السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أود شكركم على هذه الموقع الرائع الذي يعم على الجميع بالفائدة.
أنا شاب عمري 28 سنة، أعمل في مجال الهندسة المدنية في دولة الإمارات، والحمد لله وضعي المادي ميسور، أنا الآن أبحث عن فتاة تشاركني حياتي، ولكن المشكلة أنني لم أجد أثناء عودتي إلى بلدي فتاة محترمة -وأقولها للأسف- كل ما أراه هو لبس فاضح، وبنات فقط للصياعة، حتى التي تجدها ترتدي الحجاب ومسترة تجدها أخلاقيا متدنية وتخون أهلها بعلاقاتها العاطفية، ولا أدري ماذا سأفعل.
أنا -وبحمد الله- نشأت في أسرة متدينة محافظة، وكنت متفوقا بدراستي الثانوية والجامعية، وخلال حياتي كلها لم أكلم بنتا في الهاتف أو على الماسنجر؛ لأني كنت أحترم أعراض الناس، على الرغم أني لا أملك أخوات، وأنا الآن قلق إذا ما كنت سأجد فتاة متدينة وخلوقة وجميلة؛ لأن كل ما أراه عكس ذلك؛ حيث أنني لم أعد أثق بأي فتاة، حتى لو كانت محجبة وتصلي؛ لأنه في بعض الأحيان يكون ذلك أمام أهلها فقط.
أرجوك أن تساعدني؛ لأني خائف ألا أجدها، أو يكون نصيبي فتاة كان لها علاقات سابقة مع شباب وتكلمهم، أو كان لها علاقات حب أو من هذه الأمور الفارغة، علما أنني والله في حياتي كلها لم أكلم فتاة ولا أدري ما الحل!
أنا أريد زوجة تكون صفحتها بيضاء كما صفحتي، تكون تقية، بحيث أنني أكون أول رجل بحياتها، ولا أدري إن كنت سأجدها! وأنا أرى ذلك بغاية الاستحالة صدقا مع الذي أراه من الانحطاط الأخلاقي الكبير الذي طال جميع بنات الإسلام، حتى أصبحت متيقنا أنه لا يوجد فتاة عفيفة، وأنا أجد أنه من العدل أن أرزق بواحدة مثلي بدينها ليس لها علاقات سابقة.
وفي النهاية تقبل مروري، وجعله الله في ميزان حسناتك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نرحب بك، ونسأل الله أن يعيد علينا وعليك هذا الشهر الفضيل، وأن يعيننا على الصيام والقيام، ونشكر لك هذا العفاف الذي كنت عليه، ونبشرك بأن الله يعوضك خيرا، فالطيبون للطيبات والطيبات للطيبين، ولكننا ندعوك إلى أن تحسن الظن ببنات الناس، ففي الناس عفيفات وما أكثرهن، والإنسان ينبغي ألا ينظر إلى جانب واحد، ونحن نقول هذا الكلام أيضا ونحن على يقين وثقة من خلال هذا الموقع الذي تعرض فيه علينا آلاف الحالات، ومن خلال معرفتنا، ومن خلال تدريسنا للمراكز النسائية، وتعاملنا مع الفاضلات من الأخوات في هذه المراكز تعليما وتربية وتدريبا، تبين لنا أن نسبة العفاف ونسبة الطهر عالية جدا، والأمر ليس كما يتصوره الإنسان، ودائما الإنسان ينبغي أن ينظر للمجتمع بعينين، فالذي يدخل النت والفيسبوك وغيرها، لن يرى ما يسره، لكن الذي يذهب إلى المراكز والمساجد وأماكن الطاعة سيجد ما يسره وما يعينه ويجعله يتزن في نظرته للمجتمع.
لذلك نحن نريد أن تعرف الطريقة التي تخطب بها أيضا، نحن نريد أن تتوجه إلى جمعيات ومراكز حفظ القرآن والمراكز الدعوية، الدعاة المصلحون، الداعيات الفاضلات؛ ليكونوا عونا لك على اختيار الفتاة المناسبة، ومن حقك أن تتأكد، ومن حقها أن تتأكد أيضا بعد ذلك، فليس الأمر كما تظن، ونحن نشكر لك أولا هذا الحرص على طلب العفيفة، لكننا نرفض أن يقول أي إنسان في أي بلد أنه لا توجد عفيفة، هذا لا يمكن أن يقبل، بل العفيفات هن الأغلب وهن الأكثر، توجد النماذج التي ذكرت، وهي قليلة، خاصة من المحجبات، فإن بعضهن تتساهل، ولكن لا يمكن أن نصف الجميع بأنها لها علاقات ولها خبرات سيئة إلى غير ذلك من الكلام.
نحن نطالبك بداية أن تسحب هذا الكلام، وأن تقبل بصفحة بيضاء كما هي نفسك بيضاء، وأن تدرك أنك لست وحدك في هذا الميدان، فهناك عفيفات وهناك أعفاء وأطهار من الرجال، ولله الحمد، نحن نقول هذا الكلام وكلنا ثقة، ولو أردت أن نقسم عليه لفعلنا، لأننا نتأكد أن هناك نماذج مشرقة غاية في الإشراق، في طهرها وعفتها وبعدها عن الخنا والفجور، بل في جانب النساء نستطيع أن نجد من تعيش ربما حياة السلف من الصالحات في طهرها وعفتها، وبعدها عن الخنا والشرور، واشتغالها بطاعة ربنا الغفور، ونؤكد لك أيضا وجود الجانب الآخر بكل أسف الذي انجرف مع هذه التيارات الخطيرة، التي تهدد مجتمعاتنا، ولكننا نريد أن نقول: مجيء الفسق والشر ما زاد بعض الناس إلا ثباتا وإيمانا ورسوخا وبعدا عن الشر.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونتمنى ألا تستعجل في مسألة الاختيار؛ لأن هذه من المسائل المهمة والأساسية، ونؤكد لك أنك ستجد الجميلة العفيفة صاحبة الدين وصاحبة الخلق، ونتمنى أن يكون التركيز دائما ونهاية على الدين والأخلاق، لأن وجود الدين والأخلاق هو الضمان، وكل كسر فإن الدين يجبره، وما لكسر قناة الدين جبران.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.