التردد، وعدم القدرة على اتخاذ قرار بخصوص أمور الارتباط، لدرجة أني في البداية أوافق وفجأة أغير رأيي، وأعذاري غير مقبولة، كي أرفض وأقول الشخص التالي سيكون أفضل، وسأوافق عليه، تعبت من نفسي، حتى أهلي صاروا يشكون أني أعاني من عقد نفسية من ناحية الزواج.
مع العلم أن نفسي في أن أتزوج، وأتمنى كثيرا أن أصير أما، مررت بتجربة ارتباط بشخص، وتم عقد القران وتحديد يوم الزفاف، لكن لم أقدر على الاستمرار معه شهرا، وقبل الزواج طلبت الفسخ، وكنت أتمنى يظهر فيه أي عيب؛ لأني لم أكن أحبه ولا متقبلة له.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن التردد في أمر الزواج ظاهرة تحدث للشباب والشابات، على الأقل تحدث لبعضهم وليس كلهم، وبعض الناس لديهم سمات وأوصاف وسواوسية تجعلهم يترددون كثيرا، والتردد أيضا قد يكون مرده لعدم التمييز بين وجهات النظر المختلفة، الرغبة الشخصية، رغبة الأهل، والمميزات التي يتميز بها الرجل، محاسنه وعيوبه، وبعض الناس مدققون جدا.
أعتقد أن الأمر الجيد في الزواج يجب أن يكون قائما على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
هذه مرجعية أصيلة، مرجعية سليمة، وتزيل الحيرة عن الفتاة في الاختيار، وبالنسبة للرجال أيضا نفس المبدأ يجب أن يظفر بذات الدين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وحين تعرف الفتيات أن شروط الرجال للزواج منهن الدين أعتقد أن ذلك سوف يشجع ويحمس الكثير من الفتيات نحو التدين، وهذا الأمر أيضا بالنسبة للرجال.
لا شك أن التجربة التي مررت بها ولم تكن ناجحة تركت شوائب وأثرت عليك. المطلوب منك الآن هو أن تؤجلي المواضيع الخاصة بالزواج، على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، أن تسترجعي نفسك، وأن تجلسي مع نفسك، واجعلي موقفك مفهوما لأهلك، لأنه لديك رغبة أكيدة في الزواج لكنك مترددة، وهذه الصفة من صفات الشخصية وليس عيبا مرضيا، والأهل يجب أن يسعوا في مساعدتك في اختيار الزوج الصالح، وأنت عليك بالاستخارة.
الرجوع لهذه الشروط أعتقد أنه سوف يساعدك كثيرا، مع ضرورة أن تكون لك فرصة للتفكير أو تأجيل الموضوع لفترة، هذا يجعلك تستعيدين قواك النفسية والمعرفية والفكرية، وتضعين أطرا وأسسا جديدة لاختيار الزوج.
من المهم جدا أيضا أن تنخرطي في جوانب الحياة الأخرى، الإنسان إذا تردد في أمر ما وانصرف بتفكيره لينظر لتفاصيل ودقائق هذا الأمر هذا يزيد من تردده، فأنت مطالبة أن تنظري في شؤون الحياة الأخرى، تكون لك مشاركات على مستوى الأسرة، تكونين مع الأسرة، تكونين فعالة، يعني لا تجعلي تفكيرك كله في موضوع الزواج، هو موضوع مهم، وأنا لا أقلل أبدا من شأنه، بل على العكس تماما أنا أشجعك تماما أن تتزوجي، لكن لابد أن تعطي نفسك المساحة الفكرية المعقولة والتي تزيل عنك التردد، وذلك من خلال توزيع وقتك بصورة صحيحة، وأن تكون لك فعاليات أخرى – هذا مهم جدا - .
أؤكد لك أن حالتك ليست حالة مرضية، ما حدث لك من تجربة سابقة لا تأسي على ما مضى، عيشي الحياة بقوة والمستقبل بأمل ورجاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.