السؤال
الرجل يتزوج المرأة فتقوم برعايته وخدمته، والسهر على أولاده ووالديه، وإذا استلمت مرتبا إذا بالزوج يأخذه، فماذا يقدم الرجل لها بالمقابل؟
الرجل يتزوج المرأة فتقوم برعايته وخدمته، والسهر على أولاده ووالديه، وإذا استلمت مرتبا إذا بالزوج يأخذه، فماذا يقدم الرجل لها بالمقابل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال، ونسأل الله أن يعيد علينا وعليك الصيام أعواما عديدة وسنوات مديدة في طاعته، وأن يجعلنا جميعا ممن طال عمره وحسن عمله.
حقيقة إذا قامت المرأة بالواجب كما ذكرت، وخدمت الرجل وسهرت عليه، وخدمت والديه وراعت أولاده، ثم هو يأخذ راتبها بعد ذلك، فإنا نستغرب من هذا الرجل، ونريد أن نقول: حتى ولو لم تفعل هذا ليس للرجل أن يأخذ راتب زوجته إلا بطيب نفس منها، إلا عن طيب نفس ورضا، بل الرجل هو الذي ينبغي أن يقوم بالإنفاق على الزوجة وأولاده، والله تبارك وتعالى هو القائل: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض} هناك مؤهلات فطرية، ثم قال: {وبما أنفقوا من أموالهم}.
فالإنفاق على الرجل وليس على المرأة، بل هو من مكملات هذه القوامة، ونحن في هذه المناسبة نريد أن نقول لأي رجل عنده استطاعة: لا تمد يدك إلى أموال زوجتك، إلا على سبيل الاستدانة، أو إلا إذا تفضلت به تكرما وقدمته من نفسها، فالشريعة لا تجبر حتى المرأة الغنية، لا تجبرها على الإنفاق على نفسها؛ لأن الإنفاق هو شغل الرجل وديدن الرجل، إذا كانت غنية فإنها يمكن أن تتصدق وتعطي زكاتها حتى لزوجها، أما أن يجبرها الشرع بأن تنفق فهذا لا يكون، هذا غير موجود في هذا الشرع.
كذلك الشرع لا يؤيد مسألة أخذ مالها دون رضاها، ولا يصح أن يأخذ درهما واحدا من راتبها إلا إذا كانت راضية، إلا إذا كان بطيب نفس منها، خاصة في مثل هذه الحالة المذكورة التي قامت بواجبها وزيادة؛ لأنها راعت أولاده، وسهرت عليه، ولم تكتف بذلك بل قامت برعاية والديه والإحسان إليهم، مثل هذه الزوجة ينبغي أن تكرم، عليه أن يعطيها هو هدايا، يعطيها هو من العطايا، لا أن يأخذ أموالها.
نحن نكرر هذا: إلا إذا كان برضا منها وطيب نفس منها، وحسنات تريد أجرها عند الله تبارك وتعالى، هذا أمر آخر، لكن الشرع لا يبيح للرجل أن يأخذ درهما واحدا من أموال زوجته إلا عن طيب نفس منها وعن رضا، وإلا إذا قدمته له على سبيل العطاء والإهداء، بل نحن ننصح أي رجل تبالغ الزوجة في تقديم الأموال له إذا وسع الله عليه أن يجتهد في رد تلك الأموال مع الشكر لزوجته على ما قامت به من بذل وإنفاق.
ونؤكد أن الحياة شراكة، لا مانع من أن تساعد زوجها، لكن ينبغي أن يوقن الجميع أن هذا ليس واجبا عليها، وإنما هو من باب حسن المعاشرة كما أشرنا لذلك آنفا.
فإذن ينبغي أن تتضح هذه الصورة حتى لا يظلم هذا الدين بهذا العدوان على أموال الزوجات، والتسلط على أموال ورواتب الزوجة، فإن هذا لا يجوز إلا بطيب نفس منها، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.