السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة عمري 16 سنة، أعاني من توتر، وقلق، وعصبية، واكتئاب قبل دورتي الشهرية بأسبوع تقريبا، وفي هذه الفترة أشعر بأنني لا شيء، فأنا لم أنجز شيئا يذكر في حياتي، وعندما أتذكر أحلامي ومستقبلي الذي أخطط له، ودراستي الجامعية، أشعر بأنني لن أستطيع تحقيق أيا منها، وأنها مجرد أحلام.
باختصار: أشعر باليأس والحزن، وأبكي كثيرا لدرجة أنني اليوم أصبحت أصرخ وأقول لبنات خالتي: بأنني أكرههن؛ لأنهن كن منشغلات عني بسبب حساسيتي التي فاقت التحمل، وهذه الحالة لا تصيبني إلا قبل الدورة الشهرية، وربما تصيبني بقية الأيام، ولكنني لم ألاحظ ذلك إلا قبل الدورة، فما هو الحل؟ وهل هذا مرض نفسي أو ما شابه؟ أم أنني أبالغ؟ أم أن هذه حالة طبيعية في مثل سني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lemona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
التقلبات المزاجية شيء عادي عند الإنسان، وكما يقال أن " السمك يسبح، والطائر يطير، والإنسان يشعر" فالواحد منا يعيش في جو مفعم بالمشاعر والعواطف والأحاسيس، وخاصة عند الشباب والشابات أمثالك وفي هذا السن اليانع، حيث تدور في حياتك أمور كثيرة، وكونك طالبة؛ فلاشك أن هناك أمورا كثيرة عليك أن تختاري بينها، فأعان الله هؤلاء الشباب والشابات على حسن التكيف مع تحديات وصعوبات الحياة.
وطالما أن الأعراض التي تعانين منها، والتي وصفتها بشكل جيد في رسالتك، فهي حالة معروفة، ونسميها "PRE-MENSTRUA TENTION, PMT" أو توتر حول الدورة الشهرية، حيث تصاب الفتاة ببعض التوتر، وبما يرافقه من أعراض نفسية وعاطفية، أو أعراض جسدية، قد تشمل: الصداع، وبعض آلام البطن والحوض، وغيرها من الأعراض، وربما تلعب التبدلات الهرمونية سواء المتعلق بالدورة الشهرية، أو غيرها دورا كبيرا في هذا.
وهذه الحالة منتشرة وبشكل واسع عند الفتيات والنساء في سن الإنجاب، حيث يقارب من 90 % منهن تظهرعليهن بعض الأعراض النفسية أو الجسدية، والتي تسير لاقتراب فترة الدورة الشهرية، وربما تعاني ثلث هؤلاء من بعض الأعراض المزعجة، إلا أن اللواتي يعانين من هذا الاضطراب؛ قد يصلن إلى 5 - 10 % من مجموع الفتيات والنساء.
والخبر السعيد أن كثيرا من هذه التقلبات المزاجية والعاطفية والبدنية تتحسن وتخف مع الوقت، إما بسبب استقرار الهرمونات، أو بسبب التكيف والتأقلم النفسي الاجتماعي، واعتيادك على مقابلة الناس، والخوض في أمور الحياة.
وصحيح أن معظم العلاجات هي علاجات قصيرة الأمد، إلا أنه وجد أن تغيير الحمية الغذائية، وتعديل نمط الحياة من خلال الأنشطة والفعاليات والرياضة؛ يمكن أن يعين كثيرا في تخفيف الأعراض.
ويمكن أن نقسم االعلاجات إلى نوعين: العلاجات الهرمونية، وغير الهرمونية.
فالعلاج الهرموني: يقوم على وصف الهرمون النسائي، وخاصة مع اليوم الأول للدورة، وهناك علاجات هرمونية أخرى تشرف عليها الطبيبة النسائية.
وأما العلاجات غير الهرمونية: فهي عديدة، ومنها: المدرات البولية والتي تخفف الاحتقان، وفيتامين 6، وبعض مضادات الاكتئاب، وكذلك الأسبرين، وبعض الأدوية الأخرى التي تخفف آلام احتقان الثديين.
ونحن ننصح عادة بأن تشرف على هذه العلاجات الطبيبة المتخصصة بالأمراض النسائية.
ومما يعين كذلك: تعزيز الثقة بالنفس، وذلك عن طريق تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهذا في منتهى الأهمية. هل أنت جيدة مثلا في مهارة أو مادة ما؟ وهل تحبين مثلا تعلم اللغات؟ وهل تتحلين بالروح المرحة؟ أو هل تتقنين هواية فنية من الهوايات؟
عززي عندك مثل هذه الأمور الإيجابية، وهذه طريقة غير مباشرة للتخفيف من التوتر والتقلبات المزاجية بشكل عام.
وفقك الله وكتب لك التوفيق والنجاح.