وساوس تقلل من حبي للنبي صلى الله وعليه وسلم.. فماذا أفعل؟

0 332

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أحب سيد الخلق حبا شديدا جدا، وأحاول تطبيق سنته، ولكن جاءني وسواس وشكوك في سيد الخلق سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم)، وشعرت شعورا غريبا أن حبي له قد قل، وأحس أنني في صراع نفسي رهيب، وأنا بداخلي أرفض ذلك، ولكن أشعر بأنه يوجد مقاومة تقاوم حب النبي لدرجة أنه كان عند مجرد ذكر اسمه أمامي كنت أبكي تشوقا لرؤيته، ولكن بعد هذه الوسواس والشكوك أشعر بأن حبي له يقل، وأنه عندما يذكر اسم الرسول أشعر بأنه ليس مثل قبل، وأنا رافض لذلك الشعور تماما.

فما هذا الشعور؟ وكيف أتغلب عليه؟ وكيف يصل حبي للنبي ( صلى الله عليه وسلم)، وهل الصلاة والسلام عليه تكفي؟ مع أني والله أدعو الله دوما اللهم زدني حبا وذكرا في رسول الله ( صلى الله عليه وسلم).

سؤال آخر: هل كتاب الرحيق المختوم لصفى الدين المباركفوري من الكتب الجيدة في السيرة النبوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك كل سوء ومكروه.

ما تعانيه أيها الحبيب من وساوس وشكوك علاجها الأمثل والأنفع هو الإعراض عنها بالكلية، وعدم التجاوب معها والانجرار وراءها والعمل بمقتضاها، مع الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى منها، ونحن على ثقة تامة من أنك إذا سلكت هذا الطريق فإنك ستشفى بإذن الله تعالى.

وهذا الدواء هو الدواء النبوي للوساوس، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (فليستعذ بالله ولينته) فهذا الدواء مركب من أمرين إذا تناولته على هذه الطريقة شفاك الله:

الأمر الأول: الاستعاذة بالله – أي طلب الحماية منه واللجوء إليه سبحانه –ولن يخيبك إذا لجأت إليه بصدق واضطرار أن ينجيك من شر الوساوس، فكلما عرض لك عارض الوسواس استعذ بالله.

والأمر الثاني: الإعراض عنه والالتهاء بغيره عنه، وهو ما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (ولينته) فاشغل نفسك بغيره إذا عرض لك، وأعرض عنه إعراضا كليا، وسيزول عنك مع مرور الأيام بإذن الله.

أما الوساوس والشكوك حول سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فهي جزء من تلك الوساوس، إذا داويتها بالطريقة السابقة ستزول عنك، ونحن لا نشك من خلال ما ذكرت من أنك تحب رسولك صلى الله عليه وسلم، ولكن الشيطان يحاول أن يدخل الحزن إلى قلبك ويثقل عليك الطاعة وينفرك منها، وهو قاعد لك على كل طريق من طرق الخير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قعد لابن آدم على أطرقه كلها).

فلا تلتفت إليه، ولا تعر هذه الوساوس اهتماما، وخذ بالأسباب التي تقوي في قلبك محبة نبيك صلى الله عليه وسلم، وأهم هذه الأسباب: الإكثار من الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – فاشغل لسانك بالصلاة عليه، وأكثر من ذلك.

ومن الأسباب أيضا: أن تتذكر عظيم فضل النبي صلى الله عليه وسلم علينا، فإنه بلغنا عن الله ما ينجينا من عقابه وسخطه، به أنجانا الله عز وجل من النار، وبه دلنا سبحانه وتعالى على طريق النعيم المقيم في جنات عدن، فإذا تذكرت فضله صلى الله عليه سلم على أمته زاد ذلك من حبه في قلبك.

ومما يقوي حبك له: قراءة أخباره صلى الله عليه وسلم وأوصافه الخلقية والخلقية، فإنه جميل – صلى الله عليه وسلم – خلقا وخلقا، والنفوس مجبولة على حب الجمال، فاقرأ في أخلاقه، ستجد من هذه الأخلاق ما يأخذ بالأفئدة ويأسر القلوب.

ومن الأسباب الداعية إلى محبته صلى الله عليه وسلم: الاقتداء به والاتساء به في كل شؤونك بقدر استطاعتك، فحاول أن تحي سنته في نفسك بقدر الاستطاعة.

نحن ننصحك أيها الحبيب بأن تكثر من مجالسة الصالحين، وتكثر من قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الكتاب الذي سميته (الرحيق المختوم) من أحسن الكتب وأجملها في السيرة، فاقرأه، واقرأ غيره أيضا، واسأل الله سبحانه وتعالى على الدوام أن يشرح صدرك للإيمان، ويأخذ بيدك إلى الخير.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يتولى عونك، وأن ييسر لك أسباب الهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات