كيف أقوي إيماني وثقتي بنفسي وأحافظ على صلاتي؟

0 439

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ السادسة عشرة من عمري، أشعر وكأني لا أعرف كيف أرد على الكلام، وإذا سألني أو تكلم معي أحد لا أستطيع الرد عليه، وأنا أريد أن أتخلص من الخجل الزائد عندي.

أيضا أريد أن أعرف كيف أجعل نفسي أواظب وأستمر في الصلاة، ولا أشعر وكأن الصلاة ثقيلة علي! كيف أبعد الشيطان عني؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

من الواضح أن ما عندك هي حالة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، حيث يرتبك الإنسان من لقاء الناس، والنظر في وجوههم، أو الكلام أمامهم والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية، وحيث تجدين صعوبة في الحديث والرد على الناس، وقد يترافق هذا الارتباك ببعض الأعراض الجسدية كالتنميل، والتعرق والارتعاش وضعف التركيز.

بالتالي فقد تشعرين بعدم الرغبة في الاختلاط بالناس، مما قد يقلل عندك من طبيعة الحياة الاجتماعية، وبسبب كل هذا فأنت لا تشعرين بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاحين للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وربما تتهربين من مواجهتهم ببعض الحجج التي تقدمينها للآخرين.

ما العمل الآن؟
إن تجنب لقاء الناس وقلة الحديث معهم، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك بالعودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجدين من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أصبحت أفضل وأفضل، وستجدين مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.

هكذا، فالعلاج الفعال لهذه الحالة هو العلاج السلوكي، والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعرين به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتادي على هذا، وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصل إلى حالة تستطيعين معها الحديث أمام الناس والرد عليهم، وبكل ثقة وارتياح.

بالإضافة للعلاج النفسي السلوكي هناك حالات نصف فيها أحد الأدوية التي تساعد في هذا، وخاصة إن وجد مع الرهاب شيء من الاكتئاب، والذي يحدث بسبب الانسحاب من المجتمع وضعف الحياة الاجتماعية.

يمكنك في موضوع الكلام مع الناس أن تتقصدي البطء بالكلام، لأن هذا يمكن أن يخفي بعض الارتباك الذي قد تشعرين به.

أنصحك إذا حاولت من نفسك الخروج من عزلتك والإقدام على مقابلة الناس، ولم تنجحي كثيرا، بأن لا تتأخري بزيارة طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي فهذا قد يختصر لك الزمن.

الأمر الثاني والذي هو ربما وثيق الصلة بسؤالك، هو موضوع المهارات الاجتماعية، لأن ضعف هذه المهارات الاجتماعية يجعلنا نرتبك أحيانا عندما نتعامل مع الآخرين من حولنا، فنبدو وكأننا لم نستوعب ما يقولون، أو لم نفهم كلامهم، فنجد صعوبة في الرد على ما يقولون.

تنمو عادة مهارات التواصل والتعامل مع الناس من خلال التجريب والممارسة والتطبيق، وخاصة أنك في هذه السن اليافعة، فأنت الآن في هذه المرحلة من السعي لامتلاك هذه المهارات الاجتماعية.

مما سيعينك كثيرا على تحقيق هذا هو امتلاك الثقة بالنفس من أنك مقتدرة، ومن أنه ليس عندك مشكلة في الجانب المعرفي الذهني، فهذه الثقة بالنفس النابعة من تقديرك لذاتك وإمكاناتك، ستجعلك تنطلقين وبقوة في مواجهة الناس والرد عليهم، وفي اكتساب المهارات والخبرات التي تريدين.

أما في موضوع المحافظة على الصلاة على وقتها، ففي الواقع فإن هذا الجانب ليس أيضا ببعيد عن الجانب السابق من الثقة بالنفس.

أريد أن أطمئنك أنك إن تحسنت ظروفك في أحد الجانبين فسيتحسن الأمر في الجانب الآخر، والأمر الذي قد لا ينتبه إليه الكثيرون هو فائدة الصلاة على وقتها في تعزيز ثقة الإنسان في نفسه، فأريدك أن تجربي ولمدة شهر، في محاولة الصلاة على الوقت، وأنا لن أذكر لك أهمية الصلاة على وقتها فمن الواضح أنك تعلمين هذا تماما، وهذا واضح من سؤالك أصلا، وكل الذي أريده منك التالي:

تعرفي على وقت الأذان القادم، وبغض النظر أي صلاة كانت، وقومي بالوضوء قبيل الوقت بقليل، مهما كان العمل الذي بين يديك، اتركيه إلا إذا كان مما لا يمكن تركه، وهذا قليل جدا، بحيث عند دخول وقت الصلاة كوني على وضوء، ومع سماع الأذان، كوني على سجادة الصلاة، وهكذا.

وسترين به نتائج واضحة -بإذن الله-، وخلال وقت قصير، وذلك أن ثقتك بنفسك في كثير من جوانب الحياة قد أصبحت أفضل بكثير.

وللمزيد من الفائدة راجعي وسائل المحافظة على الصلاة: (18388 - 18500 - 24251 - 2133618).

وفقك الله ويسر لك التوفيق والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات