أخاف من الجلوس في المسجد والذهاب لصالونات الحلاقة.. ساعدوني

0 339

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية نشكركم على هذا الموقع الرائع، ونسأل الله أن يجعله في صحيفة أعمالكم.

أنا شاب سوري مغترب في قطر منذ سنة تقريبا، عمري 24 سنة، تخرجت في قسم اللغة العربية, مشكلتي بدأت عندما رسبت في السنة الأولى من الجامعة، وأصبح عندي حالة فراغ كبيرة، وكان هذا أول فشل في حياتي، ووصلت لدرجة كبيرة من القلق لدرجة أني لا أستطيع النوم ليلا، وأصبحت لسنوات عديدة مدمنا لمواقع الدردشة على الجوال مما جعلني أميل إلى الإنطوائية، وصرت أفكر كثيرا في الزواج الذي لا أملك شيئا من مقوماته، وحاليا صار عندي مشكلة في عملي، فأنا منعزل عن زملائي، وأخاف أن أختلط مع الناس في عملي، وأخطئ أمامهم فيسخرون مني، ولذلك لا أختلط بأحد، وهذا الشيء يعذبني ويؤلمني، ويسبب لي نوعا من الاكتئاب.

علما أن لدي فرصة للتدريس، ولكن لدي خوف من الدخول إلى الفصل بسبب عدم خبرتي الكافية في مجال التدريس، وأصبح ضميري يؤنبني وأشعر بشيء من النقص؛ لأنني لا أعمل في مجال تخصصي.

وعندي خوف من الجلوس في المسجد، وهذا يدمرني، بالإضافة إلى ذلك لدي خوف من الذهاب إلى صالونات الحلاقة.

أرجوكم أفيدوني، ماذا اصنع للتغلب على هذه المشاعر؟ ما الحل للقضاء على هذا الخوف الزائد؟ وما الطريق إلى القضاء على الفراغ القاتل والانخراط مع الناس فأنا قليل الكلام؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ naser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: الذي يظهر لي أن الأفكار السلبية تسيطر عليك، والأفكار السلبية دفعت مشاعرك لتكون سلبية، ومن ثم أصبحت تقلل من قيمتك ومن إنجازاتك، ولا ترى أن ما تقوم به مجديا.

هذا الثالوث – ثالوث الفكر السلبي والمستحوذ والمشاعر السلبية والشعور بالدونية والقصور – هو الذي يؤدي إلى الاكتئاب النفسي.

أنا لا أرى أنك تعاني من اكتئاب نفسي عميق، لديك شيء من عدم القدرة على التواؤم والتكيف، وهذا قد يكون أعطانا تصورا عن حالتك بأنها صورة اكتئابية نعتبرها في الدرجة البسيطة إلى الوسطى.

العلاج أيها الفاضل الكريم: أولا يجب أن تعيد النظر في تقييم نفسك، لا تقبل هذه المشاعر السلبية تلقائيا، هي تتساقط عليك وتحاول أن تقنعك أنها صحيحة، لكنها ليست صحيحة، أنت شاب، لديك طاقات نفسية وجسدية، أنت في هذه الأمة المحمدية العظيمة، أنت أمامك فرصة أن تعمل، أمامك فرصة أن تدرس، أمامك فرصة أن تساعد الآخرين... هذه الطاقات العظيمة لا بد أن تستشعرها، وأنت ذكرت أنك لا تملك مقومات الزواج، من الذي قال هذا؟! يجب ألا تضع هذا الحاجز أمامك، نعم أتفق معك هنالك بعض الأشياء التي لا بد أن تتوفر، لكن اسع واسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، وهذا سوف يحدث بإذن الله تعالى.

لديك درجة من المخاوف الاجتماعية البسيطة، وهي جزء من عملية الإحباط التي تعاني منها، لذا تأتيك هذه المشاعر بأنك لا تستطيع أن تجلس في المسجد أو تتواصل مع الآخرين، وبالرغم من أن التدريس هي مهنة عظيمة ومهنة تحمل كل سمات الشرف – وإن كان البعض لا يقدرها الآن –أنت لم تحس بقيمتها الإحساس الحقيقي؛ لأن الإحباط وشعورك بتقلص مقدراتك هو الذي دفعك نحو ذلك، على العكس تماما أنا أقول لك: التعليم مهنة عظيمة، مهنة راقية، مهنة محترمة، فأقدم على هذه الوظيفة بكل حماس، بكل دافعية وإيجابية، وطور نفسك من خلال هذه الوظيفة.

مخالطة الناس مهمة، والتواصل مهم، وهنالك طرق ممتازة جدا للتواصل الاجتماعي، مثلا:

• أن تزور بعض أصدقائك، وأن تقرر أن تزورهم مرتين أو ثلاثة في الأسبوع (مثلا).
• إذا سمعت عن مريض اذهب وزره في المستشفى، لك أجر عظيم، ويكون هنالك تفاعل اجتماعي عظيم أيضا.
• أن تمارس الرياضة الجماعية مع بعض أصدقائك، أن تمشي على الكورنيش، أن تمارس كرة القدم، أو أي رياضة أخرى.
• حرصك على صلاة الجماعة سيكون له أثر إيجابي عظيم عليك من حيث الراحة النفسية، زوال القلق الاجتماعي، والقدرة على التفاعل مع الآخرين بصورة إيجابية.

أنا أرى أيضا أنك في حاجة لعلاج دوائي، هنالك أدوية ممتازة جدا لعلاج هذا النوع من الاكتئاب النفسي البسيط المصحوب بالمخاوف، من الأدوية الطيبة عقار (زيروكسات)، عقار (زولفت)، وهنالك أدوية أخرى كثيرة.

وبما أنك متواجد في دولة قطر – والحمد لله هذه البلاد الطيبة تقدم خدمات راقية جدا في القطاعات الصحية – فيمكنك أن تتقدم لقسم الطب النفسي، وأنا إن شاء الله موجود في هذا القسم، فقط احضر ورقة تحويل معك من أحد المراكز الصحية، وإن شاء الله تعالى سوف أقوم أنا أو أحد زملائي بالواجب حيالك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات