أعاني من أعصاب معدة لكن تلازمني مخاوف ووساوس عن الموت.

0 864

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر 23 سنة، في البداية كنت أعاني من أعصاب معدة بسيطة، لكن في مرة من المرات كنت أدخن الحشيشة وأصابني ضيق في التنفس مع الرهبة والخوف من الموت، مع العلم أنني لم أدخنه منذ فترة طويلة جدا.

أخذني أصدقائي إلى المستشفى، وظننت أنني سأموت، واستغربت حين قال لي الدكتور -بعد تحاليل الدم والسكر وتخطيط القلب-: إنه لا يوجد لدي شيء، سليم تماما؛ فاستغربت.

من ثم ذهبت إلى تونس، وذهبت إلى دكتور خاص بالمعدة، فطلب مني أن أعمل منظارا، وبعد النتائج قال لي: لديك التهاب بسيط في المعدة مع أعصاب، وأعطاني علاجا قبل الأكل، وفي أثناء الأكل وبعد الأكل، وللعلم لم تؤلمني معدتي خلال الفترة التي تواجدت فيها في تونس وهي 15يوما.

عندما عدت إلى ليبيا بدأت بالتفكير والوساوس في ذهني، ورجعت إلي الحالة من جديد (الاكتئاب والتفكير السلبي والوساوس)، وهذه الحالة تصيبني أكثر كلما فكرت أو غضبت، ودائما يراودني شعور بأنني سأموت، وبدأت أخاف من المستقبل.

أرجوكم أريد مساعدتكم (مساعدة أطباء مختصين)؛ لأني والله تعبت من هذه الحالة، وشكرا، أنا انتظر وبفارغ الصبر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوبة الأولى التي اعترتك وسببت لك ضيق النفس مع الشعور بالخوف والرهبة نسميها بـ(نوبة الفزع) أو (نوبة الهلع) أو (نوبة الهرع) وهي بالفعل مخيفة جدا لصاحبها، لكنها ليست خطيرة، وهي: تعتبر نوعا من القلق النفسي الحاد الذي قد لا يكون له أي نوع من المسببات.

أما موضوع اضطراب المعدة: فهذا أمر شائع جدا، وقد يكون أمرا بسيطا عرضيا ناتجا من إفرازات أحماض زائدة، وفي بعض الأحيان يلعب القلق أيضا دورا كبيرا في أعراض الجهاز الهضمي.

أنت الآن وبعد أن رجعت من تونس أصبحت تحس بنوع من الاكتئاب والتفكير الوسواسي والمخاوف، هذا إن شاء الله تعالى أيضا بسيط، ومقدور عليه تماما، المطلوب منك هو أن تسأل نفسك (لماذا تكتئب؟ لماذا توسوس؟ لماذا تخاف؟ أنت الحمد لله بخير) يعني من المفترض ألا تقبل هذه الأفكار السلبية المتساقطة عليك، لا تقبلها، حاورها، ناقشها، ارفضها، أغلق عليها؛ هذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني: عليك بالفعالية، الفعالية في كل شيء، الفعالية في دراستك، في عملك، في تواصلك الاجتماعي، في عبادتك، والإنسان الذي يقيس نفسه من خلال فعاليته وليس من خلال مشاعره فقط لا شك أنه سوف ينجح ويحس بالسعادة والهناء إن شاء الله تعالى.

الأمر الثالث: ضرورة ممارسة الرياضة، الرياضة ذات قيمة علاجية كبيرة جدا، تعالج الأجسام وكذلك النفوس، فكن حريصا عليها.

كما أني أنصحك أن تراجع طبيبك –الطبيب الباطني أو الطبيب العمومي، أي طبيب تثق فيه– راجعه مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وذلك فقط من أجل القيام بالفحوصات الروتينية المطلوبة، هذا يطمئنك كثيرا، يزيل منك الخوف والتوترات.

أمر أخير: أنا أعتقد أنك في حاجة ملحة لأحد الأدوية المضادة للوساوس والقلق والمخاوف، والمحسنة للمزاج، هنالك دواء يعرف علميا باسم (سيرترالين) له أسماء تجارية كثيرة منها (زولفت) و(لسترال) أراه مناسبا جدا لحالتك.

وصف الدواء أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلا، وهذه جرعة وسطية، يفضل أن تتناول الدواء بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم اجعلها حبتين ليلا –أي مائة مليجرام– استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعدها انتقل إلى السحب التدريجي للدواء، وذلك بأن تجعل الجرعة نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن الدواء.

إذن باتباعك لهذا النسق تكون قد اتبعت المنهج العلمي الذي يقسم مراح العلاج إلى جرعات تمهيدية، ثم جرعات علاجية، ثم جرعات وقائية، ثم جرعة الاستمرار والتوقف التدريجي من الدواء، وأنا أؤكد لك أن الدواء سليم وفاعل جدا، ربما يفتح شهيتك قليلا للطعام، وهذا قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهذا لا يحدث لجميع الناس، لكن عموما حين تمارس الرياضة وترتب طعامك أعتقد أن هذا الأثر الجانبي لن يحدث لك.

في بعض الأحيان أيضا بالنسبة للمتزوجين السيرترالين ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي، لكن قطعا لا توجد آثار ضارة على المدى البعيد، حيث إن الدواء لا يؤثر على الإنجاب أو على هرمون الذكورة.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وحالتك إن شاء الله تعالى بسيطة جدا، أرجو أن تطمئن، وأن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وإن شاء الله تصوم وتفطر على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات