السؤال
السلام عليكم.
ابني عمره ثلاث سنوات ونصف، وله أخت تصغره بسنة، يغار منها جدا، ويحاول تقليدها في كل شيء، وليس العكس.
نحن عائلة ملتزمة ومحافظة (الوالدان والأبناء)، ابني هذا في الفترة الأخيرة بدأت ألاحظ انتباهه الشديد للنواحي الجنسية، مثلا: يصمم على الدخول على أخته الصغيرة، وهي في الحمام، وإذا منعته يبكي ويحتد بشدة ويتعكر مزاجه، ويصمم أيضا على الاستحمام معها في حوض الحمام، ويرفض أن تبقى ملابسه الداخلية عليه، أصبح يزعج أخواته الكبار بأن يضع يده بين أرجلهن دون أن ينتبهن له مما يسبب غضبهن منه، ويقول لهن عندها: "يا عيب"، يحاول لمس أثداءهن.
وحتى يحاول الدخول على والده وهو يغتسل، أيضا تعلم كلمة بذيئة عن المقعدة فأصبح يرددها، خاصة عندما يكون عندنا ضيوف، يحاول كثيرا لمس أعضاء أخته الصغيرة التناسلية.
في البداية حاولت تجاهل تصرفاته، ولكن أصبحت تزداد بطريقة مزعجة، أخواته يضربنه عند هذه التصرفات، ولكن أنا أتحدث إليه بأن هذا حرام وعيب، ولكن دون فائدة مما أصبح يضغط أعصابي، وأخاف على أخلاقه، أعلم أن الطفل في هذه المراحل يحاول التعرف على جنسه، ولكني أشعر أن تصرفاته زادت عن الحد.
أرجوكم أفيدوني بشأن ذلك.
كيف أتصرف وكيف أوجهه بطريقة تحسن أدبه؟ ودون أن تؤثر هذه التصرفات عليه وعلى إدراكه.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صالح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة الواضح في هذا السؤال، وشكرا لك أيضا على التصرف الصحيح الذي تقومين به من حسن التعامل مع هذا الموقف الصعب.
من الطبيعي في هذه المرحلة العمرية أن يحاول الطفل، وكما ذكرت أن يتعرف على جسمه، ويقارنه بالآخرين، وخاصة الفتيات، ومعرفة ما يجعل الصبي صبيا، والبنت بنتا، إلا أنه أيضا في هذه المرحلة العمرية ينجذب كثيرا للأعمال التي تجذب له انتباه الآخرين وتفاعلهم معه، سواء كان تفاعل إيجابيا أو سلبيا، وكما يحصل معه في هذه المواقف حيث من الواضح أنه يحصل من خلال تصرفاته هذه على الكثير من "الانتباه" وتفاعل الآخرين معه، وإن كان بالضرب وغيرها، والأمر الثالث أنه يريد الآن أن يلعب هذا الدور في المنزل، وخاصة أنه يبدو من السؤال أن لديه عددا من الأخوات الأكبر منه، والأخت الصغرى، فهل هو يا ترى الصبي الوحيد في الأسرة؟ وسواء كان عنده إخوة ذكورا أو لا، فمن الواضح أنه يريد أن يلعب دور من "يلعب "مع أخواته بطريقة تزعجهن، وتجذب إليه انتباههن!
وتبقى الطريقة الأفضل في التعامل مع هذا الموقف هي العمل على صرف "بريق" هذه التصرفات من خلال التظاهر، وكأنكم لا تعطون الموضوع الأهمية الكبيرة، وأنه أمر عابر.
ومن المهم جدا في هذا الموقف أن نساعده على إدراك أن هذه التصرفات لم تعد تأتي له بانتباه أخواته أو أمه، وذلك عن طريق الاتفاق مع بناتك أنه إن حاول أن يقوم بهذا اللمس غير المقبول، أن تحاول الواحدة منهن القيام من مكانها وبكل هدوء، والذهاب لعمل آخر في مكان آخر في المنزل، ومن غير أن تقول له شيئا، وكأنه لم يحدث شيء، وفي نفس الوقت تقديم الكثير من الانتباه إليه عندما يكون في حال سلوك حسن من اللعب العادي، أو الجلوس الهادئ، ومن خلال كل هذا سيتعلم وبسرعة أن التصرفات السابقة لم تعد تأتي له بالانتباه والإثارة، فينصرف عن هذه الأعمال.
وفي نفس الوقت، فهذا العمر هو مناسب ليعلمه والده، والوالد هنا أهم من يقوم بهذا التعليم، وخاصة إن لم يكن عنده إخوة ذكور، أن يعلمه بعض السلوكيات الحميدة التي يتصف بها "الرجل" الصالح، على اعتبار أن هذا الطفل "رجل" صغير، وأن يحاول الوالد اصطحاب ولده معه إلى بعض الأنشطة الاجتماعية "الرجالية" كالمسجد وغيرها.
ومن باب استكمال جواب هذا السؤال، لا بد أن أشير إلى أنه عندما يتصرف طفل صغير ببعض التصرفات "الجنسية" والتلفظ ببعض العبارات، فمن الأهمية أن نفكر ونتأكد من أن هذا الطفل لا يتعرض هو نفسه للتحرش الجنسي من شخص ما سواء في الأسرة أو خارجها، ففي بعض الأحيان يتصرف الطفل ببعض الحركات "الجنسية"؛ لأن هناك من يعلمه هذا أو يمارس معه بعض هذه الحركات، طبعا ليس بالضرورة أن يوجد هذا في حال طفلك، إلا أنه أمر لا بد أن نذكره وأن نفكر فيه، من باب "ليطمئن قلبي".
واطمئني فإنه من خلال حسن التصرف مع هذه السلوكيات، فسينمو الطفل ومن دون أن تترك عنده عواقب سيئة، وما يفعله ليس مؤشرا على انحرافه، أو سوء أخلاقه، فالطفل في هذه المرحلة العمرية لا يدرك ما ندركه نحن من الأبعاد الخلقية لمثل هذه التصرفات، وبالنسبة إليه هو مجرد "لعب" بريء، وقد يستغرب لماذا كل هذا الضجيج من هذه الحركات والألعاب!
حفظ الله طفلك، وأقر عيونكم به، وبأخواته.