السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية والشكر المسبق لاهتمامكم.
وقع خلع بيني وبين زوجتي، وتم الانفصال نتيجة لأخطاء مشتركة، وأغلبها منها، واتفقنا على أن البنات يقمن معي، ومع أهلي وأرسلهن أسبوعيا لزيارتها ليوم وليلة عندها في بيت أهلها، ولكنها دوما تحاول أن تزيد من مدة الزيارة، وأنا وهي نستمر بعلاقة طيبة من أجل البنات، وأعمارهن خمس سنوات وثلاث سنوات.
أنا أخشى عليهن من أن كثرة التنقل وعدم تنظيمه أن يؤثر سلبا على نفسيتهن وحياتهن، حيث نحاول أن نجنبهن قدر الإمكان الآثار السلبية لانفصالنا، علما بأننا لم نشرح لهن شيئا عن الطلاق، فقط أخبرناهن أن بيتهن هنا، وبيت أمهن مع أهلها، فهل من نصيحة لموضوع الزيارات ومدتها وتواترها؟ بحيث لا نضرهن أو نكون سببا في أذيتهن أكثر مما فعلناه بهن.
أفيدوني أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو تالا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك ولزوجتك هذا التفاهم رغم وجود الطلاق، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ونتمنى استثمار العلاقات الطيبة، وهذا التواصل في عودة الأمور إلى وضعها الصحيح، فإن أكمل الأوضاع التي يمكن أن ينشأ فيها الأبناء نشأة سوية هي أن يكونوا بين أب وأم بينهما من التفاهم والود والحب ما يعين الأبناء على فهم هذه المعاني الجميلة، فالأسرة المستقرة هي أساس الإبداع وأساس النجاح، وإذا لم يتيسر هذا – ونسأل الله أن ييسره وأن تكون هناك بادرة صالحة من الطرفين – ونؤكد لكم أنه لا توجد حياة زوجية خالية من المشاكل، لكن الفرق هو أن بعض الناس لا يحسن التعامل مع المشاكل، فلا يعطي المشكلة حجمها المناسب ولا حقها المناسب.
ولذلك نحن (حقيقة) نتمنى أن تعود الأمور إلى وضعها الصحيح، وقد أسعدنا أيضا الاتفاق التام على مسألة وجود الأبناء هنا أو هناك، مع أن الأبناء في صغرهم في هذه السن قد يحتاجون إلى مزيد من الوقت يكونون فيه إلى جوار أمهم، وأتمنى من الطرفين أن ينموا عندهم المشاعر النبيلة، فأنت تحسن في أعينهن صورة الأم، والأم تحسن في أعينهن صورتك أنت كأب، ونتمنى أن تعود الأمور مرة ثانية، ولكن إذا تمادى هذا الشقاق – بكل أسف – فإننا عند ذلك لا بد أن نشرح ونحتاج إلى مزيد من التوضيح، لكن هذا التفاهم والأريحية في ذهابهن أو مجيئهن سيكون فيه الخير الكثير لنفسياتهن؛ لأن أكثر ما يتأثر به الأطفال نفسيا حصول النزاع وحصول الخلاف والتنازع على أماكن وجودهم أو حضانتهم.
ولا مانع من مراعاة مصلحة هؤلاء الصغار، فإن كان بيتكم أهدى وأحسن وفيه مصلحة في وجودهم فليكن، وإن كان عندها المصلحة – ونحن نرى أن زيادة المدة قد تكون مفيدة في هذه السن للبنات خاصة إذا رغبن بذلك – ولم يكن عند الطرف الآخر أي إشكال، فنتمنى أن يأخذن فرصة كاملة، إلا إذا كان هناك بعض المحاذير كوجود مخالفات في أحد المكانين أو وجود مخاطر على الأطفال هنا أو هناك، فعند ذلك المرجح هو مصلحة الأطفال.
وطبعا لو ذهبتم للشرع، فإن للشرع حكما آخر في حال هؤلاء الصغار، لكن طالما تم الأمر بالتراضي، طالما تم بالتفاهم حول هذه المسألة، فنحن نتمنى ألا تحتاجوا إلى أن يكون هذا الموضوع محل نزاع، وأن تستمروا على هذه الروح الجميلة طالما كنتم راضين، سواء كان هنا أو هناك، فإذا طلبت مدة زائدة، فنحن نرى أن تلبي طلبها، خاصة إذا كان ذلك في العطلات أو لا يؤثر ذلك على دراسة البنيات، أو كان في ذلك مصلحة لهن.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ولا زلنا نكرر رغبتنا في رد الأمور إلى صوابها ونصابها، والعودة إلى بيت الزوجية؛ لأن هذه هي البيئة الطبيعية والصحيحة التي ينشأ فيها أطفال أسوياء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بين القلوب، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.