السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمي -الله يطول عمرها- نشك أن عندها زهايمر من خلال تكرار أسئلتها، وأحيانا تتخيل بنتا -لا أعلم من هي- وتبحث عنها، وأحيانا تنسى أننا في المدينة، وتذكر أيامها الأولى حينما كانت في البر، وتنسى أنها أدت فريضة الصلاة، ولا أعلم هل هي شيخوخة أم زهايمر؟! مع العلم أن عمر والدتي يقارب سبعين عاما.
ولدي استفسار آخر: أمي حصل لها منذ شهر جلطة في القلب، وخرجت من المستشفى طيبة -والحمد الله- ولكن بعدها بأيام تغير حالها، وأصابها ترجيع مستمر، وأحيانا إسهال، وفقدان شهية، وذهبنا بها إلى المستشفى وقالوا إنها نزلة معوية، ولكن لم يتغير حالها مع الأدوية، وذهبنا بها إلى مستشفى آخر وبعد السونار اتضح أن لديها حصوة في المرارة حجمها 1.2 سم، وقالوا لنا إن صحتها لا تتحمل العملية، وأنه من خلال الأدوية ستزول -إن شاء الله- ولكن الترجيع مستمر، فما الحل؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nora حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعلة الزهايمر هي أحد مسببات الخرف، والشيخوخة أيضا تأتي في هذا النطاق، هناك شيخوخة متقدمة تضعف فيها ذاكرة الإنسان، لكن قد لا توجد التغيرات الأخرى التي نشاهدها مع الزهايمر، والخرف أو الزهايمر ليس فقط في اضطراب في الذاكرة، إنما اضطراب في التصرفات، اضطراب في وجود الكلمات، اضطراب في النوم، اضطراب في المسلك، تهيؤات، هذا كله يحدث.
وقطعا توجد أسباب أخرى لضعف الذاكرة، منها ما يعرف باضطراب الذاكرة الوعائي، وهذا نشاهده لدى المرضى الذين تحدث عندهم جلطات، هذه الجلطات في القلب أو في الدماغ، في بعض الأحيان تكون هذه الجلطات صغيرة جدا للدرجة التي لا يلاحظها أحد، ولكن من كثرة تكرارها تظهر في شكل اضطراب في الذاكرة.
والدتك الآن لديها اضطراب في تذكر الأشياء الحديثة - وهذا مهم – وفي ذات الوقت لديها هلاوس بصرية، فهي تبحث عن هذه البنت – كما ذكرت – فهذا نوع من الهلاوس، وربما يكون لديها أيضا نوع من الظنان، بما أنه قد حدثت لها جلطة في القلب سابقا فربما يكون أن هذا قد أثر على خلايا الدماغ أو ربما يكون عندها علة الزهايمر في نفس الوقت، فكثيرا ما يكون الخرف الوعائي زائدا خرف الزهايمر متواجدين في نفس الشخص.
الذي أراه هو أن تذهبوا بوالدتك إلى الطبيب – الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب – الطبيب النفسي يستطيع أن يقيم حالتها تقييما صحيحا، وهنالك بعض الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الذاكرة ويمكن أن تعالج، خاصة نقص فيتامين (ب12) أو ضعف إفراز الغدة الدرقية، هذا كله يمكن أن يعالج.
فالذي أراه هو أن تعجلوا وتذهبوا بالوالدة إلى الطبيب، وقطعا هي في حاجة لإجراء صورة مقطعية للدماغ للتأكد من إن كان هناك ضمور في خلايا المخ أم لا.
بالنسبة لموضوع حصوة المرارة: هذه إن شاء الله حجمها صغير، وكما ذكر الطبيب أنها يمكن أن تزول أو على الأقل تختفي الأعراض المتعلقة بها، والعملية بالرغم من أنها بسيطة، لكن تقدير الطبيب هو المهم في إن كانت سوف تتحمل هذه العملية أم لا.
أعراض التطريش وفقدان الذاكرة مرتبطة طبعا مع بعضها البعض، أما الحالة الحادة التي حدثت لها فهي قطعا مرتبطة بالتهاب حصوة المرارة، والذي يظهر لي أن الأمور الآن -الحمد لله- بدأت في التحسن من خلال العلاج.
أود أن أكرر مرة أخرى: أرجو أن تذهبوا بوالدتك إلى الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب لتقييم أمر ذاكرتها، علما بأن التدخل المبكر دائما يفيد في مثل هذه الحالات، بمعنى أن هنالك بعض الأدوية التي يمكن أن تعطى، وقد تحسن الذاكرة، أو على الأقل ربما تمنع تدهورها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.