أصبت بانتكاسة اكتئاب، فهل للتفكير السلبي دور في ذلك؟

0 240

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا متابع لهذا الموقع الجميل الذي يعم بالفائدة على الجميع، اسمي عبدالعزيز وعمري 15 عاما، أرجو أن تساعدوني جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتكم.

منذ 7 أشهر وأنا أعاني من انتكاسة الاكتئاب - عافاكم الله منها - فهي تأتي وتستمر لـ 3 أسابيع كحد أقصى، ومن ثم أستريح منها أسبوعا ثم تعود، وقد تكررت 5 مرات، وتوقفت منذ 3 أشهر.

أما الآن فأنا سائح في دولة ماليزيا الشقيقة، وأصبت بنزلة برد استمرت 6 أيام ثم شفيت منها ولله الحمد، لكني أعاني من تفكير سلبي سبب لي العديد من المشاكل، فأصبحت مكتئبا، وغير قادر على التركيز، وكثير النسيان، وأفتقد البهجة التي كانت محققة مسبقا! فتارة أشك بأنها عين أصابتني، والعياذ بالله، وتارة أشك بأنها حالة اكتئاب، جربت الشوكولاتة الغامقة لتحسين مزاجي لكن لا جدوى منها، لدي بعض الأسئلة أطرحها، وأرجو الإجابة عليها، جزاكم الله خيرا.

ما سبب هذه الانتكاسات المتكررة؟ أنا لم أذهب لأي طبيب نفسي قط، فإذا ذهبت هل يمكنني التخلص من الاكتئاب للأبد وبدون أن يعود؟ وهل هناك حل فوري لأحسن مزاجي وأبعد القلق المسيطر علي؟ هل للتفكير السلبي دور في كل ما يحصل لي؟ وكيف أتخلص منه؟

بارك الله فيكم وفي مجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير، ونتمنى أن تستمتع بإجازتك في ماليزيا الجميلة.

النقطة الأولى: أنا لا أريدك أبدا أن تعتبر نفسك مكتئبا، فالاكتئاب تشخيص دقيق وتشخيص فني جدا، ولا يعني أن الإنسان إذا تعرض لشيء من عسر المزاج أو عم الارتياح يعتقد أنه قد أصيب بمرض الاكتئاب، وفي مثل عمرك نحن نحث وندفع الشباب ألا يصفوا هذه المسميات بأنفسهم، الإنسان إذا اعتقد بالشيء هذا يسبب له الكثير من الإيحاء، ويكون معيقا للإنسان.

أنا بالطبع أقدر مشاعرك، وأقدر تماما وصفك لحالتك وأثق فيه تماما، لكن كجزء من التغيير الأساسي أرجو ألا تعتبر نفسك أنك تعاني من اكتئاب، كلمة اكتئاب كبيرة عليك (يا بني) وإن أصبت بشيء من الإحباط أو من عسر المزاج أو عدم الشعور بالراحة، فإن شاء الله هذا شيء عابر، الكدر قد يكون عابرا، القلق قد يكون عابرا، وهكذا الحياة.

فمفهومك أنك تعاني من اكتئاب نفسي لا أريدك أبدا أن تركز عليه كثيرا، هذا لا يعني أننا لا نأخذ الأمور بجدية أو ننكر وجود الاكتئاب عن اليافعين والشباب، لا، الاكتئاب موجود حتى عند اليافعين والشباب، لكن إن وجد يجب أن يتم تشخيصه تشخيصا فنيا بواسطة الطبيب المختص.

سؤالك: ما سبب هذه الانتكاسات المتكررة؟ أنا أعتقد أنها انتكاسات مزاجية في المقام الأول، وبما أنك في عمر فيه الكثير من المتغيرات وعدم التأكيد من الذات، فهذا يجعلك عرضة لهذه المشاعر المتكرر، لكن ليس بالضروري أن يكون الاكتئاب حقيقيا، هي مجرد هفوات نفسية وجدانية تعكر المزاج.

سؤالك الثاني: أنت لم تذهب إلى طبيب وتود أن تسأل هل الذهاب إلى الطبيب سوف يكون مفيدا؟ قطعا الذهاب إلى الطبيب النفسي الذي ستثق فيه سيكون جدا لك، أولا: تتأكد من حالتك، يتم تشخيصها، ومن ثم تعطى التوجيه والعلاج الإرشادي والعلاج الدوائي إن كان الأمر مطلوبا.

زيارة الطبيب الثقة أعتقد أنها مهمة ومهمة جدا، وأنا متأكد أنك سوف تسمع كلاما طيبا، وأن نفسك سوف تطمئن وسوف تنشرح.

سؤالك: هل هناك حل فوري لأحسن مزاجي وأبعد القلق المسيطر علي؟ نعم، أولا: يجب ألا تعتقد أنك مكتئب، ثانيا: ثق في الله أولا ثم ثق في نفسك، ثالثا: افرض على ذاتك الأفكار الطيبة والجميلة، واطرد الفكر السلبي، واجعل لحياتك هدفا، من خلال التفكير ووضع الآليات التي سوف توصلك لهذا الهدف.

سؤالك الرابع: هل التفكير السلبي له دور؟ هذا جل الاكتئاب، بل نستطيع أن نقول إن التفكير السلبي هو أحد العوامل الجوهرية التي تؤدي إلى الاكتئاب النفسي، وكثير من الناس يعممون السلبيات على حياتهم بكل أسف، حتى وإن حدثت لهم مضايقة بسيطة في شيء ما تجد أنه يحس أن حياته كلها كرب، ويبدأ يفقد الأمل نسبة لهذا التقييم والتفكير المشوه.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون إيجابيا في تفكيرك، أن تكون إيجابيا في مشاعرك، أن تكون إيجابيا في أفعالك.

نقطة أخيرة: احرص على أن تنظر للحياة بإيجابية، والمستقبل بأمل ورجاء، وأن تجعل لحياتك معنى، ومن أعظم المعاني التي يستطيع الشاب الذي في مكانك أن يتوصل إليها وبسهولة شديدة هي تقوى الله وبر الوالدين والإصرار على اكتساب المعرفة، فالعلم والمعرفة – أيها الابن الفاضل – هي الأسلحة التي تواجه بها - إن شاء الله تعالى – كل الكرب.

بارك الله فيك، جزاك الله خيرا، نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات