السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 27 سنة، وأنا في طريق البحث عن فتاة لغرض الزواج عرض علي صديقي فتاة بينه وبينها قرابة دم، فرأيتها واستشرت أحد زملائها كان قد درس معها فلم يقل عنها إلا خيرا، ثم استخرت فلم أر في منامي شيئا، وأخبرت والدتي التي لم تتقبل هذا، وذلك بسبب فارق السن بيني وبين الفتاة؛ كونها أصغر مني بـ 9 سنوات؛ ولأنها أيضا تريد أن يكون لها شرف اختيار الزوجة لي.
حاولت إقناعها وقلت لها: لقد استشرت الناس وسمعت خيرا واستخرت الله ولم أر شيئا؛ فاستخيري لي، فاستخارت ونامت عن وضوء فرأت بعض الأشياء القبيحة.
السؤال: هل من الجائز أن تستخير لي والدتي، أم أنه يجب أن أكرر الاستخارة بنفسي، وأهم في أمري؟
جزاكم الله خيرا، والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ oussama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوجة الصالحة.
لقد أحسنت -أيها الحبيب- حين شاورت المخلوقين واستخرت الخالق -سبحانه وتعالى-، ونحن نصيحتنا لك تتلخص في أمور:
أولها: أن تحرص كل الحرص على اختيار المرأة الصالحة ذات الدين، وهذا إرشاد النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن أراد الزواج، فقد قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) ونعني بالدين: الالتزام بفرائض الله -سبحانه وتعالى-، فتؤدي المرأة ما فرض الله عليها من الواجبات، وتجتنب ما حرم الله عز وجل من المحرمات، وكلما كانت المرأة أكثر تدينا كانت سببا أكيدا في إسعاد زوجها وإصلاح أبنائها.
الأمر الثاني: أن تحرص كل الحرص على إرضاء والدتك، فإن برها والإحسان إليها من آكد الفرائض، وحقها بعد حق الله -سبحانه وتعالى-، وقد أفتى العلماء بوجوب طاعة الوالدين إذا نهيا الولد عن التزوج بامرأة معينة، ومن ثم فنصيحتنا لك أن تبدأ أولا: بإقناع والدتك إذا أردت الزواج بهذه المرأة قبل أن يتعلق قلبك بهذه الفتاة، فحاول إقناع والدتك إن كنت قد رغبت في الزواج بهذه المرأة، وسلط على والدتك كل من له تأثير عليها، فإن لم ترضى فإنه ينبغي لك أن تصرف نظرك عن هذه الفتاة وتبحث عن أخرى ترتضيها أنت وترتضيها أمك، وفي ذلك إسعاد لك -بإذن الله سبحانه وتعالى-.
أما عن خصوص سؤالك، وهو: هل من الجائز أن تستخير لك والدتك؟ فالجواب: نعم يجوز أن يستخير الشخص لشخص آخر على الكيفية المشروعة في الاستخارة، فإن الاستخارة دعاء، فيجوز للإنسان أن يدعو لغيره، وإن كان ينبغي لك أن تكرر الاستخارة، ولا تنتظر رؤية شيء في المنام، فليس من علامات اختيار الله -سبحانه وتعالى- لأحد الأمرين أن ترى شيئا في المنام يدل عليه، فإذا استخرت الله سبحانه وتعالى فانصرف إلى ما تيسر لك واعمله، فذلك هو الذي اختاره الله عز وجل لك، ولكننا نؤكد ثانية أنه ينبغي لك أن تقنع والدتك بالموافقة على الزواج من هذه الفتاة، وإلا فاصرف نظرك عنها، وكن على ثقة من أنك إن تركت شيئا إرضاء لله سبحانه وتعالى ثم لوالدتك فإن الله عز وجل سيعوضك خيرا مما تركت.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن ييسر لك أمورك.