السؤال
السلام عليكم..
عندي مشاكل في الحوار مع الناس، وهي عدم الانتباه وعدم الإجابة بسرعة، وصعوبة الفهم، وعدم الانتباه بحيث يناديني شخص ما باسمي، ولا أرد عليه بسرعة، حيث إنني أستغرق ثوان قليلة، أو أجزاء منها حتى أرد عليه، مع أني لا أكون منشغلا بشيء مهم، أو شيء يحتاج إلى التركيز فيه، وهذا يحدث عندي غالبا.
مشكلتي الثانية: هي التأخر في الجواب عندما يسألني شخص ما عن أي موضوع، حتى لو سألني عن شيء حدث منذ دقائق قليلة، فأنا أحتاج إلى ثوان كي أتذكر، أو أفكر على سبيل المثال: أين ذهب أبوك اليوم؟ أين أخوك؟ ماذا فعلت قبل قليل؟...........الخ، وأسئلة أخرى مثل: لماذا لم تسأل؟ لماذا لم تذهب؟ لماذا لا تعرف؟.....الخ، كل الناس لاحظوا أني بطيء في الجواب على أسئلتهم، فأنا أستغرق وقتا في التفكير، أو التذكر كي أجاوب على أسئلتهم، وهذا يحصل عندي دائما.
المشكلة الثالثة: هي صعوبة الفهم فعندما أتحاور مع أي شخص يعيد لي المعلومة أكثر من مرة حتى أفهم الشيء المطلوب مني فهمه؛ لأني لا أفهم من أول مرة، وهذا يحدث عندي في بعض الأحيان.
أنا الآن متضايق جدا من أبي وأمي وأخي الأكبر، فهم يلقبونني بالغبي، وخاصة أخي الأكبر، التفكير في هذا اللقب أصابني بقولون عصبي، وتدني مستواي الدراسي، وكرهي لأبي وأمي، وأخي الأكبر خاصة، وتفكيري في الانتقام منه.
الغريب في الموضوع هو أني طالب ذكي داخل القاعة الدراسية، أحس بقدرتي على الفهم، وقوة حفظي، وملاحظتي وحبي للدراسة، وغالبا أتحاور مع المعلم، وزملائي بكل سهولة في مواضيع المحاضرة، لكن خارج القاعة الدراسية أكون شخصا آخر.
كيف أحل هذه المشكلات، وخاصة التي تكثر عندي، وهي الأولى والثانية، وشكـرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا، ومع الأسف فإن ظروف الأسرة القريبة قد تكون عقبة أمام الشاب، حيث يجد نفسه نشطا ومرتاحا خارج البيت، وكما يحصل معك، إلا أنك في البيت، ونتيجة الجو السلبي، تجد نفسك عكس ما أنت عليه خارج البيت.
طبعا في كثير من الأحيان قد لا تعي الأسرة مدى تأثير كلامهم وسلوكهم على هذا الشاب، وأنهم ربما بتصرفاتهم يدمرون حياة هذا الشاب، ومن المهم أن نتذكر بأنهم قد يسيئون ولا يدركون إساءتهم! ولكن هذا لا يكون مبررا لترك الأمور كما هي، فهذا جو سلبي لا يتمنى أي إنسان العيش فيه.
حاول أن تتكلم مع الأفراد الثلاثة من أسرتك، والدك وأمك وأخيك الأكبر، ولكن ليس مجتمعين، وإنما كل على حدة، وفي الأوقات والظروف المناسبة لك ولكل منهم.
أخبرهم كيف أنك تحب الأسرة، وتقدر أفراد الأسرة، وقل لكل منهم أنك تريد أن تطلب طلبا خاصا من كل منهم، وأنك تريد الواحد منهم أن يتعامل معك بطريقة مختلفة عن الماضي؛ لأن الطريقة القديمة تحزنك وتؤثر عليك، وأخبر الأخ الكبير بأنك لا تحب منه أن يلقبك بالألقاب، وأمر الله تعالى لنا:{ولا تنابزوا بالألقاب}.
وبغض النظر عن طريقة تفاعلهم واستجابتهم لكلامك معهم، فإن عليك أن تعمل على تخفيف مدى تأثرك بهذا الجو السلبي في البيت، وأحيانا ننصح في مثل هذا الجو أن تقلل من الوقت الذي تقضيه مع أفراد أسرتك وجها لوجه، وهذا من باب أخف الضررين.
وأما موضوع بطء الاستجابة والكلام مع الآخرين، فمما لا شك فيه أن هذا نتيجة طبيعية للظروف السلبية داخل الأسرة، ولكن لا حرج أن يعرف الناس أنك من الأشخاص الذين يأخذون وقتهم عند الكلام، فالناس ليسوا سواء في هذا الموضوع، فهناك من هو سريع في الاستجابة والجواب، وهناك كثيرون ممن هو بطيء ويأخذ وقته في التفكير، وقبل الكلام.
ويمكن لهذا الأمر أن يتغير من خلال الزمن، وليس بالضرورة أن يستمر على هذا الحال، ومما يعين كثيرا هو محاولتك شيئا فشيئا على تغيير هذا، وعلى محاولة الإسراع قدر الإمكان في تجاوبك مع الآخرين، ولكن وحتى إن لم يتغير هذا، فيبقى هذا أمر طبيعي، وكما هو الحال عند الكثيرين.
وفقك الله، ويسر لك الأمر.