السؤال
السلام عليكم
دكتور! منذ فترة وأنا أحس باكتئاب، وأكره التجمعات مثل: العزايم –دعوة الطعام- حتى اجتماعات الأقارب، ولو قابلت شخصا حتى ولو كان قريبا لي وأنا لم أره منذ فترة طويلة أصاب بتعرق ورجفة وخشونة في الصوت، وأرتبك عندما أدخل وأسلم على الناس.
ممكن تصف لي الحل، حتى لو كان دواء؟ علما أني في بعض الأيام عند مقابلة الناس أستخدم أندرال 10.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ k m a حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي يظهر لي أن لديك درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي، وما ذكرته من اكتئاب نفسي أعتقد أنه ليس اكتئابا أساسيا، إنما هو اكتئابا ثانويا تحس به نتيجة لاهتزاز ثقتك بنفسك في المواقف الاجتماعية.
العلاجات الدوائية متوفرة وممتازة جدا، الإندرال دواء يساعد في تخفيف الأعراض الجسدية المصاحبة لقلق المخاوف، وبعض الناس يستعمله عند الحاجة، لكن أعتقد أن الطريق الأمثل والأفضل والتي نعتبرها أكثر علمية هي: أن يتناول الإنسان دواء مشهودا له ومعروفا عنه أنه يعالج قلق المخاوف الاجتماعي وكذلك يحسن المزاج، ومن أفضل هذه الأدوية عقار (زولفت) والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) هذا الدواء لا يسبب الإدمان أو التعود، وحتى يتحصل الإنسان على فائدته القصوى يجب أن يلتزم بالجرعة كما توصف وكذلك يلتزم بالمدة العلاجية.
أيها الفاضل الكريم: أنت لم تذكر عمرك، إذا كان عمرك أقل من عشرين عاما فلا تتناول دواء أبدا إلا بعد أن تذهب وتقابل الطبيب مباشرة، أما إذا كان عمرك أكثر من عشرين عاما فأعتقد أنك يمكن أن تتحصل على اللسترال وتبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة يوما، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
قطعا هذه الجرعة جرعة صغيرة، وأعتقد أن حاجتك لا تحتاج لأكثر من ذلك، أما الإندرال فأفضل أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا وأخرى مثلها ليلا لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله، ولا مانع من استعماله عند اللزوم.
أود أن أضيف: أنه من الضروري جدا أن تكون لك برامج اجتماعية ملزمة، البرامج الاجتماعية الملزمة تشمل: الصلاة مع الجماعة في المسجد، زيارة الأرحام، زيارة المرضى، مشاركة الناس في مناسباتهم... هذه الأربع نعتبرها وسائل علاجية اجتماعية متقدمة جدا، والإنسان إذا أثبت قدرته وجدارته وكفاءته في هذه الأربع يستطيع بعد ذلك أن يواجه كل المواقف الاجتماعية التي تتطلب المواجهة.
أيها الفاضل الكريم: أريد أن أذكرك بشيء مهم جدا وهو: أن ما تحس به من تعرق أو رجفة أو خشونة في الصوت هو ناتج من تغيرات فسيولوجية تحدث من الإفراز الكيميائي الذي يصحب الاستعداد والتحفز من جانب الجسم لمواجهة الموقف الذي يتطلب المواجهة.
إذن هي ظاهرة فسيولوجية، ومن المهم أيضا أن تدرك -أيها الفاضل الكريم– أن أعراض الخشونة في الصوت أو الرجفة هي أعراض خاصة بك، لا أحد يطلع عليها، ودائما هناك مبالغة من جانب الإنسان حول درجة استشعاره لهذه الأعراض، يعني: أنها لا تكون أبدا بنفس الشدة والقوة التي تلاحظها.
هنالك أيضا مفهوم ضروري جدا وهو: دائما يجب أن نبني علاقتنا مع الناس على التقدير والاحترام وليس أكثر من ذلك، ليس هناك أحد أفضل من أحد إلا بالتقوى، دائما أبني هذا المفهوم، وهذا -إن شاء الله تعالى– يساعدك كثيرا في تخطي عقبة الخوف الاجتماعي.
الرياضة يجب أن تمارسها؛ خاصة الرياضة ذات الطابع الاجتماعي مثل: كرة القدم، كرة السلة، الطاولة ... وخلافه، هذه كلها -إن شاء الله تعالى– تدربك اجتماعيا وتطور مهاراتك كثيرا فيما يخص علاج المخاوف.
تمارين الاسترخاء أيضا لها أهمية، وهي ذات جدوى كبيرة جدا؛ لأن الخوف أيا كان نوعه المكون الأساسي له هو القلق، والقلق يعالج بصورة ممتازة عن طريق الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتحاول أن تطلع عليها بدقة وتطبق الإرشادات الموجودة بها، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وتقبل الله طاعاتكم.