لا أستطيع الزواج منها ولا أستطيع تركها، فماذا أفعل؟

0 442

السؤال

أنا شاب في 15 من العمر، أحببت بنت عمي، وكلمتها وهي أيضا أحبتني، وكانت النية صافية أن نتزوج، ونكمل حياتنا مع بعض، لكن أهلي عرفوا أني أكلمها، وصارت مشاكل كثيرة، وأكثر من مرة أتشاجر مع أمي وأبي، وأرفع صوتي، وتنتهي المشاجرة بطردي من البيت، لي تقريبا سنة على هذا الحال، والآن لا أعرف ماذا أعمل، هل أكلمها؟

المشكلة أنني لا أقدر على تركها، ولا أقدر أن أصبر؛ لأني بقي لي 7 أو 8 سنين على ما أحصل وظيفة.

والله يشهد إني نادم، وأبكي طوال الليل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

لا شك أن بنت العم في المنزلة الرفيعة، وأنت أولى الناس بها، وأحق الناس بها، لكن البداية كانت خاطئة، لكن الأسلوب الذي بدأت به هو الذي دفع الوالدين للغضب، كما أنك بدأت هذا المشروع مبكرا، ولم تطلع الأسرة، وهذا ما ينبغي أن ينتبه له الشباب، إذا أراد الإنسان بداية مثل هذا المشروع فعليه أن يطرح الفكرة -مجرد فكرة، أول خطوة- على والديه، وفي مثل هذه الأحوال معروف أن العم أو الأب أو الأم يستطيع أن يرمي إشارات، يقول: (ابنتكم فلانة نحن نريدها لابننا فلان، -إن شاء الله- مستقبلا) مثل هذا الكلام يضمن بقاء هذه الفتاة لك، ويرفع عنك وعنها الحرج.

أما التواصل معها فإن ذلك لا يجوز أولا من الناحية الشرعية لكونها أجنبية، والأجنبية في الشرع هي كل من يستطيع الرجل أن يتزوج بها، مثل بنات العم وبنات الخال، أو أي بنت من بنات الناس تعتبر أجنبية عنك، ليس كما يفهم الناس أن الأجنبي هو الذي من بلد آخر أو من بلد غير مسلم -إلى آخره-.

لذلك أنت وقعت في هذا الخطأ، ولإصلاح هذا الخطأ هو أن تسكت عن هذا الموضوع، ولا تطرق هذا الموضوع، وتجتهد في إكمال دراستك وفي إعداد نفسك، وفي الوقت المناسب نحن على ثقة أن الأسرة ستوافق، كما أن أسرة الفتاة ستوافق؛ لأنك إذا طلبت الفتاة وأنت لا زلت في الدراسة، وفي هذه السن -وهي كذلك صغيرة- فقد يصعب على أسرتك، ويصعب على أسرة الفتاة الاستجابة السريعة، كما أن هذا الطلب ينبغي أن يكون بلسان والديك وعن طريقهم، بعد مشاورتهم وإشراكهم في هذا القرار، مثل هذه القرارات الكبيرة نحن نحتاج فيها إلى أن نشرك الآباء والأمهات، وأن نحسن التخطيط لها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

ونحن طبعا لا نؤيد فكرة الصراخ ورفع الصوت على الوالدين؛ فإنه من العقوق المنهي عنه (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)، ولأن هذا أيضا يعمق عندهم الرفض، ويؤكد لهم أنك لا زلت لست ناضجا، وهذا مفهوم بكل أسف نحن نريد أن يمحى من أذهانهم، فإنهم ينظرون إليك على أنك صغير، وهذه التصرفات تؤكد لهم أنك لم تعد بعد مؤهلا لتحمل مسؤولية أسرة، فأثبت لأهلك أنك مكانا للثقة، كن هادئا، اسكت عن هذا الموضوع لفترة طويلة، إذا أردت أن تتكلم فلتكن الخالة هي التي تتكلم، أو العمة التي تتكلم، أو أحد الدعاة هو الذي يتدخل، يعني بمنتهى الهدوء، يتكلمون بلسانك.

وندعوك إلى أن تعتذر إلى والديك عن رفع الصوت، وتجتهد في برهما والإحسان إليهما، والقرب منهما، والسماع لكلامهما، فهما أعلم بمصلحتك، وأعلم بمصلحة هذه الفتاة التي يهمك عرضها ويهمك مستقبلها، وهي أيضا من أقرب الناس إليك، فلذلك ينبغي أن تكون في طاعة والديك، ولا يعني هذا أننا نرفض أنك تتزوج، لكن لا بد أن تهيأ ما تستطيع من أسباب وأموال وتخطيط وحسن إخراج للموضوع، هذه كلها مسائل من الأهمية بمكان، وهذا هو السبب المباشر في رفضهم وعنادهم، أنك فاجأتهم، أنك أخذت الموضوع بهذه الطريقة التي تنم عن عدم ترتيب وتقدير للمسألة قبل الكلام فيها.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكم به، ونكرر شكرنا لك على هذا التواصل مع الموقع، ونتمنى قبل الإقدام على أي خطوة جديدة أن تتواصل معنا، والآن المطلوب منك أن تنسى هذا الموضوع ولو لفترة، لا تفتحه أمام أسرتك، ولا تتواصل مع تلك الفتاة لكونها أجنبية بالنسبة لك، واشتغل بدراستك، واعلم أن المستقبل سيتيح لك فرصا كبيرة، وأثبت لأهلك أنك ناضج وأنك عاقل وأنك مكانا للثقة، وأنك على قدر المسؤولية، واجتهد في توفير ما تستطيع من أموال من أجل أن يكون عونا لك على أمر الزواج، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات