السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا أعاني من تلعثم، وثقل في كلامي، ولا أنطق بسرعة، وأتكلم ببطء، وكأني لست متعلمة.
أنا عمري 18 سنة، وأدرس في السنة الأخيرة في الثانوية، فبماذا تنصحني يا دكتور؟ فهل من هم في مثل حالتي يصلح لهم أخذ الحبوب؟ أو يفضل أن أتعالج عند دكتور ؟
والله لقد احترت كثيرا، حتى عندما أكون مع صديقاتي، أتمنى أن أتكلم وأعبر عن نفسي، ولكن لا أستطيع، فأنا أخاف أن يسخروا مني، لأني أتكلم ببطء، فقد أصبحت لا أختلط بالناس بسبب التلعثم وبطء الكلام.
أرجوك يا دكتور أن تساعدني، فلقد تعبت والله من حالتي هذه، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mayda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
إنه لأمر طبيعي أن يشعر الإنسان ببعض الارتباك والتلعثم بالكلام عند الحديث وسط جمع من الناس، أو تقديم عرض علمي، أو خطبة ما، ويختلف هذا الأمر من شخص لآخر، وقد يترافق هذا الارتباك ببعض الأعراض الجسدية: كالارتجاف، والتعرق، وتسارع ضربات القلب، واحمرار الوجه، وفي الغالب فإن هذه هي حالة من الرهاب الاجتماعي.
وفي كثير من الأحيان لا نعرف السبب المباشر لبداية هذا الرهاب، وربما في بعض الحالات له علاقة ببعض التجارب السلبية التي يمكن أن يكون قد مر بها الإنسان في مرحلة ما من حياته.
وأفضل طريقة لعلاج الرهاب الاجتماعي هو: العلاج المعرفي السلوكي، وذلك عن طريق عدم تجنب اللقاء بالآخرين، والكلام أمامهم لتخفيف الشعور ، والحديث مع الناس، ويمكن أن تكون البداية بمجرد التواجد مع صديقة أو صديقتين، والحديث ربما لفترة قصيرة، وحتى تطمئني للحديث معهن، وما هو إلا وقت قصير حتى تجدي أن هذا الخوف قد خف أو اختفى، فهذا العلاج السلوكي هو الأفضل في مثل هذه الحالات، ويمكن أن يشرف على هذه المعالجة أخصائي نفسي يتابع مع الشخص تطور الحالة، وفي كثير من الحالات يعالج الشخص نفسه بنفسه من خلال المثابرة على اقتحام مثل هذه المواقف.
ولا بأس أن تتكلمي ببطء، فكل إنسان يتكلم بالسرعة التي يرتاح إليها، وإذا استغرب بعض الناس هذا؛ فهذه مشكلتهم، وليست مشكلتك، فأمام كل مشكلة يفيد دوما أن نسأل أنفسنا: هل هذه مشكلتي أو مشكلة الآخرين؟
وإذا طالت المعاناة، ولم تتمكني من تحسين الحال، فيمكنك الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين، ممن يمكن أن يضع لك برنامجا علاجيا، ويتابع معك هذا العلاج.
ويمكن للطبيب النفسي أيضا أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد عادة على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي، ولكن يبقى العلاج السلوكي هو الأساس.
حاولي ثانية أن تنشطي نفسك في الجوانب الأخرى من حياتك، مما يساعدك على الهدوء والاسترخاء، وعلى التمتع في الحياة، فمثل هذه المشاعر والمواقف هي التي ستساعدك على التخلص من هذا الحرج والارتباك.
وأخيرا، أريدك أن تستعملي التعزيز الإيجابي مع نفسك، بملاحظة المهارات التي تتقنيها، فتعززيها عندك.
وأنا أضمن لك أن تنتهي من هذه المشكلة وخلال عدة أشهر، ولكن بشرط أن لا تحاولي استعجال الأمر، وحرق المراحل، وكما يقال أن من يستعجل الأمر قبل أوانه عوقب بحرمانه.
وفقك الله، ويسر لك الخير.