السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة سأكمل الخامسة عشرة بعد ثلاثة أشهر، وصدري صغير جدا، أعتقد أني ورثت ذلك عن أمي، قبل يومين لمست ثديي ولاحظت وجود كتلة صلبة وكبيرة، طولها 3 سم تقريبا في الثدي الأيسر، وأكبر منها قليلا في الأيمن، ولو أن تقدير حجمها بـ 3 سم ليس دقيقا، لكن أستطيع القول بأنها بحجم البيضة، لكن أكثر طولا وأقل عرضا، غير بارزة، لم أكتشف وجودها إلا عند اللمس، وأيضا استطعت تحريكها بيدي، وليست مؤلمة أبدا، لم أنتبه لها من قبل، فلا أعلم هل ظهرت لي الآن أو منذ فترة؟ ولا أعلم هل سيتغير حجمها أم لا؟ وهل ستتأثر بنزول الدورة أم لا؟ علما بأني بأيام الدورة لا أشعر بأي ألم في صدري أبدا، ولا حتى وخزات، وآخر دورة لي كانت قبل 22 يوما تقريبا.
أعتقد أن ما أعاني منه ورم غدي ليفي، لكن كيف أعرف إن كان حميدا أم خبيثا، هل أستطيع معرفة ذلك من خلال الفحص الذاتي؟ أصبت بالذعر، أصبحت أبكي كثيرا، أخشى أن تكون ورما أو تتحول إلى سرطان، كما أنه من الصعب جدا أن أذهب إلى الطبيبة بسبب ظروفي الخاصة، هل ستتأثر إذا مارست تمارين رياضية، وهل تنصحوني بممارسة تمارين للثدي، هل ألبس حمالة صدر أم لا؟ علما أني أقوم دائما بوضع كمادات باردة على صدري، هل أضعها الآن أم أتوقف، والأهم من هذا كله إذا لم أستأصلها، هل ستتحول للخبيث أو تؤذيني، أو تؤذي جسدي بأي طريقة، وما الآثار المترتبة على عدم استئصالها؟ هل أتركها إذا لم تكن تشكل خطرا، أريد تفصيلا مملا عنها إذا سمحتم، فلا أعلم ماذا أفعل الآن؟
أنا قلقة جدا، ولا أستطيع أبدا الذهاب للطبيبة.
أتمنى أن أجد الرد الشافي السريع عندكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حجم وشكل الثدي لا يكتمل بشكل نهائي إلا بعد أن تصل الفتاة إلى عمر السادسة عشرة، وبالفعل للعامل الوراثي الدور الأكبر في تحديد ذلك.
بالنسبة لما تشعرين به من كتل في الثديين، فإنه ناجم عن تأثير الهرمونات الأنثوية على غدد الثدي، وكون الكتل في الجهتين فهذه علامة مطمئنة على سلامتها، فالحالة هي غالبا إما عبارة عن كتل ليفية غدية، أو كتل ليفية كيسية، وهي كتل تعتبر سليمة تماما، ولا تتحول إلى سرطان -إن شاء الله تعالى-.
إن السرطان نادر الحدوث جدا في مثل عمرك، كما أن السرطان نادرا ما يحدث في الجهتين معا، وهو عادة ما يكون ثابتا وليس متحركا، فلا داعي للخوف أو القلق، فكل المؤشرات عندك تدل على أن الحالة سليمة -بإذن الله تعالى-، لكن مع ذلك يجب عدم الاعتماد على الفحص اليدوي في وضع التشخيص، بل يجب عمل تصوير تلفزيوني للثدي، وتحديد نوع الكتل، هل هي ليفية غدية؟ أم ليفية كيسية؟ أم شحمية أم غير ذلك؟ وذلك من أجل متابعة حجمها مستقبلا.
ممارسة الرياضة بانتظام يعتبر أمرا جيدا ومفيدا في مثل حالتك، فهو سيساعد في تنشيط الدورة الدموية في كل الجسم، وسيساعد في تنظيم الهرمونات، لكن الرياضة لن تؤدي إلى إزالة هذه الكتل، وأنصحك بلبس حمالة صدر من نوع جيد تعمل على رفع الثدي ودعمه، فهذا سيؤدي إلى التخفيف من أعراض الثقل والانزعاج في الثدي.
أما بالنسبة للكمادات، فالأفضل في مثل هذه الحالة تطبيق الكمادات الباردة وليس الحارة، فهي أيضا ستساعد في التخفيف من الاحتقان، والشعور بالثقل في الثدي.
إن الأورام الغدية الليفية في الثدي لا تتحول إلى سرطان، ولذلك إن كانت هذه الأورام بحجم صغير، فالأفضل تركها بدون استئصال، لكن إن كبرت -لا قدر الله-، أو إن أصبحت تسبب أعراضا مزعجة، فهنا يمكن استئصالها جراحيا.
أشجعك يا بنتي على تجاوز حاجز الخوف، والتوجه إلى طبيبة مختصة للكشف على الثدي، وعمل التصوير التلفزيوني لتحديد نوع وحجم هذه الكتل، ومتابعتها كل ستة أشهر أو سنة، فهذ أمر ضروري حتى لو كانت الكتل سليمة.
أتمنى لك كل التوفيق.